تصدع وانقسامات داخل العدالة والتنمية بعد ترخيص رئيس المجلس لاقامة سيرك ترفيهي في الجديدة بالمجان
تصدع وانقسامات داخل العدالة والتنمية بعد ترخيص رئيس المجلس لاقامة سيرك ترفيهي في الجديدة بالمجان

وأخيرا تدخلت لغة المال لتكذب كل التكهنات وتضرب عرض الحائط كل الخطابات الرنانة والادعاءات الجوفاء التي أطلقتها أحزاب تسمي نفسها بالملتزمة بقضايا الشعب والتي بنت حملاتها الانتخابية على حماية المال العام وتنمية موارد الجماعة ومحاربة الفساد واقتصاد الريع.

ففي أول مواجهة مباشرة مع بعض اللوبيات التي اغتنت من ماليات الجماعات سقط قناع العدالة والتنمية وعجز ممثلوها الذين وضعت فيهم ساكنة الجديدة ثقتها في الدفاع عن مصالحها ونهجوا سياسة "شوف واسكت" وهم يتابعون بأم أعينهم ترخيص رئيس المجلس الجماعي للجديدة الاستقلالي "جمال بربيعة"، أمس الاثنين، بإقامة فضاء ترفيهي فوق أطلال فندق دكالة لفائدة شركة ستستفيد من عائداته المقدرة بمئات الملايين من السنتيمات، فيما سيكون نصيب الجماعة الحضرية منها 300 درهم فقط وهي قيمة ضريبة سيؤديها صاحب المعرض في حساب الجماعة.

 رئيس الجماعة الحضرية للجديدة "جمال بربيعة" الذي تم التحالف معه على أساس أنه رجل المرحلة، الرجل الذي بإمكانه قيادة سفينة الإصلاح وحماية المال العام ومحاربة اقتصاد الريع، وضع مستشاري العدالة والتنمية  في حرج كبير وورطة أمام مناضليهم وأمام عموم ساكنة المدينة التي وضعت ثقتها فيهم عندما منحتهم الرتبة الاولى في انتخابات 4 شتنبر الماضي، ليقدموا بعدها الرئاسة على طابق من ذهب، وبعد سوعيات قليلة من إنتهاء الاقتراع، فوق طاولة مكتب الاستقلالي بنربيعة.

هذا ويعيش الحزب حاليا على إيقاع تصدعات وانقسامات داخلية بعد ترخيص المجلس الجماعي للجديدة تشجيع اقتصاد الريع والترخيص بإقامة فضاء ترفيهي ضدا على الجميع ومن مجلس يسيره أعضاء من حزب العدالة والتنمية.

وكان أغلب المسؤولين قد أكدوا في مناسبات عديدة على أنه لن يتم أبدا الترخيص لإقامة فضاء ترفيهي بمدخل المدينة وبمنطقة سياحية حسب –تصميم التهيئة- وفي مقدمتهم عامل إقليم الجديدة الذي نبه إلى ما تعرفه المدينة من تدفق بشري كبير خلال موسم الصيف معتبرا أن فضاء الفندق سيتحول إلى موقف للسيارات يستفيد منه المصطافون وسكان وزوار المدينة بالمجان، كما أن رئيس المجلس الجماعي وخلال استضافته من قبل جمعية الصحفيين الشهر الماضي ذهب في نفس المنحى وشدد على تطبيق القانون والقطع مع الفساد والعهد السابق، إلا أن الأمور انقلبت ووعود المسؤولين ذهبت أدراج الرياح ووقعت لجنة إقليمية مختلطة أمس الإثنين تمثل العديد من المصالح من بينها السيدة قائدة المقاطعة السادسة بصفتها ممثلة لعامل الإقليم على قرار الترخيص باستفادة صاحب المشروع من أرباح مالية تقدر بأزيد من 600 مليون سنتيم واستفادة المجلس الجماعي من عائدات لا تتجاوز دريهمات معدودة.

إنها قمة الاستخفاف بمصالح المدينة والمواطنين أن يتم الإجهاز على مشروع إقامة موقف للسيارات مؤقت سيخفف الضغط والاكتظاظ الذي تعرفه مدينة الجديدة صيف كل سنة، مقابل منح "هدية" فوق طابق من ذهب لجهات انتخابية تلعب دور الكومبارس لمستثمرين.

 ويأتي قرار  ترخيص جمال بنربيعة للفضاء الترفيهي المذكور على بعد أيام قليلة من الضربة الموجعة التي وجهها له المجلس الدستوري عندما ألغى مقعده البرلماني في مجلس المستشارين بتهمة شبهة استعمال المال لاستمالة الناخبين في شهر أكتوبر الماضي، وهو بالمناسبه القرار الذي وضع حزب المصباح وقواعده بمدينة الجديدة في وضع لا يحسد عليه، كما أن الترخيص لمعرض ترفيهي بالمجان سيزيد بلا شك الطينة بلة. خاصة ونحن على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية.

من جهة أخرى وفي سياق متصل نفى مستشار من حزب العدالة والتنمية بالجديدة في اتصال مع الجديدة 24 وجود تصدع أو انقسام داخل دواليب الحزب حول هذه النقطة المتعلقة بفندق دكالة مؤكدا أن أعضاء الحزب سيجتمعون قريبا وسيوضحون رأيهم حول هذا الموضوع ان كانت هناك أمور جرت خارج اطار القانون.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة