مرورا بالجديدة.. مواطن في مسيرة احتجاجية على الأقدام بسبب ''الظلم'' من أكادير إلى القصر الملكي بالرباط‎
مرورا بالجديدة.. مواطن في مسيرة احتجاجية على الأقدام بسبب ''الظلم'' من أكادير إلى القصر الملكي بالرباط‎

انطلق المواطن المغربي (نايت صالح عنايات)، الاثنين 19 شتنبر 2016، من مدينة أكادير، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، ستنتهي به، انتهت به، أمس السبت، في العاصمة الرابط، لإسماع صوته إلى أعلى سلطة في البلاد، الملك محمد السادس، جراء طرده "التعسفي" من عمله بميناء أكادير، بعد أن خرج عن صمته، وفضح المستور، بإبلاغ السلطات وكل من يهمهم الأمر بخطر الانفجار "المحتمل"، الذي كان يتهدد ميناء التموين بالمحروقات بأكادير، جراء العشوائية التي شابت تدبير مراقبة وحراسة البواخر المحملة بالمواد البترولية والغاز الطبيعي المستورد، حسب ما صرح به العامل المطرود في حوار صحفي، خص به الجريدة.

ولإقناع المسؤولين في الدوائر العليا بجدية بلاغه، عمد العامل (نايت صالح عنايات)، إلى تصوير "فيديو" على متن سفينة لشحن المحروقات البترولية، تسلل إليها خلسة. حيث عرى بعدسة هاتفه النقال عن ثغرات أمنية خطيرة في مراقبة وحراسة البواخر المحملة بالبترول، داخل الميناء الذي يعتبر موقعا استراتيجيا، قد بشكل، حسب العامل المتسلل، هدفا لأعمال تخريبية، في ظل وجود "شركة"، أثارت وضعيها الإدارية جدلا قانونيا، لكونها شغلت في "لونوار" مستخدمين لا يتوفرون على أية حقوق وضمانات، ورهنت مستقبلهم ومصيرهم المجهول.

هذا، فإن ما قام به العامل (نايت صالح عنايات)، يندرج في إطار المواطنة والغيرة على الوطن. ما جعله يحظى بتقدير وتنويه المسؤولين الذين قاموا بتدارك الهفوات والثغرات الأمنية، وعمدوا إلى إسناد مهمة الحراسة داخل الميناء، إلى شركة مهيكلة. لكن ما قام به العامل لصالح الوطن، تشبعا بقيم الوطنية وحس المواطنة، جر عليه بالمقابل، الويلات، وعرضه للطرد التعسفي من عمله الذي قضى فيه، حوالي 20 سنة.. وحتى أن ثمة تعليمات صارمة استهدفته، بمنعه من الولوج إلى ميناء أكادير، بعد أن تعرض للطرد التعسفي، وأصبحت أسرته، معيلها الوحيد، عرضة للتشرد.

وبعد أن طرق أبواب المسؤولين الذين رصدت في وجهه، لم يعد أمام العامل المفصول (نايت صالح عنايات)، سوى خوض مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، إلى العاصمة الرباط، اختار لها شعار: "جاءت ساعة الحقيقة، فإما مواطن صالح أو مواطن خائن" (مقتطف من الخطاب الملكي).

هذا،  وحط  العامل المطرود (نايت صالح عنايات) الرحال في محطة أولى، أمام البرلمان، البناية التي تمثل الشعب والتوجه الديمقراطي للمملكة، وبعدها، سيتوجه، حسب تصريحه وتصميمه، إلى القصر الملكي، لإسماع صوته إلى أعلى سلطة في البلاد، الملك محمد السادس.

وبالمناسبة، فإن (نايت صالح عنايات) دخل، بحر الأسبوع الجاري، تراب إقليمي سيدي بنور والجديدة. حيث تعاملت معه السلطات المحلية والدركية والأمنية و"الديستي"، بشكل لائق ينم عن التشبع بالمفهوم الجديد للسلطة. وقد وفر له رئيسا مفوضية أزمور والبئر الجديد، التغذية والمبيت، عند عبور المدار الحضري للمدينتين

والجدير بالذكر أن المسيرة التي قام بها العامل "المطرود (نايت صالح عنايات)، مشيا على الأقدام، والتي تم إشعار وزارة الداخلية بها، لم تخل من متاعب، كان أبرزها "ساعة في الجحيم" التي قضاها في مدينة بوزنيقة، بسبب المعاملة اللاإنسانية التي لقيها، الجمعة الماضية، من القائد الممتاز الذي كان رفقة عنصرين أمنيين بالزي المدني، والتي لا تمت بأية صلة  بالمفهوم الجديد للسلطة وبالتوجهات والتوجيهات السامية للملك محمد السادس، في ظل مغرب الألفية الثالثة. وهذا ما ستعرض له تقصيليا الجريدة في مقال "خاص"، مرفق ب"فيديو".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة