علال بن ابراهيم بن اضْوِيوْ القاسمي.. الباشا الذي حكم الجديدة في ظل أربعة ملوك
علال بن ابراهيم بن اضْوِيوْ القاسمي.. الباشا الذي حكم الجديدة في ظل أربعة ملوك


ما يذكرنا اليوم بهذه الشخصية يقتصر على ما تبقى من سوق (أو شبه سوق) بوسط مدينة الجديدة، قد يختفي نهائيا و يختفي معه اسمه.
ازداد سي علال بن ابراهيم  القاسمي نحو سنة 1851  ، تقلد مهمة باشا مدينة الجديدة سنة 1908 ، خلال فترة كانت مدينة الجديدة موالية للسلطان عبد العزيز بن الحسن، خلفا للباشا بلغازي الذي عوض لمدة قصيرة السيد حسن بن محمد بلحمدونية .  بعد مبايعة سكان المدينة للمولى عبد الحفيظ حافظ السي علال على منصبه ، كما حظي بنفس الثقة من طرف المولاى يوسف  و ابنه محمد الخامس من بعده إلى غاية وفاته سنة 1933 عن عمر ناهز 82 سنة.
كيف يمكن لرجل أن يتمتع خلال 25 سنة بثقة أربعة ملوك و ثقة سلطات الحماية الفرنسية ؟
في سنة 1924 أنعم عليه السلطان المولى يوسف بوسام علوي و اختاره ضمن الوفد الذي رافقه في زيارة رسمية لفرنسا في صيف 1926.
سلطات الحماية الفرنسية وشحته بوسام برتبة ضابط فيلق الشرف و اختارته كضابط الأكاديمية.
الباشا سي علال القاسمي كان آنذاك بمثابة عمدة المدينة (أو الجماعة) يوقع على القرارات (مشاريع، نزع الملكيات...) كممثل للحكومة المغربية، مما يعني أنه ساهم في جميع المشاريع الكبيرة التي عرفتها مدينة الجديدة في عهده، ومازالت شاهدة عليه إلى الآن ، إضافة إلى أنه كان يعتبر الممثل الرئيسي للسكان المغاربة (المسلمين) لدى سلطات الحماية الممثلة بمصلحة المراقبة المدنية بالمدينة وضاحيتها (بيرو عرب).
استطاع الرجل، هو والقواد المنتمين لعائلته، بتحقيق الأمن في المنطقة بفضل النفوذ الذي كانوا يتمتعون به عند القبائل المحيطة بمدينة الجديدة؛ مما ساعده على إقامة عدالة بفضل تجربته و حنكة الرجال المحيطين به.
توفي السي علال بن ابراهيم القاسمي بالمدينة المنورة في 24 من شهر ذي القعدة 1351هـ الموافق لـ 21 مارس 1933 عقب مرض ألم به هناك عند وصوله بعد رحلة بحرية طويلة متعبة عبر مرسيليا . صاحبه في هذه الرحلة إلى الديار المقدسة ابن عمه سي محمد بن علي، و كاتبه سي موسى بن الحسين، وزوجته، وخادمين.
في نفس السنة عين  السلطان محمد الخامس باشا جديد ؛ السيد العربي الجراري ابن محمد بن ادريس الجراري المعروف بلقب الوديي (نسبة للوداية) الذي عينه المولى الحسن الأول كأول باشا لمدينة الجديدة ( ماي 1876 – 1890 تاريخ وفاته بالجديدة). 

جيلالي ظريف: باحث في الثراث

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة