بعد تأجيل البث مرتين متتاليتين، الاثنين 24 أكتوبر والاثنين 21 نونبر 2016، في الشكاية المباشرة "من أجل تهمة القذف"، التي تقدم بها إلياس العامري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في مواجهة رضوان أسرموح، معد البرنامج الكوميدي الساخر "سكيزوفرين"، الذي يبث على "اليوتوب" و"الفيسبوك"، ومواقع التواصل الاجتماعي، ناقشت الهيئة القضائية، اليوم الاثنين 5 دجنبر 2016،  الشكاية المعروضة على أنظارها، والتي حضرها دفاع الطرف المشتكي من هيئة الدارالبيضاء، وعن الطرف المشتكى به، محامون من هيئات الرباط والجديدة وخريبكة، وفي طليعتهم الأستاذ إسحاق شارية، والأستاذ النقيب محمد زيان (وزير حقوق الإنسان في عهد حكومة لتناوب التي قادها عبد الرحمان اليوسفي)، والأستاذ النقيب عبد الكبير موڭار، والأستاذ النقيب حميد البسطيلي.

هذا، وعدد دفاع "سكيزوفرين"، خلال الدفوعات التي ضمتها هيئة الحكم إلى جوهر الدعوى، موضوع الشكاية المباشرة، أزيد من 30 خرقا شكليا يستوجب القول بعدم قبول الشكاية المباشرة.

 وفي إطار وسائل الإثبات التي يخولها قانون الصحافة والنشر،  تقدم دفاع الطرف المشتكى به بملتمس كتابي، طبقا لمقتضيات المادة 110 من مدونة الصحافة،  يقضي باستدعاء 4 شهود، هم عبد الإله بنكيران، وحميد شباط، ومحمد زيان، ونبيلة مونيب. وهو الملتمس الذي تداولت بشأنه الهيئة القضائية..  ورفضته. وقد تكون شهادات هؤلاء الشهود، تصب في موضوع الشكاية المباشرة التي تقدم بها إلياس العماري في مواجهة الفنان رضوان أسرموح (تجارة المخدرات)،  أي ذات علاقة بالشكاية المرجعية التي تقدم بها الحزب الليبرالي، سنة 2015، إلى وكيل الملك بابتدائية الرباط، والذي أحالها على قاضي التحقيق الجنحي.

وقد التمس دفاع رضوان أسرموح من الهيئة القضائية بابتدائية الجديدة، بعدم قبول الشكاية المباشرة شكلا، مستحضرا على وجه القياس، قرارات وأحكام قضائية مرجعية بعدم قبول شكايات مباشرة، أصدرتها محاكم المملكة المغربية، جراء خروقات شكلية، على غرار تلك التي شابت شكاية إلياس العماري.

هذا، وفي خرجة إعلامية، صرح الأستاذ إسحاق شارية من هيئة المحامين بالرباط، أن محاكمة موكله الفنان الساخر رضوان أسرموح، المعروف ب"سكيزوفرين"، والذي انتقد إلياس العماري، باعتباره شخصا معنويا وشخصية عمومية، تعتبر (محاكمته) فضيحة سياسية، ومحاكمة لحرية الرأي والتعبير في المغرب، مغرب الألفية الثالثة.

ومن جهة أخرى، قال الأستاذ إسحاق شارية أن له عظيم الشرف أن يدافع ويرافع أمام العدالة، عن موكله رضوان أسرموح، والذي وصفه بواحد من الفنانين الكبار في المشهد الفني المغربي، وأحد أحرار المغرب، ورمزا للشباب المناضل، وأيقونة للسخرية الهادفة، وتواقا لقول كلمة الحق وفضح الفساد.

وبالمناسبة، فإن مقاضاة الكوميدي الساخر رضوان أسرموح، التي واكبها الرأي العام، وفعاليات المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية بالمغرب، هي محاكمة لحرية الرأي والتعبير في المغرب، مغرب ما بعد دستور 2011، ومغرب ما بعد الاستحقاقات التشريعية، التي جرت، الجمعة 7 أكتوبر 2016.. فمقاضاة الفنان "سكيزوفرين"، من قبل "أحد دعاة الدفاع عن الحريات في المغرب"، تعتبر ضربة موجعة لما تحقق من مكتسبات في مجال حقوق الإنسان والحريات، في مغرب الألفية الثالثة، والذي قطع، في ظل العهد الجديد، عهد الملك محمد السادس، مع ممارسات الماضي البائدة، ومع تكميم الأفواه وتقييد الأقلام.