حمّى الانتخابات.. ماذا قدّم أبوزيد لاقليم الجديدة ؟
حمّى الانتخابات.. ماذا قدّم أبوزيد لاقليم الجديدة ؟

 انطلقت حمّى الانتخابات البرلمانية في إقليم الجديدة واحتدم التنافس على التزكيات، وهناك من حسم في أمر تزكيته على رأس اللائحة.. كان هذا التنافس ليكون صحيا وإيجابيا لو كان مبنيا على مبدأ الاستحقاق والتميز والأمثل لاختيار الأجدر بتمثيل السكان وخدمة الصالح العام. في المقابل، يصير الأمر سلبيا إذا توالت الوجوه نفسها التي عمّرت لسنوات دون أن تسجل شيئا باسمها لتاريخ المدينة يتذكره الجميع.

وحري بنا في هذا المقال أن نسلط الضوء على النائب البرلماني المقرئ أبوزيد، الذي نحترمه كخامة فكرية وعلمية، بالنظر إلى مسيرته ومساره العلمي ومؤلفاته وأنشطته الدعوية؛ لكنْ دعونا نتساءل كما يتساءل الجميع في إقليم الجديدة عما قدمه أبوزيد خلال ولاياته البرلمانية.. أيّ تقييم لأدائه وحصيلته في المرحلة الحالية؟ أي برامج ونقاشات مجتمعية نقلها إلى قبة البرلمان بصفته ممثلا لهم في هذه المؤسسة الدستورية التي تُسمع صوتهم لمعرفة انتظاراتهم وتطلعاتهم وحاجياتهم. والأهم أن نسائل السيد أبوزيد بصفته ممثلا لإقليم الجديدة عن رؤيته لموقع مدينة الجديدة على وجه الخصوص ضمن التقطيع الجهوي الجديد، التي أسقط اسمها وأعطى الأولوية لمدينتي سطات والدار البيضاء؛ فعلى أي أساس تم هذا التقسيم وجرى إسقاط اسم حاضرة دكالة

استنكر الجميع هذا التقسيم الذي "قزّم" حاضرة دكالة، بتاريخها ورجالها ومكانتها الاقتصادية والسياحية والدور الذي لعبته على مر التاريخ.

لم يحرّك المقرئ أبوزيد ساكنا ولم يُبد رأيا في الموضوع ولم نسمع له خرجة يتكلم فيها عن إقليم الجديدة وعن الثقة التي وضعها فيه سكانها لإسماع صوتهم. فإذا كان الهمّ هو الكرسي، فقد تتعدد سبل الوصول إليه، لكن الوصول إلى عقول وقلوب أهل وسكان إقليم الجديدة، وخاصة الشباب منهم، باعتبارهم القوة الصاعدة فكريا وحيويا وثقافيا، يبقى مستعصيا عليهم في ظلّ عدم الإنصات إلى هذه الفئة القادرة على المساهمة في البناء والعطاء وفي تحريك عجلة التنمية.

فمهام النائب البرلماني محليا متعددة ومترابطة ومتكاملة تفرض عليك الانشغال بالقضايا الرئيسية وهموم الناس، وهذا لا يتأتى إلا بالحضور في أشغال البرلمان وتحمّل المسؤولية في أخد الكلمة وتحدث بلغة واضحة مفهومة ومسموعة تنقل انشغالات الساكنة والانحياز لمصالحه، ومساءلة أعضاء الحكومة، شفهيا وكتابيا؛ وإذا إقتضى الأمر الاجتماع بهم ومدارَسة ملفات تهم إقليم الجديدة، وبالموازاة تربط قناة تواصل مع محيطك وتصغي إليهم وإلى انشغالاتهم وهمومهم وآمالهم.. وهنا الحديث عن تحقيق مطلب ملحّ من الساكنة، وهو التقرب إليهم وجعلهم يربطون الثقة بممثلهم.

لكن الواقع مغاير تماما طوال تمثيل النائب البرلماني أبوزيد لإقليم الجديدة.. لم نلمس فيه، نحن السكان، ذاك النائب الغيور الخدوم لإقليمه.. لقد أضاع مفاتيح المدينة والاقليم الممتد منذ تقلده منصب نائب برلماني، وغاب عن المدينة ولم يعد له اثر يذكر، ولم نسجل له حضورا ضمنيا في الاحداث المحلية والاقليمية ولم يشارك الساكنة همومها، بل اختار ان ينعزل في غياب شبه تام للتنسيق مع السلطات المحلية ورؤساء المصالح والجماعات الترابية بالاقليم، وتوترت علاقته بمحيطه لتجني الساكنة تبعات هذا الخلاف وتتبخر ولاية ابوزيد دون جديد يذكر ولا قديم يعاد لا سيما وانه يعتبر النائب البرلماني الوحيد المنتمي للحزب الحاكم.

فكل ما يحتفظ به سكان الجديدة كصورة نمطية عن المقرئ أبوزيد هو الصورة التي غزت العالم الأزرق "فايسبوك" وهو غارق في نومه داخل قبة البرلمان، ضاربا بمشاكل ومعاناة الناس عرض الحائط.. أهكذا تمثل الشعب وتتكلم بلسانهم؟

لا يحق لك اليوم أن تستيقظ من سباتك العميق لتطلّ من جديد في الاستحقاقات المقبلة، لأن محطة الانتخابات المقبلة فرصة للتغيير في المدينة من خلال وجوه جديدة ومتنوعة بمشاريع وبرامج جديدة تواكب تطلعات السكان وتطلعات شبابها..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة