حذار ثم حذار ... بنكيران يلعب بالنار
حذار ثم حذار ... بنكيران يلعب بالنار

في 18 ماي 1981، أعلنت وكالة المغرب العربي للأنباء اعتزام الحكومة المغربية فرض زيادات في المواد الأساسية (الدقيق، السكر..).

 

لم يمر على هذا الإعلان سوى 3 أسابيع فقط حتى دعت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إضراب عام على الصعيد الوطني يوم 20 يونيو 1981.

استجاب المواطنون لدعوة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل للإضراب بشكل فاق كل التوقعات، وقاطعوا وظائفهم وأعمالهم، وأغلق التجار دكاكينهم، فظهرت مدن مغربية عديدة كأنها "مدن أشباح.

في مدينة الدار البيضاء، اندلعت انتفاضة شعبية في ذلك اليوم، وتحولت إلى مظاهرات عارمة احتجاجا على الزيادة التي قررتها حكومة المعطي بوعبيد.

كان تدخل القوى القمعية ومختلف الفرق الأمنية والعسكرية قويا (دبابات، مروحيات ..)، استُخدِم فيه الرصاص الحي، أدى إلى سقوط الكثير من الموتى والجرحى في صفوف المتظاهرين، بالإضافة إلى مئات الاختطافات والاعتقالات.

استمرت الانتفاضة المجيدة ... وتراجعت الحكومة عن الزيادات.

اليوم، لم نعد بحاجة إلى وكالة المغرب العربي للأنباء لتخبرنا عن الزيادة في الأسعار، والدولة ليست بحاجة إلى دبابات أو مدافع للإجهاز على مكتسبات الطبقة العاملة، أو لمواجهة الجماهير الشعبية، لدينا مدفع من العيار الثقيل/رئيس الحكومة يستطيع أن يقصفنا وقتما يشاء وكيفما يشاء وعن طريق أي وسيلة يشاء (البرلمان، التلفزيون، الراديو..)، وبدون أي حرج أو تردد، ليخبرنا باعتزامه إن شاء الله الرحمان الرحيم الزيادة في الماء والكهرباء والمحروقات والمواد الأساسية وسن التقاعد.. وحذف صندوق المقاصة والإبقاء على معاشات الوزراء والبرلمانيين و.. و.. و.. ونحن صامتون وهادئون وصابرون.

ولكن، حذار ثم حذار.. لأن هذا الصمت وهذا الهدوء وهذا السكون، لا يعني بأي حال من الأحوال أن المغاربة راضون على سياسة رئيس الحكومة كما يتوهم هو وأتباعه، وعلى ما يجري في هذا الوطن العزيز.

في عالم الجيولوجيا، وبالضبط في علوم الزلازل، هناك نظرية معروفة تنص على أن الصخور في منطقة الزلزال تستجيب للإجهاد المتراكم والمتزايد بالانثناء (Folding). وتختزن هذه الإجهادات في هيئة طاقة كامنة (Potential Energy). وتستمر عملية الانثناء (الاستجابة المرنة) حتى تتجاوز الإجهادات الحد الذي لا تستطيع فيه الصخور الاستجابة بالانثناء أكثر من ذلك فيحدث الكسر، وتحدث الإزاحة الفجائية على جانبي الكسر وتتحرر الطاقة المختزنة في هيئة تشوه دائم في الصخور، وكذلك في هيئة موجات زلزالية تنتشر في كل الاتجاهات من مكان التكسر.. فيقع الزلزال.

 

 

غريب عبد الحق

الكاتب المحلي للحزب الاشتراكي الموحد بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة