لقاء تواصلي بخنيفرة حول تدبير الترحال الرعوي يتكلل بتوقيع اتفاقية شراكة
لقاء تواصلي بخنيفرة حول تدبير الترحال الرعوي  يتكلل بتوقيع اتفاقية شراكة


نظمت جمعية أجدير للفن والثقافة الامازيغية، لقاء تواصلي أيام 11-12 يونيو الجاري بالمركب الثقافي "أبو القاسم الزياني" بمدينة خنيفرة، تحث شعار "من أجل حق الفلاحين والرحل في البيئة والتنمية وصيانة التراث الثقافي"، بحضور رؤساء الجمعية الاقليمية للترحال الرعوي والجمعية الوطنية الفلاحية وعدة فعاليات مدنية من الجنوب الشرقي للمملكة.
وتوخى هذا اللقاء، الى ضرورة الانخراط الفعلي في عمليات تحسين المراعي بغية الحد من حالة التدهور التدريجي للموارد الطبيعية وإتاحة الفرصة لفتح نقاش صريح ومسؤول حول المجال الرعوي، وإبراز مؤهلاته ونقط ضعفه في أفق الخروج بمقاربة للتدبير التشاركي المستدام لهذا المجال الحيوي.
وقد عرف هذا اللقاء ندوات علمية وفقرات فنية وزجلية.
إذ يعتبر الترحال الرعوي ثقافة إنسانية نمت عبر تاريخ طويل تمكن خلاله الإنسان من استئناس الحيوان والاستثمار في المواشي، الذي أصبح نشاطا فلاحيا إلى جانب الزراعة، تم تطويره عبر بناء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين القبائل، إلا أنه لم يخل من مشاكل وعلى رأسها النزاعات حول المراعي والحدود، خاصة في مواسم الحصاد.
وشكل الصراع بين الفلاحين والرحل خلال السنوات الأخيرة محور المشاكل التي تعترض الرحل بالمغرب، خاصة لما شرعت الحكومة في تنزيل القانون 113.13، الذي يتضمن نصوصا لم تحترم خصوصية الترحال الرعوي، مما يهدد العلاقات الاجتماعية بين القبائل التي نمت منذ قرون، حيث تم التعامل معها بشكل تقني مس الحقوق التاريخية المكتسبة للفلاحين والرحل، وعلى رأسها الحق في الرعي وحيازة الأرض واستغلال الغابات.
على ضوء هذا الأساس اتفقت الجمعيات الثلاث (جمعية أجدير للفن والثقافة الامازيغية، والجمعية الاقليمية للترحال الرعوي، والجمعية الوطنية الفلاحية)، على عقد شراكة فيما بينها وحشد طاقاتها من أجل تطوير مجال الترحال الرعوي، في علاقته بالحق في البيئة والتنمية كما هي متعارف عليها في ثقافة حقوق الإنسان؛ ومن أهم النقط والخلاصات التي تم الاتفاق عليها عبر ما يلي:
1- اعتماد العلوم الطبيعية في علاقتها بالعلوم الاجتماعية كأداة أساسية في تطوير الترحال الرعوي من أجل تحقيق الرفاهية للفلاحين والرحل وصيانة كرامتهم.
2 ـ اعتماد الطاقات المتجددة ـ الشمسية والريحية – وتحلية المياه وسيلة للمساهمة في خدمة حق الرحل في الأرض والماء والاستقرار في محمياتهم.
3 ـ اعتماد العلوم الطبيعية في تحسين الإنتاج عبر استغلال الموارد الطبيعية والبشرية، وتوجيهها لتحسين المراعي وتطويرها، وذلك عبر التربية والتكوين في مجال الطاقات المتجددة وتحلية المياه لفائدة أبناء الرحل والفلاحين.
4- العمل على تمتين العلاقات الاجتماعية بين الفلاحين والرحل عبر التعاون
والتضامن أثناء استغلال المزارع والمراعي والغابات، وحماية الغابات خاصة أشجار النخل وأركان والأرز، وتثمين الزعفران والقنب الهندي، وتنمية الفن والتراث الثقافي الأمازيغي.
5 ـ العمل على تأسيس أنوية لمدارس تقنية متنقلة تابعة للجامعات تعتمد الدراسة عن بعد في مادة الطاقات المتجددة وتحلية المياه لفائدة أبناء الفلاحين والرحل.
6- عقد شراكات مع جمعيات الأساتذة الجامعيين في مجال الطاقات المتجددة وتحلية المياه لفائدة الرحل والفلاحين.
تعمل الجمعيات الثلاث على إعداد مشاريع تنموية لفائدة الفلاحين والرحل والفنانين، والبحث عن مصادر تمويلها، وذلك عبر البحث عن ممولين ذاتيين ومعنويين وعقد شراكات معهم، والتدخل لدى الجماعات الترابية الجهوية والإقليمية والمحلية لدعم هذه المشاريع.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة