بعدما نعتتهن مسؤولة بـ ''العروبيات''.. إصابة أم بانهيار عصبي داخل مديرية التعليم إثر احتجاجهن على الاكتظاظ
بعدما نعتتهن مسؤولة بـ ''العروبيات''.. إصابة أم بانهيار عصبي داخل مديرية التعليم إثر احتجاجهن على الاكتظاظ

حجت أمهات عدد من التلاميذ أول أمس الاثنين إلى المديرية الإقليمية للتعليم بمدينة الجديدة للاحتجاج على الاكتظاظ الذي أغرق العديد من الأقسام في ظل الخصاص المهول في صفوف الأساتذة و كذا سوء تدبير مصلحة الموارد البشرية، خاصة و أن الارتجالية التي تطبع عملية توزيع الأطر التعليمية بمؤسسات الإقليم كشفت عن خصاص فظيع ببعض المناطق مقابل فائض بلغ 19 في بعض الجماعات القروية القريبة من مدينة أزمور.

احتجاج هؤلاء الأمهات لم يرق رئيسة مصلحة الموارد البشرية فدخلت في سجال معهن لم يخل من توجيه عبارات السب و الشتم، و هو ما جعل إحدى الأمهات تصاب بانهيار عصبي جراء النعوت الحاطة من الكرامة التي وُجهت إليهن من طرف المسؤولة ذاتها نظير "العروبيات"، حيث سقطت الأم نفسها مغشيا عليها داخل رحاب المديرية الإقليمية إلى أن تدخل بعض الحاضرين الذين ساعدوها على استرجاع وعيها.

سوء تدبير عملية التخطيط التي يواكبها سوء توزيع الموارد البشرية جعل مئات التلاميذ عرضة للتشرد بالوسطين القروي و الحضري على حد سواء نتيجة الخصاص الذي تعانيه بعض المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها، فداخل مدينة الجديدة تعاني المؤسسات الابتدائية من خصاص وصل إلى 39 أستاذا، بينما تعاني مدينة أزمور من خصاص أستاذين، و البئر الجديد من 5 أساتذة، و جماعات سيدي علي من 10 أساتذة، و اثنين اشتوكة من 5 أساتذة، و الحوزية من 12 أستاذا، و مولاي عبد الله أمغار من 13 أستاذا، و سيدي عابد من 5 أساتذة، و خميس متوح من أستاذين، و بولعوان من 3 أساتذة و سبت سايس من أستاذين، فيما سُجل فائضا كبيرا في بعض الجماعات القروية صغيرة المساحة و القريبة في غالبيتها من المدار الحضري كأولاد رحمون حيث بلغ الفائض 19 أستاذا، و المهارزة الساحل 15 أستاذا، و أولاد حسين 7 أساتذة، و الشعيبات و القواسم لكل منهما 11 أستاذا، و أولاد حمدان 8 أساتذة، و سيدي اسماعيل 12 أستاذا...

عدم التوازن إذن في توزيع الموارد البشرية على مستوى مديرية الجديدة راجع بالأساس إلى الزبونية و المحسوبية التي تطبع الحركات المحلية حيث يتم التحايل على "البرنام" المخصص لإجرائها، و إلى سوء عملية التخطيط حيث لا يتم الإعلان عن المناصب الشاغرة الحقيقية، مما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في الانتقالات الخاصة بالأطر التعليمية.

و مما زاد من حدة الخصاص مع مطلع الدخول المدرسي الذي يعد استثنائيا بكل المقاييس على صعيد مديرية الجديدة نتيجة الاختلالات التي شهدتها عملية توزيع "مليون محفظة" و عدم توصل التلاميذ إلا بنزر قليل من الكتب و الأدوات المدرسية، و قلة التجهيزات المدرسية...(مما زاد من حدة الخصاص) عدم التخطيط لتعويض الأستاذات اللواتي يستفدن من رخص ولادة و التي ارتفع عددها إلى 49 رخصة مع بداية الموسم الدراسي الحالي، و كذا رخص الحج التي بلغت 21 رخصة...

إن سوء التخطيط و التدبير لعملية توزيع الأطر التعليمية على صعيد مؤسسات الإقليم جعل إلى حدود كتابة هذه السطور مئات التلاميذ عرضة للتشرد بالشوارع مما ساهم في حرمانهم من حقهم في التعليم، فيما حُرم زملاؤهم من جودة التحصيل نتيجة الاكتظاظ الذي بلع أرقاما قياسية حيث بات يتراوح عدد التلاميذ ما بين 50 و 70 تلميذا...


 عبدالفتاح زغادي

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة