''زيرو كريساج'' أو من يحمي المواطن؟
''زيرو كريساج'' أو من يحمي المواطن؟

يعيش المواطن المغربي حالة من انعدام الامن والأمان في مختلف المدن المغربية، فيوميا تنشر مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف الالكترونية والورقية وكذلك الراديو والتلفزيون، اخبار السطو، والسطو المسلح، ومحاولات القتل، والاغتصاب والاعتداء على النساء والأطفال المسنين والرجال وسرقتهم، هذه الظاهرة آخذة بالاتساع في الاشهر الأخيرة ،  وقد اصبحت ظاهرة ملازمة للمجتمع المغربي بل اصبحت مخيفة جد كان "داعش" بيننا.

يرتبط الأمن الوطني بمجمل مصالح الدولة الحيوية ، ويعبر عن صلب سيادتها ويكون عنوانا لانعكاس هذه السيادة من خلال التأكيد على واجب ومسؤولية وحق الدولة الشرعي في الدفاع عن كيانها ، وحماية أمن المواطن من خلال اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ، لا سيما مع تزايد التهديدات الامنية التي قد تستهدف الحياة اليومية للمواطن التي يمكن أن نعتبرها ارهاب منظما ، لذلك الإرهاب الذي أود الحديث عنه هنا ليس إرهاب مجموعات ملتحية ترتدي جلابيب فوق الكعب ‏وتتسلح بسيوف مشحوذة لامعة، الإرهاب الذي أسرد معالمه هنا ليس إرهاب  "داعش" و القاعدة أو إرهاب ‏السلفية الجهادية أو إرهاب جيش المهدي أو اليمين المتطرف.... سندع هذا النوع من الإرهاب على ‏خطورته جانبا لنتحدث عن إرهاب أخطر أصبح متفشيا في المغرب، إرهاب يهدد المواطنين ‏المغاربة العاديين.‏

ما  الحديت عن بلد الامن والأمان حين يسلب ‏الأمن من المواطنين ويحسون بأنهم مهددون في كل خطوة يخطونها خارج بيوتهم أو حتى داخل ‏بيوتهم؟ ما قيمة كل ذلك حين ينتشر الرعب في أوساط المواطنين بسبب تفشي ظاهرة الاعتداء ‏بالسلاح الأبيض على الأبرياء من نساء وشيوخ لا قدرة لهم على المواجهة. وحتى إن كانوا قادرين ‏على المواجهة، من سيواجهون؟ منحرفين حشاشين يخضعون لتأثير المخدرات وأقراص (القرقوبي) ‏ويتسلحون بسكاكين وسيوف لا يترددون في إشهارها واستعمالها إن اقتضى الأمر ذلك حتى يفلتوا ‏بغنيمتهم التي يسرقونها. والغنيمة في الغالب هي محفظة نقود أو هاتف خلوي أو محفظة بها شيكات ‏وأوراق إدارية مهمة أو حلي من الذهب تتزين بها امرأة أو... ‏‏

أين هو جهاز أمننا من كل طموحاتنا وتطلعاتنا بمستقبل زاهر؟ أين هو جهاز أمننا من تشدق ‏مسئولينا بأن الأمان والطمأنينة تنتشر في كل جنبات ربوع الوطن؟ أين هو جهاز أمننا من إرهاب ‏المواطنين العاديين وسرقة أموالهم وأغراضهم في وضح النهار؟ ثم ما قيمة رصد الميزانيات وتغيير ‏وزراء الداخلية والعمال والقياد ورجال الأمن الكبار إن كان الأمن نفسه منعدما بين المواطنين؟ ‏

إنني لا أتحدث عن أحداث معزولة هنا أو هناك في المغرب،  إنني أتحدث عن ظاهرة تفشت في ‏المدن المغربية، خصوصا الكبيرة منها كمدينة الدارالبيضاء. لدرجة أن شباب الوطن اطلقوا حملة في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "زيرو كريساج"تتحدث عن تعرض للمواطنين في ‏وضح النهار وتهديدهم بالسلاح الأبيض وضربهم وجرحهم وسلبهم ما يحملونه في أيديهم. وحين ‏أقول إنها ظاهرة فإنني لا أبالغ، ففي العائلة الواحدة قد تجد أكثر من فرد من أفرادها تعرض لإرهاب ‏مباشر وسرقت منه أغراضه خلال الشهور القليلة الماضية. هذا كله ولا من يحرك ساكنا في جهاز ‏أمننا الذي يظهر أنه انشغل في حراسة مدارس البعتتات والملاهي الليلية والفنادق ‏الفاخرة وبيوت المسئولين الكبار وسفارات الدول العظمى وترك المواطن المغربي في مواجهة ‏المنحرفين أصحاب السوابق والمتعاطين للمخدرات التي أغرقوا بها البلد. ‏

أينكم يا وزراء الشعب ؟ أين أصوات المنتخبين  المحلين والبرلمانين داخل قبة البرلمان؟ أين أقلام الصحفيين في ‏الجرائد الحزبية؟ أينكم لتنددوا بظاهرة خطيرة ستحصد الأخضر واليابس؟ ‏

ستقولون إن ظاهرة اعتداء المنحرفين على المواطنين العاديين ظاهرة معقدة ترتبط بما هو ‏اقتصادي واجتماعي وسياسي... إلخ. وككل مرة ستقولون لنا إن ما أفسد في أربعين عاما يستلزم وقتا طويلا للخروج بالمغرب من الصدمة القلبية التي أصبح يعيشها. ‏

ادا كان أمن المواطنين من أولويات هم مسؤويلينا المحترمين لقضوا على هذه الظاهرة أو على الأقل انتبهتوا إلى ‏شكاوى المواطنين التي قطعت الواقع المادي لتصل للافتراضي. لكن همكم هو ذر الرماد في ‏العيون عبر تزويق وتزيين الواجهات، أما الداخل فهو متعفن فاسد ينذر بتفشي الظواهر السيئة وإفساد ‏كل شيء.

رجاء أفيقوا من غفلتكم يا من لا يهمهم من مناصبهم في جهاز الأمن سوى البذلة الرسمية ‏والسلطة لاستغلالها قصد تحقيق المصالح الشخصية. أفيقوا وتوقفوا عن ترديد عبارة: (بعدي ‏الطوفان). إن المسألة ترتبط بوطن ومواطنين يعيشون تحت راية دولة يجب أن يكون من أولويات ‏أولوياتها تثبيت الأمن والأمان والسلام. ‏

نحن هنا لا نعمم هناك شرفاء يشتغلون بامكانات بسيطة واحيانا تهدد حياتهم الشخصية ومن هذا المنبر نحييهم ونقول لهم بكم نفتخر ويواصل هذا الوطن مساره رغم جروحه.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة