قراءة في أعمال فاطمة المرنيسي بمكتبة رياض بالجديدة
قراءة في أعمال فاطمة المرنيسي بمكتبة رياض بالجديدة

أكاديمية آدم بشراكة مع جمعية النجد يوم الأحد مساءا 24 مارس بفضاء مكتبة رياض لقاءا فكريا لمجموعة باحثين من أجل مناقشة و تدارس أعمال المرحومة عالمة الاجتماع المغربي فاطمة المرنيسي، حيث قامت الباحثة حنان شادي بتقديم قراءة في كتاب "الحريم السياسي"، و قام الباحث ياسين نشاط بتقديم قراءة في كتاب "ما وارء الحجاب الجنس كهندسة إجتماعية"، ثم تدخل الحضور من أجل طرح الأفكار و التداول فيها.

فاطمة المرنيسي تجاوزت الواقع المغربي الذي رسمته الهيمنة الذكورية في عصرها حيث كانت الفتاة المغربية محرومة من التمدرس، لتتمكن هي من الدراسة في أول مدرسة عصرية أنشأت بالمغرب، ثم بعد ذلك تجاوزت واقعا آخر يفرض وصاية الرجل على المرأة حيث إستطاعت السفر الى فرنسا من أجل إكمال دراستها العليا في جامعة سوربون، فكان ثمرة بحثها للدكتوراء الكتاب الذي أثار جدلا واسعا "ما وراء الحجاب"...

مما جاء في القراءة التي قدمتها الباحثة حنان الشادي أن فاطمة المرنيسي كرست حياتها من أجل دراسة قضايا المرأة بطريقة علمية رصينة بعيدة عن الايديولوجيات الإسلامية أو اليسارية الحداثية التي هيمنت على النقاش الى حد كبير، حيث إهتمت المرنيسي بالكشف عن الجوانب المضيئة في التراث الإسلامي، فتوصلت أن الإسلاملم يظلم المرأة و لم يهضمها حقوقها، بل الفهوم القاصرة للإسلام و الإستعملات السياسية في سياقات معينة هي من حطت من قيمة المرأة، مما دفع المرحومة الى إعادة قراءة هذه النصوص ضمن سياقها التاريخي لتكشف عن الزيوفو الحمولات السيئة التي لحقت بها.

مما وقفت عليه المرنيسي أن المراة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم لم تكن محجوبة عن الرجل؛ بل كانت تتردد عليه و كانت تشاركه المسجد و باقي المجالس، و كانت تشاركه الفضاء العام و تقدم هي الأخرى الفتاوى و تناقش الرجال مواضيع الدين و السياسة، ثم تختم المرنسي أن الإسلام الاول أعطى للمرأة من الحقوق ما جعلها متساوية مع الرجل و لم يننقصها حقها.

    ثم إنتقل الباحث ياسين نشاط للحديث عن ظاهرة الجنس في الثقافة العربية، هذه الظاهرة التي تعتبر من الطابوهات الثلاث التي يمنع الحديث عنها زيادة على السلطة و الدين، لكن فاطمة إقتحمت هذا المجال.

ومما إكتشفته المرنيسي أنه تم إختزال المرأة العربية في الشهوة الجنسية و الحياة الخاصة و في ظاهرة الحريم، و السبب هو الحجاب و المنع الذي فرض عليها جعل من كل ممنوع مرغوب، و تفاقمت النظرة الإختزالية للمرأة في جانب واحد، ثم ذكرت المرنيسي الدور الذي قام به الإسلام في توجيه الغريزة الجنسية حيث جعلها محدودة في إطار الزواج من أجل حفظ النوع و النسل، و من لم يستطع الزواج فعليه بالصوم و هو نوع من خدمة الله حسب تعبير المرنيسي، ثم إنتقدت النظرة الفرويدية و النظرة المسيحية للغريزة الجنسية، ...

 

ثم إنطلق النقاش و الطرح العلمي؛ حيث أثنى الجميع على المجهودات التي قامت بها فاطمة المرنسي سواء فكريا من خلال مدافعة العنف الرمزي أو ميدانيا من خلال النضال و مدافعة العنف المادي،

ثم دعا البعض من الناشطات الدولة المغربية و الجهات المعنية إلى تبني التربية الجنسية في التعليم وفق المقاربة التي قدمتها فاطمة المرنسي، التربية التي تعلم الأطفال كبث الغريزة الجنسية و توجيهها لما يخدم مصلحة المجتمع، و التربية التي توعي التلاميذ بالمتغيرات البيولوجية و النفسية التي تطرأ عليهم و طريقة التعامل معها.

ختاما دعا الحضور الى تقديم مزيد من القراءات في أعمال المرحومة المرنيسي، و إلى إستخلاص مشاريع هادفة من علمها يخدم المجتمع المغربي و يخدم حقوق المرأة و المساواة بين الجنسين.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة