هَلْ حُبُ المَالِ وَ الشَهَوَات هُوَ مِن وَرَاء سِيرْك العَجَائِب المُقَامِ عَلَى أَنقَاذِ فٌندُق الجَدَايِلْ ؟
هَلْ حُبُ المَالِ وَ الشَهَوَات هُوَ مِن وَرَاء سِيرْك العَجَائِب المُقَامِ عَلَى أَنقَاذِ فٌندُق الجَدَايِلْ ؟

أحجمت نفسي عن الكتابة لفترة حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الأسود، حتى يتسنى لي التحليل و تحكيم المنطق والعقل، كي لا أتهم زورا أني  من المتربصين الباحثين عن الهفوات و الزلات، أو من الساعين لمقام المقربين، لكن منطق العقل يوجب الخوض في الأمر و إبداء الرأي مع إحترام الإختلاف.

إن قضية ملف فندق ابوالجدايل سابقا، أو سيرك أبو العجائب حاليا، لها ما فيها و عليها، كم تمنيت و تحسرت في نفس الوقت، أنه لو كان المستشار الجماعي السابق الغرباوي حفظه الله اليوم ضمن تشكيلة هذا المجلس الجماعي، لأبصم بأصابعي العشرة أن يكون له رأي آخر و لسمعنا صوته صادحا ينطق بالحق، فأي عقل مسير هذا يمكن أن يقبل بتقديم رخصة بقيمة 300درهم و العائدات ستفوق الملايين السنتيمات، أليس بالقانون التنظيمي للجماعات باب خاص بتلقي الهبات أليست من اختصاصات الرئيس بذاته، فالأهون أن يذر الرماذ بعيوننا و أن تلجموا اقلاما أسالت مداد كثيرا، بأن تقوم هذه الشركة المحضوضة المقربة من المستشار المدلل كما أضحى يحلوا للكثيرين مناداته به، بأن تقدم هذه الشركة 100 مليون سنتيم لفائدة بلدية الجديدة كهبة شاكرة إياها على الثقة التي منحتها من خلال الترخيص.

حينها سيصفق عاليا و سيقفل هذا الموضوع نهائيا، لأن تنمية الموارد المالية للمجلس الجماعي أكبر تحدي يواجهه المنتخبون خلال الولاية الحالية، السائرة إلى الزوال مهما طال الأمد.

إن مسؤولية الترخيص لإقامة هذا السيرك المشؤوم، الذي لا ندري ماذا يخبأ القدر في القريب من مفاجئات، يتحملها بالأساس من وقع على الترخيص، و هو الرئيس بذاته، أما إقحام حزب العدالة و التنمية في الموضوع، لا أرى فيه إلى محاولة لمزايدات سياسية محضة، تسعى إلى تغليط الرأي العام، فالكرة هي بيد رئاسة المجلس الجماعي، و هنا يجب الحسم و تسمية الأمور بمسمياتها.

الخلاصة من هذا الملف، أن نفوسا بشرية كشرت على أنيابها، و أبانت عن حبها الشديد للمال و مراكمة الثروة على حساب الشعب و على ظهر الشعب، و هي تتعالى في كل وقت و حين، على أنها إبن الشعب، لطالما دعم المآتم و مراسيم دفن الموتى، لكن يبدو  أنه تناسى أن يوما سيأتي الدور عليه، فهي لا تعمى الأبصار لكن تعمى القلوب التي هي في الصدور، أفليس بجانبه حكيم يذكره و يعظه، و ينهاه عن ضالته أم أن الجميع أصبح عبدا للمال و الشهوات.

 بينما البارحة و أنا أتجول داخل السيرك المشؤوم فإذا بي أصادف شبابا من حي السعادة، ينذبون حظهم و سوء تقديرهم في الإختيار، فنتيجة اليوم هم بذاتهم لم يستفيدوا من السيرك و لو بشغل مؤقت مقابل 70 درهم لليوم، تعيلهم في حياتهم المدرسية و الجامعية.

إن التاريخ لا يرحم أبدا، فهو اليوم يسجل و غدا سيذكر حصيلة كل منتخب، فإلى متى سيظل حال الجديدة على هذا النحو، أم أن نظامنا الإنتخابي لم يستطع بعد توفير الأغلبية المطلقة لأيادي نظيفة و لقلوب مؤمنة تخشى الله ؟


حمزة رويجع



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة