التلميذة غيثة لصفر تواصل الإبهار بفيديوهات تعريفية بالجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي


رغم أنها رأت النور في مدينة أخرى (القنيطرة) وجدت التلميذة النجيبة غيثة لصفر دافعا عاطفيا يحفّزها على مواصلة درب التألق بتصوير فيديوهات تعريفية بمدينتها "الجديدة".

واستلهمت الصّغيرة غيثة، التي تتابع دراستها بتفوق في مدرسة "الملاك الأزرق"، فكرة فيديوهاتها التعريفية، من قصّة اشتياق والدها، الذي يعمل في سلّك الدرك في المدينة ذاتها، قبل أن تفرض عليه ظروف العمل التنقل نحو بوجدور.. وقد أوحى هذا الارتباط الوثيق بين والدها وأماكن الجديدة لتبدع من خلال توثيق زيارات ميدانية، مرفقة بتعريف صوتيّ (بلغة فرنسية سليمة -مع ترجمة بالعربية أسفل الشريط) لأهم المآثر التاريخية للمدينة، القديمة بالنظر إلى تاريخ إنشائها، رغم ما يوحي به اسمها، "الجديدة".

وصنعت الطفلة النجيبة الحدث، مجددا، بعد فترة توقّف اضطاري بسبب انشغالها بإجراء امتحاناتها، وهي تبثّ آخر فيديوهاتها التوثيقية عن مدينة الجديدة، حاصدة نسبة مشاهدة جيدة لشريطها، الذي وثّقت فيه زيارة ميدانية إلى أشهر المآثر التاريخية والمعالم السياحية في المدينة. وقبل ذلك، قدّمتْ نبشًا في تاريخ المدينة لتعود إلى أصلها الأمازيغي، والتي احتفظ لها البرتغاليون باسم "مازاغانْ"، عقب احتلالهم لها في القرن الـ15، والتي ستتحول إلى الجديدة بعد تحريرها من قبضة البرتغال في القرن الثامن عشر (1779).

وتوقّفت التلميذة غيثة (التي عاشت ثمان سنوات من عمرها في المدينة) عند الشواطئ الجميلة التي حبا بها الله الجديدة، إضافة إلى هوائها المعتدل وهدوئها وتوفّر الأمن والسلم الاجتماعيين بين دروبها وأزقتها. كما استعرضت أهم المآثر التاريخية التي يجدر بزائر الجديدة التوقف في محطتها، وعلى رأسها "الحي البرتغالي" في قلب الجديدة القديمة، وكنيستها التاريخية، التي تمثل نموذجا للتعايش بين الثقافتين المغربية والأوربية، وكذا منارتها الشهيرة التي أسست في 1914 بطول 46 مترا، والتي يزورها، بحسب التلميذة النجيبة، أزيد من 500 زائر أسبوعيا. كما تحدّثت عن ميناء "الجرف الأصفر"، الذي يعد من أكبر الموانئ الإفريقية ويمثل أهمية بالغة للاقتصاد الوطني.

فوق هذا، توفر الجديدة، بحسب "روبورتاج" صحافيتنا الصّغيرة، كل ما يحتاج من وسائل الراحة من مأكل ومشرب وترفيه، بفضل توفرها على فنادق مصنّفة وأخرى غير مصنفة (بولمان، سيدي بوزيد وغيرهما) وعلى مجموعة من الأسواق الممتازة وتنظم عددا من المهرجانات الفنية والأنشطة التثقيفية والرياضية والترفيهية (مهرجان جوهرة، أسبوع الفرس، موسم مولاي عبد الله أمغار) وغيرها.

هي إذَن، قصّةُ عشقٍ متوارَثة لأمكنة مدينة الجديدة التاريخية وفضاءاتها ومعالمها السياحية والترفيهية، تتناقل من جيل (الأب) إلى الأجيال القادمة، في شخص هذه الطفلة الصّغيرة والمجتهدة، التي تواصل إبهار الجديديين والمغاربة على السواء بفيديوهاتها التعريفية التثقيفية الهادفة.

غيثة لصفر نموذجٌ آخر من أبناء المغرب الذين يستحقون التشجيع والتنويه والمساعدة، في زمن كثر فيه التهافُت على تشجيع مضامين "تافهة" من أشخاص تافهين، مؤازَرين بنوع من الإعلام وجد ضالّته في التفاهات، شكلا ومضموناً.

 

برافو غيثة، واصلي يا بنتَ أبيك، الجديديين فخورون بك وبأمثالك.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة