تجار مخدرات من الشمال قاموا بتصفية ضحية اولاد رحمون على طريقة 'المافيا' الايطالية
تجار مخدرات من الشمال قاموا بتصفية ضحية اولاد رحمون على طريقة 'المافيا' الايطالية

مازالت جريمة القتل البشعة التي تعرض لها شاب في مقتبل العمر، على طريقة المافيا الإيطالية، أمس الأربعاء، بجماعة اولاد رحمون بتراب إقليم الجديدة، تستنفر مختلف الوحدات التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، والمصالح الأمنية الموازية.

وحسب مصادر متطابقة، فإن عيارا ناريا أطلقه بعضهم من فوهة سلاح ناري، في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الأربعاء، مزق سكينة المواطنين في دوار "الشراركة البرابرة"، الكائن بنفوذ جماعة وقيادة "أولاد رحمون"، على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب–شرق أزمور، عند الحدود مع جماعة "أحد أولاد افرج"، بتراب إقليم الجديدة. وقد سارع على إثر ذلك المواطنون إلى المكان الذي سمع منه دوي الطلقة النارية، على الطريق الإقليمية رقم: 3449، الرابطة بين جماعة "أولاد رحمون" وجماعة "أولاد حمدان"،  حيث تفاجأوا بشاب من المنطقة، من مواليد 1985، جثة ملقاة على جنبات الطريق، على بعد بضعة أمتار من "عوينة مزݣلا"، وكان الجانب الأيسر من وجهه مهشما بعيار ناري.

هذا، ووجد المواطنون صعوبة في إشعار السلطات المحلية والدركية، نظرا لكون "الريزو" (شبكة الهاتف) لا يغطي المنطقة التي كانت مسرحا للجريمة، والتي بدأ الظلام يخيم عليها مع حلول الليل، ناهيك عن وعورة تضاريسها ومسالكها، وندرة وسائل النقل والتنقل.

وما أن أخذ الكولونيل، المسؤول الأول لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، وقائد سرية الدرك الملكي بالجديدة، علما بالنازلة، حتى انتقلا لتوهما على رأس تعزيزات أمنية من مختلف الوحدات الدركية، محملة على دوريات راكبة، إلى مسرح الجريمة المستهدف بالتدخل.

وحسب شهود عيان، فإن المتدخلين الدركيين أجروا المعاينات على جثة الشاب الذي كان ممدا على ظهره. وباشروا التحريات الميدانية، باستماع بقايا بلاستيكية من الخرطوشة التي أطلقت على الضحية، والتي قطعت بالمناسبة الشك باليقين، كونها ذخيرة حية خرجت من فوهة بندقية صيد، من نوع "خماسية" أو "جويجا". ما يعني أن الأمر يتعلق بفعل إجرامي مدبر، وليس عملا إرهابيا.

وشنت دوريات الدرك الملكي حملات تمشيطية واسعة النظاق، همت، إلى حدود الساعات الأولى من صبيحة اليوم الموالي (اليوم الخميس)،  تراب جماعة "أولاد رحمون" والجماعات المجاورة. لكن الجناة كانوا تبخروا تحت جنح الظلام في الطبيعة.

وحسب أقارب ومقربين من الشاب القتيل، فإن الأخير (وهو عازب)، كان يتردد بين الفينة والأخرى، منذ أمد طويل، على منطقة "الشمال"، حيث تنشط العصابات المافياوية المتخصصة في تهريب المخدرات، داخل وخارج أرض الوطن.

ويعود آخر سفر له إلى "الشمال"، حوالي شهر. وقد شوهد، منذ زهاء 10 أيام، على متن عربة بمعية أشخاص غرباء عن المنطقة، يرجح أنهم من "الشمال". وقد يكونون حذروه جراء "خطأ" ارتكبه، وأمهلوه من ثمة وقتا كافيا وفرصة أخيرة.. لكنه لم يف ب"كلمته". ما أجج غضبهم وتصميمهم على تصفية حساباتهم معه، وتصفيته جسديا. وقد يكونون ضربوا معه موعدا في المكان الذي عثر فيه جثة هامدة، حاملا في وجهه بصمة انتقام مافيات المخدرات، على طريقة المافيا الإيطالية، بقتله بأبشع طريقة، بإطلاق النار عليه بدم بارد، مباشرة على وجهه، حتى يشاهد الموت قادما إليه.

وقد تعمد الجناة الذين كانوا، حسب بعض المصادر، على متن عربة سوداء اللون، ولا تحمل لوحة ترقيم معدنية، تنفيذ جريمتهم بهذه الطريقة البشعة، وحتى يحملوها بصماتهم الخاصة، التي كانت كفيلة بأن تشفي غليلهم، بعد خذلانهم ممن وضعوه فيه ثقتهم.  وهذا ما قد يفضي إليه البحث القضائي الذي يجريه المحققون لدى المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

وتجدر الإشار إلى أن شقيق القتيل الذي كان على علاقة مع مافيا المخدرات في "الشمال"، كان لقي حتفه بدوره، منذ سنتين، جراء جريمة دم، علاقة بقضية "محظورات"، في منطقة اثنين شتوكة، 30 كيلومترا شمال الجديدة. وقد تمكنت وقتها المصالح الدركية بالجديدة، من فكل لغز جريمة القتل هذه، تحت إشراف المسؤول الأول بالقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، وإيقاف المتورطين فيها، وإحالتهم على استئنافية الجديدة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة