د بنطلحة الدكالي : 'الديبلوماسية المغربية أبانت عن حرفيتها، ونضجها، والعلاقات الدولية لا تُبنى على المقايضات ''
د بنطلحة الدكالي : 'الديبلوماسية المغربية أبانت عن حرفيتها، ونضجها، والعلاقات الدولية لا تُبنى على المقايضات  ''

حطت أنظار العالم، أمس الثلاثاء، على توقيع المغرب وإسرائيل، على اتفاقيات تعاون في كل من القطاع السياحي والنقل الجوي والاستثمار والصناعة والاقتصاد، في حين يجري الإعداد لعدد من الاتفاقيات أخرى، وسيكون لهذه الاتفاقيات انعكاس على الاقتصاد المغربي.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، بمراكش، إن “العديد من المستثمرين الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية، عازمون على القيام بالعديد من المشاريع الاستثمارية وهذا ما نتوصل به كباحثين، من وكالات الأخبار العالمية، نحن لا نتكهن بالغيب ولكن نتكلم بناء على معطيات ودراسات”.
وذكر الدكالي، بالتصريح الأخير لوزيرة السياحة، نادية فتاح علوي، بأنه من المنتظر أن يتضاعف عدد الزوار الإسرائيليين إلى بلادنا إلى خمسين مرة في سنة 2021، بعد إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل،  مشيرا “هناك أزيد من مليون إسرائيلي مغربي، أغلبهم تواقون إلى زيارة بلادهم”.
غالبية المغاربة لهم رؤية إيجابية
وفي سياق الحديث عن عدد من الاحتجاجات الرافضة لقدوم الوفد الإسرائيلي الأمريكي، أشار الدكالي إنه “يمكن لبعض الهيئات والمنظمات التي تنظر للأمور بنظرة أخرى أن تحتج ولكن بطرق سلمية، وبطرق حضارية، وهذا في نظري هو مسألة عادية في مجتمع يؤمن بالرأي والرأي الآخر، وتعدد الآراء، لكن أعلم جيدا أن غالبية المغاربة لهم رؤية إيجابية لتمتين وتوطيد العلاقات مع إخواننا المغاربة في إسرائيل”.، مؤكدا “حسب رأيي المتواضع لن تؤثر بعض الاحتجاجات على هذه العلاقات، ولن تؤثر على جوهرها”.
وأضاف المتحدث نفسه، “زيادة على ذلك يجب أن نعترف أن المكون اليهودي يشكل علامة بارزة في المغرب، باعتباره بلدا آمنا للعيش والاستقرار، وإذا كان الدستور المغربي لسنة 2011 يعترف بالرافد اليهودي كواحد من الروافد الاساسية المكونة للهوية المغربية، فإن الأمر لا يشكل سوى استمرار لعلاقة عريقة عاصرت مختلف الدول التي تناوبت على حكم المغرب”.
العلاقة بين المغرب وإسرائيل طبيعية
وزاد “المغرب يشكل نموذجا فريدا في العالم العربي، حين يتعلق الأمر بالعيش المشترك والتعدد الديني داخل المجتمع الواحد، فالمراجع التاريخية تشير إلى أن المكون اليهودي في المغرب يعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد، وحينما نتحدث عن العلاقة بين المغرب وإسرائيل فنحن لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقة كانت أصلا طبيعية”.
وعن الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية، يقول أستاذ العلوم السياسية “الخطاب السياسي يتغير حسب المواقع، سعد الدين العثماني من موقعه كرئيس الحكومة يتكلم بخطاب يمليه عليه موقفه الحكومي، وبذلك تكون له التزامات مسؤولة أمام ما يصرح به”.
“كما أن الزيارة المرتقبة لوزير التربية الوطنية سعيد أمزازي لإسرائيل، هي في نظري عادية وطبيعية جدا”، يضيف المتحدث نفسه، في سياق حديثه مع “آشكاين” بأن “المكون اليهودي المغربي يشكل أكثر من عشرة في المائة، ونحن نتكلم الآن عن الرافد اليهودي والثقافة العبرية وإدراجهما في المقررات الدراسية المقبلة”.
استئناف العلاقات مع اسرائيل لصالح القضية الفلسطينية
وبالنسبة لمن يقول إن المغرب قايض بالقضية الفلسطينية، يؤكد الدكالي “إن المغرب سيبقى نصيرا للقضية الفلسطينية مؤكدا موقفه الثابت من القضية وهو تجسيد المواقف الفلسطيني المؤكد أن التسوية يجب أن تستند للقانون الدولي والشرعية الدولية وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية”.
ويزيد، “في مناسبات عديدة أكد الملك محمد السادس على التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حل الدولتين وقضية القدس وأهميتها لدى الأمتين العربية والإسلامية  ولكل القوى المحبة للسلام في العالم، ورفضها لكل القرارات الأحادية الجانب”.
وفي ذات السياق، يقول الدكالي “استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل يمكنها أن تخدم كثيرا القضية الفلسطينية، ومسألة المقايضة روجها جيراننا سامحهم الله، لأن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، أربك حسابات الجيران سواء الجزائر أو إسبانيا، ولهذا الاعتراف تأثير محتمل على وزن الجيران في المنطقة وعلى المصالح الاستراتيجية والجيو سياسية”.
وختم أستاذ العلوم السياسية، الحديث مع “آشكاين” مشيرا “الديبلوماسية المغربية أبانت عن حرفيتها، ونضجها، والعلاقات الدولية لا تُبنى على المقايضات، بل على العديد من الدراسات والاستراتيجيات، والمصالح الاقتصادية، والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يأتِ بين ليلة وضحاها بل هو نتيجة عمل لسنوات”، مردفا “والديبلوماسية الأمريكية لا يمكنها أن تأخذ قراراتها بناء على الصدفة، ولا بناء عن عاطفة أو  مصالح ظرفية، فهي ديبلوماسية مؤسسات واستراتيجيتها تُبنى على رؤيا استشرافية لخمسين سنة أو أكثر”.
عن موقع “آشكاين”



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة