رسالة مفتوحة إلى رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي بكلية الآداب
رسالة مفتوحة إلى رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي بكلية الآداب

إلى رئيس جامعة شعيب الدكالي، يحيى بوغالب

إلى عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية، الحسن قرنفل

إلى نائب العميد المكلف بالبحث العلمي بكلية الآداب، محمد داوود

 

 

أتوجه إليكم، لأخبركم إن كنتم لا تعلمون، أن في هذا اليوم، الجمعة 20 نونبر 2015، سيطفىء يحيى بنحدو شمعته الخامسة، أي أسبوع فقط بعد رحيل والده محمد بنحدو، الذي وافته المنية بشكل مفاجىء صباح يوم الجمعة 13 نونبر 2015، وهو يزاول عمله بكل إخلاص وتفان بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة، تغمده الله برحمته.

 

ولأن الفقيد محمد بنحدو دأب على الاحتفال بعيد ميلاد أبناءه، فإنه رحمه الله، كان يستعد ليحتفل اليوم، الجمعة 20 نونبر 2015، هو وزوجته وابنهما البكر أشرف ذو 9 سنوات، بعيد ميلاد يحيى، في جو عائلي تغمره الفرحة والبهجة والسرور.

 

أتوجه إليكم، لأذكركم فقط بما رأيتم، يوم الجمعة 13 نونبر 2015 داخل المستشفى الإقليمي بالجديدة، عندما حضرت زوجة محمد بنحدو ووجدته، رحمه الله، جثة هامدة، ولأذكركم كذلك بما سمعتم وهي تبكي وتصرخ أمامكم وأمام الملأ وتردّد نفس الكلمة (..).

 

لماذا أتوجه إليكم ؟  

لأن المرحوم هو أعزّ صديق وأغلى أخ، أعرفه حقّ المعرفة، بحكم أني كنت أجلس معه بشكل شبه يومي منذ 2006، تاريخ انتخابنا أعضاء في مجلس جامعة شعيب الدكالي، وأعرف أنه كان بصحة جيدة ولم يكن رحمه الله يشكو من أي مرض.

 

وكذلك لأنكم تعرفون جيدا أنه كان يشكو، في أيامه الأخيرة، من "وحوش ضارية" تكالبت عليه، ومن كونه يشتغل ويعمل في الكلية وهو بين المطرقة والسندان.

 

مطرقة نائب عميد صدامي وعنيف، يفهم لغة الضرب واللّكم أكثر مما يفهم قواعد التسيير الإداري والعلاقات المهنية، وسندان عميد صوري ورئيس شكلي.

 

مطرقة نائب عميد كان يمارس على المرحوم ضغطا رهيبا، وكان لا يتردّد في كل مناسبة من محاولة إركاعه وإهانته بشتى الوسائل، وسندان عميد يتسلّى في مكتبه بمشاهدة التلفاز ورئيس لا حول له ولا قوّة.

 

أتوجه إليكم، لأنكم تعلمون والرأي العام لا يعلم :

 

1-   أن 48 ساعة فقط قبل وفاة المرحوم، أي يوم الأربعاء 11 نونبر 2015، تهجّم عليه نائب العميد في مكتبه وأهانه، وهو ما دفع المرحوم لوضع شكاية لدى عميد الكلية في هذا الموضوع؛

2-   أن 48 ساعة قبل هذا الهجوم، أي يوم الاثنين 9 نونبر 2015، أخبر رحمه الله رئيس الجامعة، بصفته النقابية، خلال لقاء حضره أحد أعضاء المكتب النقابي، بكل المشاكل التي يعيشها داخل المؤسسة، والمضايقات التي يتعرض إليها، وسوء التسيير و.. و.. وطالبه بتحمل مسؤوليته؛

3-   أن الراحل وضع لدى العميد، حوالي شهر قبل وفاته، طلب انتقاله من مصلحة الدراسات العليا التي يشرف عليها نائب العميد المكلف بالبحث العلمي إلى مصلحة أخرى، وهو الطلب الذي جدّده المرحوم أسبوعا قبل وفاته، خلال اجتماع رسمي جمع عميد الكلية ورؤساء المصالح الإدارية بالمؤسسة، حيث خاطب العميد قائلا بالحرف : "أطلب منك السيد العميد أمام جميع رؤساء المصالح أن تبث في طلب انتقالي إلى مصلحة أخرى بالإيجاب، لأن هاداك السيد (أي نائب العميد) لا يتعامل مهنيا ولا يمكنني أن أشتغل معه، وأحمّلك المسؤولية.. و.. و.."

4-   أن هذه الأحداث، ووقائع أخرى ودسائس لا يسمح المجال هنا لسردها، وقعت كلها في الأيام الأخيرة من حياة المرحوم بشكل متتال، ما يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول حالته النفسية قبل وفاته.

 

أتوجه إليكم، ومن خلالكم إلى الرأي العام، ليعلم الجميع أن الهدف من كل ذلك، هو تركيع المرحوم، وإخراس صوته، لا لشيء إلاّ لأنه رحمه الله كان يتحمل مسؤولية كاتب فرع كلية الآداب، وعضو الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالجديدة، وكان حريصا على أن يقوم بواجبه النقابي والنضالي بكل مسؤولية، حيث كان لا يتردّد في انتقاد طريقة تسيير المسؤولين بجرأة قلّ نظيرها، ويرصد ويفضح الاختلالات والخروقات التي تعرفها كلية الآداب، ويفضح الفساد، و.. و..

 

أتوجه إليكم، لأقول لكم لا تنسوا أن محمد بنحدو رحل وهو لم يكمل بعد 44 سنة من عمره.. رحل في عز شبابه وأوج عطائه.. رحل وترك يحيى ذو 5 سنوات وأشرف ذو 9 سنوات..

 

أتوجه إليكم.. أتوجه إلى ضميركم..

 

 

ذ. غريب عبد الحق

 

كلية العلوم بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة