اعتداءات وانفلات أمني في احتفالات ظاهرة 'حليلو' بمدينتي الجديدة وآزمور
اعتداءات وانفلات أمني في احتفالات ظاهرة 'حليلو' بمدينتي الجديدة وآزمور

خرج شباب في صباح هذا اليوم الثلاثء، الذي يصادف ثاني أيام عيد الأضحى، في معظم الأحياء الشعبية لمديني الجديدة وآزمور، لتخليد ظاهرة "حليلو" أو التراشق بالماء في ما بينهم، وهي ظاهرة مترسخة في ذاكرة سكان المدينتين، وإن كانت الظاهرة ذاتها آخذة في التراجع، إذ تظل الأحياء الشعبية هي التي تستمر في احتضانها، بينما تكاد تنعدم في الأحياء العصرية التي قطعت صلتها بالعديد من العادات والتقاليد التي تأصلت منذ زمن طويل لدى الدكاليين.

فمنذ الساعات الأولى من هذا اليوم الثلاثاء، وفي أحياء القلعة ودرب غلف وسيدي الضاوي ودرب البركاوي والصفاء والسعادة وغيرها من الأحياء الشعبية، استيقظ شباب وأطفال وتزودوا بما يكفيهم من كميات ماء، وأخذوا يستغفلون بعضهم البعض بغارات مائية، لتبليل ملابس الغافلين منهم ولم تسلم من ذلك سيارات نفذ الماء إلى داخلها من نوافذ لم تكن محكمة الإغلاق

هذا وتقاطر صباح اليوم الثلاثاء، عشرات المواطنين من ضحايا ظاهرة "حليلو" على مصلحة المداومة بالامن الاقليمي للجديدة، لتقديم شكاياتهم بعد أن تعرضت بعض السيارات، بشارع النصر بالجديدة، للرشق بالحجارة من طرف بعض القاصرين، مما تسبب في تهشيم زجاج نوافذها.

ولم تسلم مدينة آزمور هي الاخرى من الفوضى العارمة بهذه المناسبة، بعد ان اجتاح عدد من القاصرين و الجانحين شوارع وأزقة المدينة، حيث تمت محاصرة حافلات  النقل الحضري و عدد هام من سيارات المواطنين، بل وصل بهم الأمر إلى رش رجال الأمن بالمياه، كما ندد أحد المواطنين، حسب ما روى شاهد عيان ل "الجديدة 24"، بالإعتداء على رجل الشرطة  بالمياه مرددا "الله ياخذ فيكم الحق.. هذا راه بوليسي أ عباد الله ".

هذا وفي الوقت الذي تسلح الشباب وأغلبهم من القاصرين، بما يكفيهم من المياه، وأغاروا على أحياء مجاورة وكلهم فرحة كبرى كونهم استطاعوا تبليل أكبر عدد ممكن من المارة بها،.ظلت سيارات الأمن تراقب مشاهد التراشق بالمياه، وكأنها توفر حماية أمنية لهذه الظاهرة التي كان التشدد الأمني في التصدي لها قبيل سنوات من بين أسباب تراجعها .

وجدير بالذكر أن ظاهرة "حليلو" التي يحتفل بها في الجديدة وآزمور يوم ثاني عيد الأضحى من كل سنة، هي مرادفة لظاهرة "التزمزيمة" أو "زمزم" التي تحتفل بها مدن عديدة ببلادنا يوم عاشوراء، وهي موروث تذهب مصادر إلى اعتباره من مترسبات الفكر الشيعي الذي كان منتشرا ببعض مناطق المغرب، فيما تؤكد مصادر أخرى أن عادة التراشق بالمياه يهودية المنشأ، لاعتقاد اليهود أن الماء هو الذي أنجى نبي الله موسى من بطش فرعون، ومنذ ذلك الوقت وهم يتراشقون بالماء كما دأب عل ذلك اليهود المغاربة ب"الملاحات" التي كانوا يقطنون بها إذ يعتبرون التراشق به مجلبا للبركة والخير.


 فيديو 2: "حليلو" بمدية الجديدة 



فيديو 2: "حليلو" بمدينة آزمور

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة