الدكتورة زهور كرام في حوار مفتوح حول ''الثقافة الرقمية'' بمدينة الجديدة
الدكتورة زهور كرام في حوار مفتوح حول ''الثقافة الرقمية'' بمدينة الجديدة

في التفاتة واعية وهادفة لإثراء النقاش حول أسئلة القضايا الراهنة للحقل الثقافي، بادر فرع رابطة كاتبات المغرب بالجديدة، بشراكة مع المكتبة الوسائطية، بدعم من جماعة الجديدة وبتعاون مع مديرية الثقافة بالجديدة، وجمعية أصدقائها، بتنظيم لقاء تواصلي مفتوح أطرته الروائية والناقدة الدكتورة زهور كرام حول الثقافة الرقمية.

يوم السبت 21 من شهر يناير2018، وبفضاء المكتبة الوسائطية ادريس التاشفيني بمدينة الجديدة كان الموعد، وكان الاحتفاء حارا بلحظات لقاء ثقافي متميز بعنوان شيق ومثير، ينضح بكثير من أسئلة راهنة، حول موضوع يشعل رغبة جارفة لاستكناه مضامينه.

الثقافة الرقمية كموضوع، يثير الكثير من الأسئلة المفتوحة على أكثر من منطلقات قراءته، باعتبارهذا الفعل المعرفي لم يترسخ بعد بالقدر الكافي داخل الممارسة التكوينية، بالنظر الى التطور السريع الذي يعرفه المجال المعلوماتي.

لهذا كانت لتوطئة عميقة في بداية هذا اللقاء المتميز، تنبثق في طياتها عدة محاور تتعلق بهاجس السؤال والتساؤل حول مستجدات الحقل المعرفي للثقافة الرقمية، طرحتها منشطة اللقاء الباحثة والشاعرة مليكة فهيم، بكثير من العمق والطرح الواعي بأهمية ضرورة الإشارة الى مختلف محاور المقاربة لتفاصيل توسيع  النقاش..

      ما هو الأدب الرقمي؟ كيف يتحدد المفهوم؟

      هل الأدب الرقمي تطور حتمي للأدب؟

      هل عجزت مناهج النقد وأدواته الكلاسيكية عن مقاربة النص الإبداعي الرقمي؟

      ما هي الأسباب الدافعة لعدم تعامل النقاد العرب في التعامل مع الأدب الرقمي؟

      ما موقع الكتاب الورقي ضمن هذه الطفرة التكنولوجية التي تسعى رقمنة الإنتاج الثقافي؟

مجموعة أسئلة محملة بهم التساؤل وأخرى طرحت، كانت حافزا لاستثارة اهتمام الحضور الذي كان مشكلا من مثقفي وكتاب محليين وفنانين وطلبة وتلاميذ، بالإضافة لزوار مهتمين بالموضوع، أبوا الا أن يسجلوا حضورهم لمتابعة هذا اللقاء التواصلي المثير.

كان الاستقبال ذاك المساء المشمس، عرسا مترعا بالحفاوة لكاتبة وروائية لا تفتأ من الإعراب بشغفها الجارف بمدينة الجديدة الشاطئية الجميلة، وبحسن استقبالها، وبتقديرها الصادق لهذا الاحتضان الدافئ للعدد الأول لروابط رقمية، في موضوع: نحن والثقافة الرقمية، وهي سلسلة معرفية علمية رقمية محكمة، تحظى لأول مرة بعد صدورها بالتوقيع بفضاء المكتبة التاشفيني.

وبقدر تعبيرها المتواصل عن إحساس الثناء بجميل الاستضافة والترحاب، بقدر ما شدت انتباه واهتمام الحاضرين بمداخلة متفاعلة مع الأسئلة المطروحة من طرف المنشطة، جد ماتعة بمقاربات ومقارنات وتوضيحات واستعراض لمراحل تكون الإرهاصات المؤسسة لنشأة الثقافة الإلكترونية من خلال الإشارات الدالة منها:

      التأكيد على دور وتأثير الوسائط التكنولوجية على علاقاتنا اليومية، بالقدر الذي أصبحت معه وسيطا جوهريا لا يمكن الاستغناء عنه.

      تداخل حياتنا الحقيقية مع حياتنا الإفتراضية.

      التأثير السريع للوسائط الإلكترونية على نمط العيش فيما يتعلق بالإحساس بالحرية وسرعة التوصل بالمعلومة.

      التأثير في العلاقات الأسرية من حيث امتلاك المعلومة والمعرفة التي أدت الى تبادل أدوار السلطة ما بين الأب وابنه بحيث أصبح الأخير مصدرا للمعلومة.

      لم يعد الإنسان فردا مستقلا بل غدا كائنا حيا معلوماتيا يعيش في فضاء المعلومة.

      دور الثقافة الرقمية على تغيير علاقتنا بالزمن والمكان والحلم، وبأنفسنا وعلاقتنا التواصلية بالآخر، مؤشرة على دخول الإنسانية لزمن بعد ما بعد الحداثة.

وفي تفاعل كبير مع وصلة الحوار المفتوح والقيم للدكتورة زهور كورام، تسارعت مجموعة من الأسئلة والمداخلات، لعدد من المتدخلين تستفهم أو تستوضح أوتضيف للموضوع .. موضوع الثقافة الرقمية الذي فتحت له الأستاذة نافذة جد واسعة للإطلالة عليه بمزيد من الاستقصاء الواعي.

حسن حصاري

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة