تنظيم ندوة دولية مغربية/أمريكية برحاب كلية الاداب بجامعة شعيب الدكالي‎
تنظيم ندوة دولية مغربية/أمريكية برحاب كلية الاداب بجامعة شعيب الدكالي‎

عادة ما نتحدث – نظريا – عن حوار الأديان، وتواصل الحضارات، وتكامل الثقافات، وتعايش الشعوب، ولكن – عمليا وعلى أرض الواقع – تسود يومياتنا مشاهد الصراع الديني، ومظاهر التناحر العرقي الطائفي، والتنازع الحضاري …

وللأسف يقع كل هذا باسم الدين وتحت مسمياته، فهيمن بذلك خطاب الكراهية و التحريض على العنف، وتعددت أشكال الإرهاب ومظاهره، من حصار، وتجويع، وقتل، ودمار، وتبخيس لقيم الآخر، وإهانة لمقدساته، واستصغار لتراثه وثقافته وحضارته، في الوقت الذي ترتفع فيه عاليا وبقوة شعارات أجيال حقوق الإنسان، وكرامته، وحريته، حتى أضحت هذه الدعوة تشكل خصوصية هذه المرحلة من الحضارة الإنسانية وجوهرها.

من هنا كانت الحاجة ملحة إلى ملامسة العلاقة بين “الدين” باعتباره تصورا عن الحياة والكون، وبين الممارسات التي ترتكب باسمه، والتي تصادم روح الدين وجوهر التدين، لأن الدين والتدين على الجملة يرتكزان على بعدين اثنين : القيام بحق الخالق، وأداء حقوق الخلق، في توازن انسجام، وهذا ما يفسر البعد الإنساني الذي جاءت الديانات السماوية لترسيخه وتحقيقه في واقع الناس، فاستحال مع هذا أن تتعارض روح الكلمات الإلهية، والنصوص المقدسة، والتعاليم الدينية الثابتة فيما بينها بحيث تعرض هذا البعد للخطر.

في هذا الصدد، قُدمت مجموعة من المقاربات التي تروم بحث العلاقة بين التصور الديني والممارسة الواقعية، منها تلك التي ترتكز على مفهوم ومصطلح “الصحبة” باعتباره منهجية فاعلة لمعرفة الآخر قصد التواصل معه، أي أن فعل التعرف ينبني أساسا على ما يقدمه الآخر عن ذاته، ودينه، وفكره، وحضارته … لا عما نتصوره ونفهمه.

وإذا كان من المفيد تطبيق هذه المقاربة لمعرفة الآخر عامة، والوقوف على المشترك الديني خاصة، فإن الأهم هو توظيف الصحبة آلية فعالة للتواصل، والتعارف، وتدبير مظاهر الاختلاف الديني، وتجاوز الممارسات المشينة والمسيئة التي تتستر وراء التفسير الديني، ووضع معايير ومقتضيات علمية وعملية لمعالجة هذا الأمر.

لذا، يعتزم مختبر ” الدراسات الإسلامية والتنمية المجتمعية ” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، بمدينة الجديدة، بالمغرب، بتنسيق مع مركز ” دراسات الأديان عبر الحضارات “، جامعة جورج تاون، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، وبرعاية شبكة ضياء للمؤتمرات والندوات، تنظيم ندوة دولية في موضوع : “أثر الصحبة في تدبير الخلاف الديني في أبعاده الإنسانية والتنموية “، من خلال المحاور الآتية :

1 – الإطار المفاهيمي المرتبط بالموضوع (الدين، الصحبة، الاختلاف الديني، المشترك الديني ..)

2 – الصحبة وتدبير الاختلاف الديني : المقتضيات، والشروط، والانعكاسات.

3 – آليات وشروط تدبير الاختلاف الديني على مستوى التصور، والاعتقاد، والإيمان.

4 – آليات وشروط تدبير الاختلاف الديني على مستوى الممارسة الدينية التعبدية والقيمية.

5 – آليات وانعكاسات تدبير آثار الاختلاف الديني في الحياة العامة.

مواعيد ومقتضيات المشاركة :

– تقام الندوة يومي 22 و 23 ماي 2017  – حسب البرنامج التفصيلي الذي سيعلن عنه لاحقا – بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المملكة المغربية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة