تعيينات جديدة بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة على أساس الانتماء الحزبي
تعيينات جديدة بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة على أساس الانتماء الحزبي

مع بداية شهر غشت، شهر العطلة والغفْلة، عرفت جامعة شعيب الدكالي ثلاث أحداث متزامنة، ويتعلق الأمر بإقالة مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وإعفاء نائبة الرئيس المكلفة بالبحث العلمي والتعاون من مهامها وتعيينها مديرة بالنيابة على رأس المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وتعيين الأستاذ محمد سحابي نائبا للرئيس مكلفا بالبحث العلمي والتعاون (حركة "الأخذ بالمرور"في لعبة الشطرنج).

قد يقول قائل أن الأمر عادي جدّا وأن تغيير طاقم الرئيس كان منتظرا منذ أشهر خلت، وأن ذلك يدخل ضمن اختصاصاته وصلاحياته، ونحن بدورنا نقول أننا لا نختلف مع ذلك، إلاّ أننا نريد أن نثير الانتباه، بالإضافة إلى توقيت الأحداث وسرعة التنفيذ وإعفاء مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير قبل نهاية ولايته الأولى في أول سابقة في تاريخ جامعة شعيب الدكالي، (نثير الانتباه) إلى أن هذا التغيير ما هو إلاّ صفّارة رئيس الجامعة لانطلاق عملية تغيير واسعة ستشمل مختلف المؤسسات التابعة لجامعة شعيب الدكالي هذه السنة، أي سنة 2016-2017،  حيث سيتم الإعلان عن فتح باب الترشيحات لشغل منصب مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (إعفاء المدير الحالي)، ثم عميد الكلية متعددة التخصصات (نهاية ولايته الثانية والأخيرة)، وبعده مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، يليه عميد كلية العلوم وأخيرا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية(نهاية ولايتهم الأولى)، وبدون شك سيعرف هذا التغيير تعديلات في صفوف نواب العمداء والمدراء.

نثير الانتباه إذا،إلى أن سنة 2016-2017ستكون سنة تغيير المسؤولين بامتياز، وإلى أن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والمكاتب المحلية وكذا نقابات الموظفين كانوا ولا زالوا ينادون بالحكامة الجيدة وينتقدون سوء التسيير الإداري والتدبير المالي بجامعة شعيب الدكالي بشكل عام، وفي بعض المؤسسات الجامعية بشكل خاص، نذكر منها الكلية متعددة التخصصات،  التي غاب فيها مفهوم التدبير التشاركي نتج عنه تسيّب وفوضى عارمتين في الكلية وسمعة سيئة في الإقليم، بالإضافة إلى نائب عميد "آآآوْت"، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية التي أسالت الكثير من المداد بسبب مشاكل لا حصر لها أثرت سلبا على الدخول الجامعي في أكثر من مرّة، وأساءت كثيرا لسمعة المؤسسة بسبب أخطاء جسيمة يقوم بها عميد وطاقم خارج التاريخ.

نثير الانتباه كذلك، إلى أننا نتوجّس كثيرا من هذه التعيينات لعدة أسباب، أبرزها ما سبق وأشرنا إليه في مقال سابق، حول الضغوطات التي يتعرض لها الرئيس لرد الجميل إلى رفاق الحاج، واعتماد المحسوبية والزبونية والانتماء الحزبي عوض اعتماد معيار الكفاءة والنزاهة واحترام مبدأ تكافؤ الفرص، وكذلك إمكانية إفراغ هذه المباريات من روح المنافسة بخروج أرانب السباق من جحورها لتأخذ مكانها في الحلبة، وتتفاوض مع أبطال السباق من أجل حقهم في الكعكة.

لهذا، فإننا نطالب رئيس الجامعة بتحمل كامل مسؤولياته الإدارية والأخلاقية، وأن يعمل على أن تكون سنة 2016-2017سنة الرجل المناسب في المكان المناسب،وأن يلتزم الحياد بشكل مطلق وفعلي، في كل مراحل مباريات شغل منصب عميد أو مدير، بدء بالإعلان عن فتح باب الترشيحات إلى الإعلان عن النتائج، مرورا بتشكيل لجنة الانتقاء، لضمان نفس الحق لكل المتبارين في الفوز عن جدارة واستحقاق ضمن منافسة شريفة ونزيهة، عوض الضحك على ذقون المتبارين، بإجراء مباريات/مسرحيات يكون فيها اسم الفائز (المتحزّب)محسوم في أمره قبل الإعلان عن فتح باب الترشيحات.

في الأخير،نتمنى أن تكون سنة 2016-2017سنة إعفاء ومحاسبة الفاسدين والمفسدين برئاسة الجامعة (عوض إعفاء الكفاءات النزيهة)، وسنة القطع مع منطق الكرسي مدى الحياة الذي بات يكرّسه بعض المسؤولين الشيوخ،الذين عمّروا طويلا في مناصبهم حتى أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من أن يُحَفّظوا ويُسَجّلوا كرسي المسؤولية في ملكيتهم، وكذلك القطع مع مناصب الريع ومسؤولية "السخرة"،التي باتت كلية الآداب والعلوم الانسانية تعتبر نموذجا متفرّدا لها.

والأهم من كل هذا وذاك،نتمنى ألاّ يكون الإعلان عن فتح باب الترشيحات في مختلف المؤسسات الجامعية بالجديدة، ابتداء من سنة 2016-2017مناسبة لتغيير أعضاء مجلس التنسيق (رئيس الجامعة ورؤساء المؤسسات ونواب الرئيس) ليتحوّل من "نادي الأصدقاء" إلى "نادي الرفاق"... واشهدوا أنني قد بلّغت.

 

ذ. غريب عبد الحق

كلية العلوم بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة