سياسة الاستباق في محاربة الفساد على غرار محاربة الارهاب
سياسة الاستباق في محاربة الفساد على غرار محاربة الارهاب

نقرة واحدة على محرك غوغل، بعد إدخال جملة "وفاة مواطن بسبب الاهمال أو الحكرة" تكفي ليصاب الباحث عن المعلومة بالذهول أمام هذا العدد الهائل والكم الكبير من حالات الوفاة في ظروف مأساوية ومُهينة لكرامة الإنسان، أغربها حالات الوفيات بسبب الإهمال أمام أو في المستشفيات العمومية، التي يُفترض أن بداخلها يعالج المرضى من أجل الاستمرار في الحياة وليس العكس.

إن وفاة بائع السمك محسن فكري "مطحوناً" في حافلة الأزبال بالحسيمة هي حالة ضمن حالات الموت المأساوية بسبب الحكرة في بلادنا، إلاّ أن خروج الآلاف من المواطنين في حوالي 50 مدينة وقرية مغربية، تضامنا معمحسن فكريإن كانت تدل على شيء فإنما تدل على أن السيل وصل الزبى، وأن الخروج للشارع هو تعبير عن التنديدوالاحتجاج، ليس على ظروف الوفاة، وإنما على الفساد والاستبداد الذي أصبح ينخر المجتمع بشكل مخيف،وهي رسالة واضحة لمن يهمهم الأمر.

فالوفاة تكون دائما هي النقطة التي تفيض الكأس، كأس الفساد والاستبداد، سواء داخل مرسى أو مستشفى.. فلا حديث في الشارع المغربي، بعد وفاة محسن فكري إلاّ عن صيد سمك بوسيف (الإسبادون)،المحظور صيده خلال الفترة الممتدة من فاتح أكتوبر إلى 30 نونبر من كل سنة بمقتضى قرار وزير الصيد البحر يعدد 13-1176 بتاريخ 8 أبريل 2013، وإفراغه بالمرسى ونقله على الشاحنة وإخراجه من الميناء التي يُفترض أنهيتوفر على كافة الوسائل والآليات والترسانة القانونية للمراقبة والتفتيش، ليُطرح السؤال: من المسؤول؟

لهذا، نقول مرة أخرى وبشكل واضح، أن محاولة امتصاص غضب الشارع بعد أن تقع الفأس في الرأس هي مغامرة ومقامرة، ومحاولة تهدئة غضب الشعب بالقفز على الحائط القصير لا يمكنه إلاّ أن يؤجّج الغضب، وأن الحل يكمن في محاربة الفساد فيالمنبع وفي دائرة الحيتان الكبيرة، وليس في الذيل وفي دائرة المغلوب على أمرهم.


غريب عبد الحق

الكاتب المحلي للحزب الإشتراكي الموحد بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة