صيف ساخن بالجديدة على وقع تجليات الانحراف والاعتداء بيد مسلحة
صيف ساخن بالجديدة على وقع تجليات الانحراف والاعتداء بيد مسلحة

كشف مصدر شرطي جيد الاطلاع أن المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، استقبل ظهر أمس الجمعة، شابا في حالة صحية وصفها ب"الحرجة"، جراء تعرضه لطعنات غادرة وغائرة بسكين، أصابته بجروح بليغة في أماكن حساسة من جسده.

هذا، وخضع الضحية للعناية الطبية المركزة داخل قسم الإنعاش. حيث استطاع الطاقم الطبي المعالج من انتشاله من مخالب موت محقق.

النازلة الإجرامية وقعت فصولها الدموية، في حدود الساعة الواحدة من ظهر أمس الجمعة، في ميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة. حيث نشب شجار، سدد على إثره شاب في مقتبل العمر إلى غريمه، بائع أكياس البلاستيك (23 سنة)، طعنات بسكين كان يتحوز به، لتنقية الأسماك، أصابته مباشرة في الظهر، وذلك على بعد بضعة أمتار من دورية شرطية في عين المكان، تتكون من ضابط أمن، وشرطي من الهيئة الحضرية، وشرطيين من ال"جير". وقد سقط الضحية على الأرض مدرجا في بركة من الدماء، فيما لاذ الجاني بالفرار.. لكن المواطنين تعقبوه، إلى أن شلوا حركته، وسلموه من ثمة إلى الدورية الأمنية الراجلة، المرابطة في عين المكان.

وفور إشعارها، انتقلت إلى مسرح الجريمة، سيارة إسعاف من ثكنة الوقاية المدنية، نقلت على وجه السرعة، الضحية، وشابا آخر انغمس في ذراعه قضيب حديدي، عندما تجاوز حاجزا، كان يفصله هن مكان الجريمة.

وبالمناسبة، فإن تدخل سيارة الإسعاف وعناصر الوقاية المدنية الذين يستحقون التنويه، جاء في الوقت الحاسم والمناسب، وبالسرعة والنجاعة المطلوبتين.

هذا، وكادت هذه النازلة الدموية أن تودي بحياة الضحية، لخطورة جروحه والنزيف الدموي الذي صيب به. ما كان سيرفع عدد قتلى جرائم الدم، إلى اثنتين، في ظرف أقل من أسبوع، بعد أن كان حي القلعة بالجديدة اهتز، الاثنين الماضي، على وقع جريمة قتل بشعة، ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر.  جريمة مازال مرتكبها الذي سبق أن ارتكب جريمة قتل أولى في الحي السكني ذاته، حرا طليقا، بعد أن فشل الاستنفار الأمني غير المعهود في إيقافه.

هذا، وعاش ميناء الصيد البحري، في حدود الساعة الرابعة من مساء اليوم السبت، أمام أعين الدورية الأمنية الراجلة نفسها،  نازلة إجرامية، بطلها منحرف، كان متحوزا بسكين من الحجم الكبير، أشهره في وجه بائع أسماك، بعد أن رفض الأخير مده بسمكة، دأب المعتدي، على غرار عادته وعلى طريقة "الراكيت" المافيوية، الحصول بالقوة على إتاوات عينية، عبارة عن أسماك، من "الحواتة" في المرسى، مقابل توفير الحماية لهم، من خلال عدم تعريضهم لبطشه وإتلاف بضاعتهم المعروضة. وقد وقعت النازلة الإجرامية بدورها أمام الدورية الأمنية الراجلة في الميناء.

وفي سياق استشراء تجليات الجريمة، شهر رمضان، في عاصمة دكالة، فإن أحياء للازهرة والسعادة وبوشريط، وتحديدا أسواقها الشعبية، تعيش بشكل شبه يومي وروتيني، على وقع نازلات الاعتداءات، واستعراض المنحرفين و"الشماكريا" عضلاتهم، وفتوتهم، وفرضهم قانون الغاب. ما ينذر بصيف ساخن في الجديدة، بدأت بوادره تظهر بشكل ملموس يوما بعد يوم. وها ما يستدعي  اعتماد استراتيجية أمنية ناجعة، سيرا على خطى المسؤول الأمني المحنك، رئيس الأمن الإقليمي للجديدة السابق، والي الأمن نورالدين السنوني، الذي عرفت الجريمة في عهده، ردعا غير مسبوق، وانخفاضا إلى أدنى معدلاتها، إلى درجة أن معاذ الجامعي، عامل إقليم الجديدة، قال في حقه، عند تنقيله إلى جهة فاس – بولمان، أن رحيله يعتبر خسارة للجديدة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة