تلميذات أجنبيات من سويسرا و فرنسا يدرسن اللغة العربية بمدارس مغربية بمدينة الجديدة
تلميذات أجنبيات من سويسرا و فرنسا يدرسن اللغة العربية بمدارس مغربية بمدينة الجديدة

إن الأنظمة التربوية المتعلقة بالتعليم الخاص بمدينة الجديدة عرفت تحولات جوهرية في سياساتها التدبيرية والتربوية، فمن جهة لم تعد المؤسسات الخاصة تركز على أطر تربوية و مربيات و مربيين من المغرب بل أصبحت المؤسسات تتعاقد مع أطر مختصة من خارج المغرب، و من جهة أخرى أصبحت المؤسسات تستقطب تلاميذ أجانب لتعليمهم مبادئ لغتنا العربية و تربيتنا الوطنية، و لعل مجموعة مدارس أمين أصبحت نموذجا يقتدى به في هذا الموضوع.

ففي السنوات الفارطة سبق لإدارة مجموعة مدارس أمين أن تعاقدت مع أستاذ جامعي من جنسية فرنسية لإعطاء دروس تربوية خاصة في التواصل و التنمية الشخصية، و عرفت هذه الدروس إقبالا مهما من طرف التلاميذ من مختلف المستويات و استفاد منها حتى آباء و أولياء التلاميذ.

كما أن مؤسسة مجموعة مدارس أمين استقبلت ثلاث تلميذات أجنبيات إثنتين من جنسية ألمانية ' لييّا و جُووٌيه ' و واحدة فرنسية ' راشيل '، و هن الآن في مستويات مختلفة و يحصلن على نتائج سارة مثل أخواتهن في المؤسسة. فهؤلاء الفتيات الثلاث يُقبلن على المدرسة  المغربية لـ"جودة" تعليمها من دون أي تخوف أو تحذير من مخاطر تحذق بهويتهن الوطنية، و في إطار زيارة الجديدة 24 للمؤسسة التقينا بسيد أجنبي من جنسية فرنسية بإدارة المؤسسة قصد تسجيل بنت له هذه السنة الدراسية الجارية.

و الغريب هنا هو إقبال أسر مغربية غنية على تسجيل أبنائها في مؤسسة تعليمية فرنسية بدعوى أنها تضمن لهم تعليماً ذا جودة عالية، ولكونها تتيح لهم مستقبلاً أفضل باعتبار أن أغلب من يدرس بها يحصل على مناصب ووظائف راقية. وبالمقابل، يرى آباء و أولياء هؤلاء التلميذات الأجنبيات أن هذه المؤسسة المغربية تدرس التربية المغربية المتسامحة و تلقن اللغة العربية المتفتحة و تؤمن مستقبل التلاميذ بتكافئ الفرص، و لا تطرح مشاكل العنصرية و الإسلاموفوبيا في ما يخص مسألة الهوية والانتماء إلى المملكة المغربية.

 ويتابع المئات من التلاميذ المغاربة دراستهم في مختلف الأقسام الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي ، و يرعى هذه المؤسسة التعليمية قانون وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني، و لها شراكة ثقافية مع المركز الثقافي الفرنسي الذي يشرف بدوره على مؤسسة ' شاركو ' التابعة للسفارة الفرنسية بالمغرب.

 و يفسّر الدكتور قبابي جمال بصفته مؤسس مجموعة مدارس أمين أن المؤسسة سيكون عليها إقبال سنة 2017 في إطار إعادة انتشار تلامذة مدارس الصفوة حسب مبادرة السيد عامل صاحب الجلالة على  الإقليم، الأمر الذي يجعل من هذه المؤسسة أكبر حاضن لأبناء الأجانب بالجديدة بجانب مدرسة شاركو الفرنسية.

وتضيف الأستاذة بوشرى السقاط المديرة التربوية للمؤسسة في حديث لـ"الجديدة24" عوامل أخرى تتجلى في تطلعات وتوجهات بعض آباء و أولياء التلاميذ الذين يشكلون الشريك الأساسي في تطوير أساليب عمل المؤسسة و ارتباطها بالمصلحة العليا للوطن من أجل بناء جيل جديد قادر على الإندماج مع باقي الثقافات، فضلاً عن جاذبية المدرسة من حيث جودة الخدمات والعروض التعليمية وضمان المستقبل المهني للمتعلمين.

ويرد الآباء الأجانب الذين اختاروا لأبنائهم الانتساب إلى هذه المجموعة المدرسية المغربية بالجديدة بكونها تتميز بمستواها العالي تعليمياً مقارنة مع مستوى المدارس العمومية و حتى الخاصة.

و لعل أبرز خاصية تميز النظام التربوي بمؤسسة أمين هي الإبداع في المبادرات التربوية، وهي خاصية متقدمة جدا، مثلا هذه السنة أقدمت إدارة المؤسسة على إدماج التعليم بالوسائل السمعية البصرية لدعم المشروع التربوي المؤطر من طرف الأستاذة رقية أغيغة، مع ترك هامش كبير من الإبداع للإرتقاء بالعملية التربوية لتحديد شكل وطبيعة الخدمات التربوية المقدمة للتلاميذ الذين هم المعنيين بهذا القرار.

و يبقى اختيار آباء و أولياء التلميذات الثلاث الأجنبيات لمؤسسة أمين لتعليم بناتهن نقطة اهتمام تختلف بين النظام التربوي الذي اختار المبادرة في الإبداع للولوج إلى العالمية و بين الساعين إلى إرجاع التربية و التعليم إلى العصور الجاهلية، مانحين بذلك درجة كبيرة من الثقة و الدعم للأطر التربوية و إدارة المؤسسة و ذلك بانتقاء المربيات و تكوينهن، والاحتفاظ بهن بناء على الأداء و المردودية.

و مجموعة مدارس أمين اليوم هي بصدد تحديد برنامج سنوي للتنشيط التربوي لإستغلال فضاء المؤسسة و تقديم جميع أشكال الدعم و التقويم موازاة مع المواد الدراسية المقررة والكتب المستعملة. كما تعيش المؤسسات التعليمية على إيقاع تنافس محتدم في ما بينها لجذب أكبر عدد من تسجيلات التلاميذ على اعتبار حق الآباء في تسجيل أبنائهم في المؤسسات التي يختارونها بناء على سمعة وصورة المؤسسة.




الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة