قصة مؤثرة بكلية الحقوق بمراكش يرويها الأستاذ بنطلحة: هذا الطالب قاهر الظلام جعلني أدرف الدموع
قصة مؤثرة بكلية الحقوق بمراكش يرويها الأستاذ بنطلحة: هذا الطالب قاهر الظلام جعلني أدرف الدموع

عاش مدرج الإمام مالك بكلية الحقوق بمراكش، حدثا إنسانيا بامتياز و درسا حيا في التحدي والاستجابة امتزج فيه نبوغ الطالب بحكمة الأستاذ في مشهد رائع فل نظيره .
الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ القانون العام الذي كان يلقي محاضرته في علم السياسة، أثار انتباهه التفاعل الجميل لطالب من ذوي الإعاقة البصرية الذي كان يجيب برزانة وبفصاحة على الأسئلة والإشكالات التي طرحتها المحاضرة فماذا جرى بالفعل؟
اتصلنا بالاستاذ بنطلحة، وكان ما زال مشدوها ومتأثرا بما وقع، فحكى القصة التالية:
قال بنطلحة في البداية : كنت فد شرعت في إلقاء محاضرتي في علم السياسة في الفصل الأول من الإجازة كمادة من مواد القانون العام وخلالها كنت بين الفينة والأخرى اطرح أسئلة للمناقشة تتعلق بالإشكاليات من قبيل هل يعتبر علم السياسة علم الدولة أم علم القدرة ؟ فاندهشت لجواب طالب كان يجلس في المقاعد الخلفية من القاعة تبين لي بأنه اعمى ولم أكن اعلم بذلك حيث أفاض واستفاض واقنع وابهر بأسلوب محكم وعربية سليمة على غير الطلبة اﻵخرين الذين كانوا يشاركون في المناقشة ببساطة وبشكل عادي ، وهو ما دفعني بان اطلب منه 'يضيف بنطلحة - أن يلتحق بي في المنصة وأناوله الميكرفون وادعوه الى التوجه لزملائه الطلبة و مواصلة حديثه الذي استرسل فيه بطلاقة، وكان فعلا أداؤه رائعا و كانت فعلا بصيرته هبة عوضه بها الله عز وجل.
و مفاجأتي جعلتني يردف الأستاذ اخرج قلما و أقدمه للطالب،وهو قلم عزيز كنت احمله معي وله قيمة ثمينة عندي، وقلت له هذه يا بني هدية رمزية مني إليك و تستحقها عن جدارة كعربون اعتراف بكفاءتك، لكن على أساس أن تحتفظ به لتذكرني، كما أتمنى أن يكون التوفيق حليفك في مشوارك الدراسي بل وسأكون سعيدا جدا و يحصل لي الشرف إن كان في العمر بقية أن اشرف على رسالتك في الدكتوراه إن شاء الله.
وهي لحظة مؤثرة جدا يستطرد بنطلحة، حيث تلقى الطالب خلالها تفاعلي العفوي معه كصعقة كهربائية بدأ معها يشكر وهو (يفدفد) و يرتعش بشدة كأنه يريد ان يرقص أو كأنه بدأ يبصر ويرى النور واجهش في البكاء بحرقة ، ولم أتمالك نفسي بدوري فأنا انسان أولا وأخيرا، فوجدت نفسي أعانقه بشدة وانخرطت معه في البكاء وسط تصفيقات وإعجاب القاعة.

عن موقع انفاس بريس

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة