بناية للبحث العلمي مغلقة منذ سنتين بكلية العلوم بالجديدة رغم انتهاء الاشغال
بناية للبحث العلمي مغلقة منذ سنتين بكلية العلوم بالجديدة  رغم انتهاء الاشغال

بكلية العلوم بالجديدة، توجد بناية للبحث العلمي من أربعة طوابق (الصورة الأولى)، انتهت الأشغال بها منذ أكثر من سنتين ولا زالت أبوابها موصدة في وجه الأساتذة الباحثين، وبناية أخرى من طابقين تتكون من ثمان قاعات للأشغال التطبيقية (الصورة الثانية)، توقفت الأشغال بها منذ حوالي ثلاث سنوات، ولازالت متوقفة إلى حدود كتابة هذه السطور.

ويأتي تشييد هتين البنايتين في إطار البرنامج الاستعجالي 2009-2012، حيث انطلقت الأشغال بهما في يوليوز وغشت 2014..  وهما أوراش ضمن أوراش أخرى تسهر على تنفيذها وتتبع أشغالها رئاسة الجامعة.

أين المشكل؟

بالنسبة للبناية التي توقفت بها الأشغال، والتي تضم ثمان قاعات للأشغال التطبيقية، فإن الغريب في الأمر أن مشكل توقف أشغال البناء هو مشكل بسيط جدّاً، كان بالإمكان تجاوزه في حينه لو أن رئاسة الجامعة أخذت الأمور بجدية، ولو كانت لها الرغبة والإرادة في حل المشكل.. لكن للأسف، يبدو أن المسؤولين بالرئاسة لا يهمهم ظروف اشتغال الأساتذة الباحثين ولا شروط تعلم الطلبة وتحصيلهم، ويبدو كذلك أن حل المشكل من عدمه أمران سيّان بالنسبة إليهم.

ويتعلق المشكل بملاحظة وجيهة قام بها بعض الأساتذة من  كلية العلوم، لاحظوا أن طاولات إسمنتية كانت في بداية بنائها لا تستجيب للمعايير المطلوبة في الأشغال التطبيقية، وبالتالي وجب إعادة بنائها.. وهي الملاحظة التي رفضها المقاول، معللا رفضه بكون دفتر الشروط الخاصة (CPS) لا يتضمن فقرة الهدم.. وحسب نفس الأساتذة فقد عبر المقاول بعد أخذ ورد عن إمكانية التعاون مع الجامعة لإيجاد حل متوافق عليه.. لكن للأسف، أبت الرئاسة إلاّ أن تصم آذانها، وتترك الجمل بما حمل.

وجدير بالذكر أن كلية العلوم لم تعرف بناء أي قاعة للأشغال التطبيقية منذ إحداثها سنة 1984، كما أن مشكل النقص الحاصل في عدد هذه القاعات يشكل أحد أعقد المشاكل التي يعاني منها الأساتذة والطلبة على حد سواء، حيث أن بعض الشعب دأبت على إثارة ظاهرة  الاكتظاظ مع بداية كل سنة جامعية، والمشاكل التي يعاني منها الأساتذة نتيجة النقص في القاعات.. فعلى سبيل المثال وصل عدد الطلبة في السنوات الأخيرة بشعبة الجيولوجيا في بعض قاعات الأشغال التطبيقية إلى ما يقرب من 40 طالبا في قاعة مخصصة أصلاً لحوالي 20 طالبا فقط، وهو ما ينعكس سلبا على مردودية الأستاذ وتعلم الطالب وتحصيله.. بل هناك شعب اضطرت أن تحذف نهائيا الأشغال التطبيقية بالسنة الأولى بسبب نقص القاعات والتجهيزات.

أما بناية البحث العلمي من أربعة طوابق والجاهزة منذ أكثر من سنتين، فإن عدم فتحها واستغلالها  لكل هذه المدة يشكل نموذجا متفردا لاستهتار رئيس الجامعة، أولا بالأستاذ الباحث وبالبحث العلمي، وثانيا بعامل الزمن.. ذلك أنه في الوقت الذي كان فيه الأساتذة الباحثون ينتظرون من رئيس الجامعة  أن يأخذ مبادرة تجهيز مكاتبهم بهذه البناية، بما يليق بعطائهم ومكانتهم العلمية، بعد أن اتفقت الشعب على مقترح تقسيم طوابق هذه المعلمة التي طالما انتظروا  بنائها وناضلوا من أجلها، أبى سعادته إلاّ أن يضرب عرض الحائط رغبتهم في التقسيم والتوافق الحاصل بينهم،  حيث قرر تحويل الطابق السفلي بكامله تقريباً إلى منصة تكنولوجية..  وهو القرار الذي رفضه الأساتذة الباحثون، لتبقى البناية جاهزة للاستعمال وموصدة لمدة فاقت السنتين، بحجة وبعقلية "إنَّا عاكسنا".

 

بناء على ما سبق، نتوجه  إلى السيد رئيس الجامعة من أجل:

١- أن يتحمل كامل مسؤوليته لحل المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات الجامعية بشكل عام، وكلية العلوم بشكل خاص؛

٢- أن يعمل على احترام قرارت مجلس المؤسسة والشعب وألاّ يتدخل في شؤون الأساتذة الباحثين وأن يتعامل مع مختلف الشعب  على قدم المساواة؛

٣- أن يتخذ كافة الإجراءات المناسبة والتدابير اللازمة لإنهاء أشغال بناية قاعات الأشغال التطبيقية الثمانية لتكون جاهزة مع انطلاق أسدس الدورة الربيعية المقبل؛

٤- أن يعلن عن افتتاح بناية البحث العلمي حتى يتمكن الأساتذة الباحثون من العمل والاشتغال والعطاء في ظروف تليق بمكانتهم وكفاءتهم العلمية.

 

ذ. غريب عبد الحق

كلية العلوم بالجديدة



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة