مانيتي.. الصيدلاني الفرنسي الذي أنشأ أول صيدلية بمدينة الجديدة
مانيتي.. الصيدلاني الفرنسي الذي أنشأ أول صيدلية بمدينة الجديدة

بكت الجديدة قبل 7 سنوات وفاة "مانيتي" الصيدلاني الفرنسي من أصل إيطالي ، الذي يعد أول أجنبي فضل أن يفتح صيدلية بشارع الحسن الثاني وبالحي الشعبي القلعة .

تواترت الروايات لتتفق كلها في كون ''مانيتي'' حل بالجديدة سنة 1945 والحرب العالمية الثانية توشك أن تضع أوزارها.

وتذهب الروايات ذاتها إلى القول بأن مانيتي كان يشغل أول مرة منصب طبيب في صفوف الجيش الفرنسي ، قبل أن يقرر  الحلول بالجديدة وبالضبط بحي القلعة ، وينشئ واحدة من الصيدليات الأولى بمدينة الجديدة ، كان ذلك أول مرة بدكان بشارع الحسن الثاني كتب عليه بوتيكا ديال الدوا ، قبل أن يشتري بقعة أرضية كانت عبارة عن أرض خلاء ، ويبني فوقها صيدلية الجديدة ومقرا لسكنه بنفس الشارع وبحي القلعة ، وهي الآن ما تزال بنفس المكان .

وبعدها بقليل تدعمت بنشأة صيدليات أخرى ، ومنها صيدلية امحمد كرار وهي الصيدلية المقابلة لبريد المغرب بوسط المدينة وصيدلية الإيطالي أنكراو بشارع الحسن الثاني قرب المقر الحالي للقرض الفلاحي وصيدلية اليهودي أميال بجوار قيسارية ناهون لبيع الأثواب .

وكان ميلاد صيدليات بالجديدة تم مع الدخول الفرنسي وكلها كانت مركزة بشارع الحسن الثاني وبوسط المدينة ، لأن أصحابها راعوا أن يكونوا قريبين من مستشفى محمد الخامس الذي جرى بناؤه سنة 1916 وكانت دولانوي أول طبيبة مديرة له ، كما أن الصيدليات كانت قريبة كذلك إلى مستوصف مدام شابو الكائن خلف السوق المركزي أو سوق النصارى .

ويذكر معظم سكان الجديدة أن مانيتي كان يجسد بحق مهنة الصيدلاني ، الذي لا يغيب عن صيدليته ويسيرها عن بعد بواسطة الهاتف ، بل عرف عنه أنه لا يسلم الدواء لأحد بدون وصفة طبيب ، وكان سكان الجديدة يطمئنون إلى نصائحه بخصوص كيفية استعمال الدواء ، وخاصة أدوية مضادة لأمراض تلك الحقبة ومنها الجذري وداء السل والتيفوس الذي ذكرت دولانوي في كتابها الذي هو عن سيرة ذاتية لها ، أنه فتك بأعداد كبيرة من ساكنة المدينة وأن دفن الموتى كان دفنا جماعيا لم تشهد له المدينة مثيلا .

وفي عام 1953 وبالضبط لما اشتعلت الجديدة في خضم ثورة الملك والشعب ، استثنى المتظاهرون مانيتي من غضبهم ، وشفع له في ذلك طريقة تعامله مع المغاربة الذين اعتبروه واحدا منهم .

وكان مانيتي بإنشائه أول صيدلية بالجديدة ، أسس لعلاقة ساكنة المدينة مع البوتيكا ، وساهم في تراجع المداواة بواسطة السبوب والأعشاب وزيارة الأولياء والصالحين والأضرحة .

وكان مانيتي شغوفا بركوب الدراجات الهوائية ولعب التنس ، ووافته المنية قبل 7 سنوات بأحد مصحات الدار البيضاء ، وكان أوصى ابنه أن يدفن بالمقبرة المسيحية قرب ملعب الفروسية بالجديدة ، وهو ما كان فعلا وبحضور مسيحيين ومسلمين ويهود ، أجمعوا كلهم أن الرجل كان طيبا ومحبا لمهنته ، وأن الجديدة فقدت فرنسيا أحبها وأحب سكانها وأوصى أن يكون ترابها مثواه الأخير .

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة