عين على أهم الأحداث التي ميزت مدينة الجديدة سنة 2015
عين على أهم الأحداث التي ميزت مدينة الجديدة سنة 2015

ستذهب سنة 2015 إلى غير رجعة على بعد أيام قليلة، لنستقبل زمن يحمل ترقيما آخر، لعله يغرس في  أذهاننا وعيا بالماضي والحاضر والمستقبل، أحداث وسمت مجريات حياتنا اليومية على تربة هذه المدينة البحرية الخصبة بسكانها وعمرانها وثقافتها ومؤهلاتها وطاقاتها في مجالات عدة.

لعل الزمن يجري، ويجر معه تحولات لن ندرك وثيرتها، إلا في سياق الانتباه إلى تغيرات العالم المتسع من حولنا، لن نخط أكثر من كلمات وعبارات وملاحظات بسيطة لا ندعي من خلالها الاحاطة الشاملة، بقدر ما نتغيى نتف لقطات من هنا وهناك لتقريب أهم الأحداث التي طبعت هذه المدينة.

 

·   انتخابات جماعية، بتطورات جديدة

 

مدينة الجديدة لم تخرج بدورها عن سياقها الوطني، حيث احتل حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى في عدد المقاعد في الانتخابات الجماعية، وكأن ساكنته أرادت دماء جديدة، لتغيير الوضع وتحسينه بالمدينة، لكن طموحاتهم خابت مع الخضوع لمنطق التحالفات، ورجوع وجوه قديمة ألفتها الساكنة لقيادة المجلس البلدي، لكن ذلك لا يمنع الساكنة من متابعة مسار هذا المجلس لعله يكون بارقة أمل للمستقبل.

أجل،بداية تفعيل التقسيم الجهوي الجديد، يمثل خسارة لمنطقة دكالة ، التي وجدت نفسها تختفي وتذوب، وتتحول من جهة للقيادة إلى جهة تابعة لجهة الدار البيضاء سطات، وكأن تاريخ وهوية دكالة تم تقزيمها وابتلاعها بسهولة ويسر من دون أن يحدث ذلك أية ردة فعل من الغيورين عليها من سكانها.

 

·        بنيات تحتية، كإضافة جديدة

 

 حقيقة شهدت المدينة، إعادة للتهيئة لأهم شوارعها خصوصا في وسطها، فتحسنت معالمها، وخَفَّتْ بعض الشيء معاناة الناس من ضعف بنية الطرقات المتهالكة، وزادت معالم شوارعها جمالا مع تثبيت أعمدة الإنارة، فضلا عن إنشاء نافورة في وسط الساحة المقابلة للمسرح البلدي، وهو شيء غير كاف بالنظر إلى طبيعة المدينة  السياحية، ووزنها الوطني في استقبال الزوار والمصطافين.

لكن ذلك، لا يعفي دور المجتمع المدني في المحافظة على صلاحية هذه البنيات التحتية وتجنب أعمال التخريب، وتلويث المدينة.

من جانب آخر، تم انشاء معرض عروض جديد للفروسية هو الأول من نوعه في المغرب على مساحة 46 هكتار، سيعطي دفعة جديدة للمعرض السنوي، وسيحسن من ظروف استقبال الزائرين الذي  يتكاثر عددهم سنة تلو أخرى، كما أن المدينة عرفت افتتاح أول متحف للذاكرة التاريخية للمقاومة، وهي فرصة لتشجيع السياحة الثقافية، والحفاظ على المآثر التاريخية للمنطقة.

 

·        مدينة صناعية غنية، باستثمارات متواضعة

 

يكفي أن تقوم بزيارة لمنطقة الجرف الأصفر لتكتشف منطقة صناعية مترامية الأطراف، بمعاملها وآلاتها العملاقة، وشاحناتها الضخمة تجوب الطرقات،وسماءها المتشحة بسحب كثيفة، وأنابيبها التي تسكب أطنان من المواد المستعملة في البحر، وهي مؤشرات على أن مدينة الجديدة تعرف تخمة في تلوث هوائها ومائها وأرضها، وأكيد أن ذلك ستكون له تبعات سيئة على صحة السكان، وعلى الزرع والضرع.

حقيقة أن هذا الأمر، قد يكون مفيدا على واجهة الاستفادة من فرص الشغل، لكن في المقابل لا نرى اهتماما أكبر بالاستثمار في تدعيم البنية التحتية للمدينة، التي تفتقر للمكتبات الثقافية المناسبة، للقاعات المغطاة الرياضية، لأماكن الترفيه، وللحدائق والمنتزهات والفضاءات الطبيعية التي يمكنها أن تخفف من نسب تلوث المدينة السياحية.

فالمجلة الأسبوعية الاقتصادي الكندية " دي نورت مينر" في مقالة لها صدرت خلال سنة 2015، أعلنت أن عائدات الفوسفاط بلغت في النصف الأول فقط من السنة الجارية 2,5 مليار دولار، وبالتالي فالفاعل الاقتصادي الأول غارق في المال، في حين أن ذلك لا يمتد آثره على المدينة، اللهم بعض المشاريع الاجتماعية والترفيهية الخاصة بعمال المكتب دون غيرهم من المواطنين، التي تكرس نوعا من الطبقية كما يحدث الأمر مع إنشاء مؤسسات تعليمية  معدة فقط لأبناء وموظفي المكتب مع حرمان البقية من المواطنين.

·        خريف رياضي

الفريق الأول لكرة القدم بالمدينة ومعه مختلف الأنواع الرياضية الأخرى، غابت عن المنافسة والتتويج الوطني والدولي، وهو مؤشر على غياب استراتيجية ومدارس للتكوين لانشاءالخلف.

وبالتالي فالرياضة في هذه المدينة، تختزل في كون تربة ملاعبها، تخصص فقط لتربصات الفرق، وإجراء تداريب المنتخبات الوطنية، ومقابلات الفرق المحرومة من اللعب على ملعبها.

·        مهرجانات فنية وثقافية وسؤال الهوية

 

مازالت المدينة على موعد سنوي لتنظيم مجموعة من المهرجانات الفنية، يعتبر مهرجان جوهرة للموسيقى من أبرزها، الذي يستقطب في فترة الصيف مجموعة من الفنانين، فضلا عن مهرجان الموسيقى الأندلسية الذي مازال الشارع الدكالي، يتساءل عن مدى علاقته بتراث المنطقة، نفس الشيء ينطوي على تنظيم الدورة الخامسة لأيام السينما بدكالة علما أن المدينة لا تتوفر ولو على قاعة سينمائية واحدة، وكأننا ننظم أي شيء حتى لا يقال علينا أننا لا ننظم أي شيء.

على أية حال، سنة 2015 لها وما عليها، زمنها في طور الاحتضار، نترقب زمنا آخر، في إطار حضن جهة جديدة، فهل ستتغير سياسة المدينة ومعالها؟ وهل سيكون لها دور محوري وفعال وفق التقسيم الجديد؟

نتطلع أن تكون سنة 2016 بارقة أمل، ودفعة جديدة لتنمية المدينة، ونهوض أبنائها لإنتاج أفكار جديدة، والعمل على تلميع صورتها.

 

+كاتب وباحث

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة