السياسات الوطنية المغربية لمكافحة تغير المناخ
السياسات الوطنية المغربية لمكافحة تغير المناخ

تساهم الدول العربية في انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بنسبة لا تتجاوز خمسة بالمائة من انبعاثات الغازات في العالم،  المسهمة في تغير المناخ،  إلا أنها المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة،  حيث نشهد تفشي الأمراض المعدية،  و ازدياد حالات الحساسية و الأمراض الرئوية في بعض المناطق العربية،  بسبب ارتفاع درجات الحرارة،  الذي يسبب ارتفاع منسوب مياه البحار نتيجة لتسارع ذوبان الجبال الجليدية في القطبين مما سيؤدي إلى غرق العديد من الجزر و المدن الساحلية. إن مكافحة تغير المناخ هو كفاح ضد اللامساواة بالدرجة الأولى،  حيث أن الدول  الهشة و الأكثر فقرا هم أول ضحاياه،  ليس فقط لأنهم الأكثر ضعفا في مواجهة مخاطره،  بل لأنهم أول من يوجد في مرمى النهب المنظم للموارد البشرية

و لهذا،  يقف المغرب في الخطوط الأمامية للمواجهة مع ظاهرة تغير المناخ،  و يعطي اهتماما بالغا،  خصوصا و انه يرى في تفاقمها تهديدا لحياة و مستقبل جل الكائنات الحية.  فمنذ مصادقته على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ سنة 1995 ، و على بروتوكول 'كيوتو' كمعاهدة بيئية دولية نصت على التزامات قانونية للحد من انبعاثات أربعة من الغازات الدفيئة،  و المغرب يبدل قصارى جهده كتكريس لالتزاماته التي قطعها في هذا المجال،  حيث اعد  خطة محكمة المناهج و مدروسة الأهداف،  لمكافحة الاحترار المناخي سنة 2009 ، والتي تنطوي على تنمية مصادر الطاقة النظيفة و تنويعها، كالطاقة الشمسية و طاقة الرياح، وقد خرج هذا المشروع للضوء مؤخرا، فالحكومة  تقيم محطة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء المغربية  ، فهي سابع محطة للطاقة الشمسية في العالم بعد المحطات الأمريكية ، و تعهد انه و بفضلها،  ستنخفض انبعاثاته الغازية بنسبة 42% بحلول سنة 2030 .و لتنمية الوعي بالرهانات البيئية وبالحق في بيئة سليمة وكذلك بالتنمية المستدامة كما هو منصوص عليها في دستور المملكة المغربية، تم إنشاء مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في يونيو 2001 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس،  و من بين أنشطة هذه المؤسسة،  برنامج "شواطئ نظيفة" الذي يشمل مجموع الساحل المغربي، ب 89 شاطئا مواكبا،  من ضمنها 22 حاصلة على علامة اللواء الأزرق ، و يعتبر هذا البرنامج،  في الوقت الحالي أحد عناصر عمل واسع تقوم به المؤسسة من أجل حماية الساحل والمناطق الرطبة. هذا العمل الشامل هم منذ 2008 الحد من تلوث بحيرة مارتشيكا، وفي سنة 2011، حماية بحيرة الداخلة. كما أنه هم أيضا محمية المحيط البيقاري للمتوسط المتقاسمة بين إسبانيا والمغرب. و حاليا يتم تفعيل و تعميم المدارس الايكولوجية في الموسسات التعليمية الابتدائية،  الهادفة إلى تعبة التلاميذ و أولياء أمورهم، و كذا المدرسين، حول خمس محاور تتعلق بالمياه و الطاقة و النفايات و التنوع البيولوجي و التغذية.

 

 

في جميع هذه البرامج، تقوم المؤسسة بأعمال تحسيسية وتكوينية وتربوية لفائدة الجميع. هذه الأعمال تبدأ انطلاقا من الأطفال، المستهدفين الأوليين، من خلال برنامج "الصحفيون الشباب من أجل البيئة".

إن احتضان المغرب للدورة الثانية و العشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لسنة 2016 ، دليل قاطع على انه من البلدان العربية الإفريقية المشعة بالحس البيئي و المكرسة لجزء من ميزانيتها لمواجهة مشاكل البيئة وإيجاد حلول لها،  تسمح للأنواع البشرية و الحيوانية و النباتية و غيرها بالتواجد على كوكب الأرض . و قد شهد للمغرب حسن تنظيم و تدبير الحدث العالمي للقاء الأطراف ، الذي كان فرصة للكشف عن المشاريع الايكولوجية المغربية ك'اوليا كرين فود مكناس ' الذي يعتمد على  جمع مخلفات إنتاج الزيتون وتثمينها واستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية. و خصصت لهذا المشروع اعتمادات مالية تقدر ب 450 مليون درهم .حقـق المغـرب إنجـازات ملموسـة فـي مجموعـة مـن المجالات مثـل مراقبـة جـودة الهـواء،ومكافحـة

الاحتبـاس الحـراري، واسـتغلال الغابة، ،وتطويـر الطاقـات المتجـددة، والكهربـة الريفية، ،والحصـول علــى المــاء الصالــح للشــرب فــي المناطــق الريفيــة، وتأهيــل التربيــة البيئيــة. كمــا تبــدل حاليــا جهــود لتعزيـز البنيـات الأساسية لتطهيـر النفايـات السـائلة، وتجميـع النفايـات، وتدويرهـا وتثمينهـا ، وإعـادة التشـجير ، والنجاعـة الطاقيـة، والنقـل المسـتدام، وترشـيد استهلاك المـاء وتنميـة المـوارد المائيـة غيـر التقليديـة.

 وشـهدت السـنوات الأخيرة إنجـاز إصلاحات واســعة النطــاق علــى المســتوى المؤسســي، والتشــريعي والإستراتيجي.

 وتــم تعويــض كتابـة الدولـة المكلـف بالمـاء والبيئـة بالوزارة  المنتدبـة لـدى وزيـر الطاقـة والمعـادن والمـاء والبيئـة ،وتـم إنشـاء وكالات ومعاهـد متخصصـة كالوكالـة الوطنيـة لتنميـة الطاقـات المتجــددة والنجاعــة الطاقيــة، والوكالــة  المغربيـة للطاقـة الشمسـية، والوكالـة الوطنيـة لتنميــة تربيــة الأحياء البحريــة، معهــد  الأبحاث فــي الطاقــة الشمســية والطاقــة المتجـددة، وتـم أيضـا إطلاق مشـاريع المـدن الخضــراء.


منال عادل

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة