'مدام شابو' .. حكاية امرأة كانت أول طبيبة عصرية في مدينة الجديدة
 'مدام شابو' .. حكاية امرأة كانت أول طبيبة عصرية في مدينة الجديدة

اسمها الحقيقي هو " أوجيني دولانوي"،  زوجة  دولانوي"، ازدادت "مدام شابو" سنة 1887 بالقطاع الروسي بدولة بولونيا، وحيث كانت دائما ما تضع قبعة على رأسها فإن الجديدين، أطلقوا عليها لقب "مدام شابو"  كما سموها أيضا ب "طبيبة مازغان".

ورغم أنها ولدت وسط  أسرة  محافظة  ومتشددة  في قمع  بناتها، استطاعت فرض ذاتها  و السفر إلى  "سانت بيترسبورغ " في روسيا حيث  حصلت على دبلوم من كلية الطب، ثم بعدها الى باريس و بعد ذلك سافرت إلى برلين.

كما سافرت" أوجيني " أيضا إلى مونبولي بفرنسا طلبا للحصول على شهادة معادلة لشهادة الطب التي تحملها، كي تؤهلها للعمل في قطاع الطب الفرنسي، هناك التقت "اوجيني" طالبا فرنسيا يدعى "بيار دولانوي" قادما من جزيرة "لارينيون" المستعمرة الفرنسية، حيث تزوجا وانتقلا معا للعمل بالمستعمرات الفرنسية بإفريقيا.

هذا وتعد "مدام شابو" من  بين المؤسسين  لقطاع الطب العصري  بمدينة الجديدة و النواحي، منذ حلولها بمنطقة دكالة سنة 1913، والتحقت وقتها بمستشفى الجديدة (كان آنذاك يتكون من ثلاثة أكواخ)  حيث اندمجت بسرعة كبيرة  بين العائلات الجديدية وتعلمت "الدارجة المغربية" وربّت اولادها بين المغاربة، و راحت تعالج البنات  و النساء  بمستشفى الجديدة من أمراض النساء و التوليد و الأمراض التعفنية المنتشرة بكثرة في المدينة و نواحيها و التي كانت تصيب العينين و الرئتين و السمع و الحلق و الحنجرة.

 أما زوجها الطبيب أيضا، فقد قضى أيامه متجولا على عربة تجرها الدواب بين دواوير  في ضواحي "مازغان" ليفحص الناس و يحقنهم  بالأمصال الواقية من الأمراض و الأوبئة .

لقد كان عمل الطبيبة و زوجها عظيما و على قدر كبير من الأهمية بقدر حجم انتشار الأمراض و الأوبئة  التي كانت متفشية جدا، فقد أعلنا الحرب على الأمراض المعدية.

وفي السنوات الأخيرة من عمرها، تم التشطيب على الطبيبة مدام شابو " أوجيني دولانوي" من جدول هيئة الأطباء الفرنسيين بسبب أصولها اليهودية، فاضطرت بعدها  للهجرة إلى أمريكا للالتحاق بأفراد أسرتها  الذين كانوا بدورهم قد هاجروا من بولونيا . حيث اشتغلت هناك في الطب بولاية كاليفورنيا   حتى نهاية الحرب في سنة 1945  لتعود بعدها إلى المغرب من جديد. لكنها أصيب بمرض في القلب ظلت تعاني من تبعاته إلى أن توفيت في سنة 1951، فدفنت في مقبرة الأجانب بمدينة الجديدة بناء على وصيتها.

ذكرى "مدام شابّو" مازالت في قلب مدينة الجديدة، حيث توجد زنقتان بالقرب من مستشفى محمد الخامس (المبنى القديم) تحملان اسمها واسم زوجها وهما "زنقة الدكتورة دولانوي" و زنقة "الدكتور دولانوي".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة