ركاب يحاصرون حافلات النقل الحضري أزيد من عشر ساعات والسلطات تتفرج بأزمور
ركاب يحاصرون حافلات النقل الحضري أزيد من عشر ساعات والسلطات تتفرج بأزمور

أجبر مجموعة من الركاب ثلاث حافلات للنقل الحضري على التوقف بشارع المسيرة الخضراء بمدينة أزمور وعدم مواصلة المسير في اتجاه مدينة الجديدة أمس الأربعاء ابتداء من الساعة السابعة صباحا إلى حدود الخامسة مساء، وبالتالي حرمان العديد من المواطنين من الوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المناسب، حيث لجأ البعض منهم إلى استعمال وسائل نقل أخرى كسيارات الأجرة الكبيرة ووصلت التسعيرة في بعض الأحيان إلى عشرة دراهم للشخص الواحد.

 

وخلفت هذه الحركة الاحتجاجية المفاجئة حالة من السخط والرفض من بعض فعاليات المجتمع المدني، على اعتبار أن الأشكال الاحتجاجية لها ضوابط من قبيل مراسلة الجهات المعنية وتوضيح مجمل المشاكل وتقديم المطالب والمقترحات، والجلوس على طاولة الحوار، لتبقى بعد ذلك الحركات الاحتجاجية آخر محطة بعدما يغلق باب الحوار واستحالة التوافق بين الجانبين.

 

هذا وقد وجدت السلطات المحلية صعوبة بالغة في التواصل مع المحتجين في ظل غياب محاور حيث اشتكى المحتجون من الاكتظاظ المفرط بالحافلات، وهو مشكل حقيقي على اعتبار أن أوقات الذروة سواء في الصباح أوالمساء تشهد مغادرة مستعملي النقل الحضري لمنازلهم في نفس التوقيت ودفعة واحدة، كما أن عملية العودة في المساء تكون بنفس الطريقة، الشيء الذي يجعل شركة النقل الحضري صاحبة الامتياز عاجزة عن تلبية رغبات زبائنها في ذلك التوقيت بالضبط، أما باقي الأوقات فعملية التنقل بين الجديدة وأزمور تتم في ظروف جيدة، حيث يحظى هذا الخط  باهتمام كبير وتخصص له حافلات ذات جودة عالية وبأعداد كافية.

 

إن الشكل الاحتجاجي الذي خاضه مجموعة من ساكنة مدينة أزمور يوم أمس يفرض على المسؤولين نهج سياسة القرب من المواطنين، والاستماع إلى مشاكلهم وفتح قنوات الحوار معهم، وتبادل الآراء والأفكار معهم، وتحسيسهم بأن وسائل النقل الحضري جاءت لخدمتهم وبالتالي وجب تكاثف الجهود بين جميع مكونات المجتمع المدني من أجل الرقي بهذا المرفق والدفع به إلى الأمام خدمة للصالح العام، أما التراجع إلى الوراء ونهج سياسة صم الآذان ستترك الفرصة لبعض الجهات التي اعتادت الاصطياد في الماء العكر وإشعال فتيل الاحتجاجات من أجل تحقيق مكاسب ضيقة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة