ماذا أنجز عميد كلية الآداب بالجديدة خلال أربع سنوات؟
ماذا أنجز عميد كلية الآداب بالجديدة خلال أربع سنوات؟

من أعطاب التسيير الإداري بجامعة شعيب الدكالي، عجز رؤساء المؤسسات الجامعية عن اتخاذ قرارات بسيطة تدخل ضمن صلاحياتهم، حيث يلجؤون إلى سياسة كم من حاجة قضيناها بتركها، تكون عواقبها وخيمة في كثير من الأحيان..

قبل حوالي سنتين من الآن، وبالضبط بتاريخ 16 أكتوبر 2015، وجه المرحوم محمد بنحدو إلى عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة رسالة يطالبه فيها بتغيير المصلحة التي يشتغل بها، نظرا للمشاكل التي كان يعاني منها ويعيشها مع رئيسه المباشر، نائب العميد المكلف بالبحث العلمي...

وقد كان رحمه الله حازما وملحاحا، حيث كان يذكر العميد بطلب تحويله إلى مصلحة أخرى في كل مناسبة، آخرها الاجتماع الذي عقده العميد مع رؤساء المصالح أواخر شهر أكتوبر 2015.. للأسف الشديد، لم يُعر العميد أي اهتمام لطلب محمد بنحدو رحمه الله وفضل صمّ الآذان، إلى أن وقع ما لم يكن في الحسبان، حيث لم يمر على الاجتماع السالف الذكر إلاّ حوالي أسبوعين فقط، حتى تهجّم نائب العميد وهو في حالة هيستيرية على الراحل محمد بنحدو أثناء قيامه بعمله في مكتبه يوم الأربعاء 11 نونبر 2015.. وبعد 48 ساعة من هذا الحادث، سقط رحمه الله داخل الكلية يوم الجمعة 13 نونبر 2015 حوالي الساعة العاشرة صباحا وهو يزاول عمله ليُسلّم روحه إلى ربه، ويرحل في عز شبابه وعطائه تاركا وراءه سؤالا بدون جواب، حول ماذا وقع له قبل الساعة العاشرة من ذلك الصباح، ولغز عدد كبير من محاولة اتصال هاتفي (appels manqués) على هاتفه النقال.

الآن، وبعد سنتين من ذلك الحادث المؤلم، يُلاحَظ أن لا شيء تغير.. نفس المسؤولين ونفس طريقة التسيير والتعامل ونفس المشاكل، إن لم نقل أنها زادت سوءً وتعقيدا.  إلاّ أن ما يثير الاستغراب، هو أن العميد يبدو وكأنه غير مهتم بما يجري في مؤسسته، إذ عوض أن ينكب على إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تتخبط فيها الكلية منذ سنوات، أطلّ علينا سعادته في شهر غشت عبر حسابه في الفايسبوك، ليبشرنا بانطلاق أشغال تهيئة مرآب الكلية وبابها الرئيسي.

ويذكرنا أسلوب العميد هذا، بأساليب بعض رؤساء المجالس الحضرية أو القروية، الذين يختفون مباشرة بعد انتخابهم على رأس المجلس، حيث ينصرفون إلى خدمة مصالحهم الشخصية ويهملون مطالب ومشاكل الساكنة، ولا يظهر لهم أثر إلاّ عشية الانتخابات التالية، حيث يبدؤون في تزفيت الشوارع وترقيع الأزقة وصيانة الإنارة، لاستمالة أصوات الناخبين ونهب المال العام.

نلاحظ إذا ومع كامل الأسف، أن عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة، ومنذ تعيينه في بداية سنة 2014، كان شبه غائب ولم يقم بأي انجاز ملموس، وها هو ينبعث هذه الأيام ونحن على بعد أسابيع فقط من فتح باب الترشيحات لشغل منصب عميد الكلية، ليقوم بأشغال تهيئة مرآب الكلية وبابها الرئيسي وصباغة الجدران، بعد أربع سنوات من الجمود، عاشت خلالها المؤسسة في مشاكل لم تعرفها منذ نشأتها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر مقاطعة الطلبة لامتحانات الدورة الخريفية في السنة الماضية، لأول مرة في تاريخ جامعة شعيب الدكالي.

لهذا، وجامعة شعيب الدكالي تعيش على إيقاع التعيينات، نؤكد أن من ضمن الشروط التي يجب أن تتوفر في أي مسؤول بالجامعة، بالإضافة إلى الكفاءة والنزاهة والكاريزما، القدرة على التواصل ورحابة الصدر واحترام للجميع، بعيدا عن عقلية الدسائس والكيد والانتقام والمشاريع التجارية.

 

ذ. غريب عبد الحق

كلية العلوم بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة