خطير.. حرب المراعي التي أشعلها الرحل بمنطقة عبدة تخلف ضحايا في صفوف الدرك والأهالي
خطير.. حرب المراعي التي أشعلها الرحل بمنطقة عبدة تخلف ضحايا في صفوف الدرك والأهالي

خلفت حرب المراعي التي أشعلها في منطقة عبدة الرحل القادمون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، في إصابات جسمانية  بليغة في صفوف القوة العمومية، ولدى الأهالي (les autochtones)، منهم من مازالوا يتلقون العلاجات الطبية في المستشفى

هذا، وعلمت الجريدة أن  الرحل دخلوا، مساء أول أمس الأحد، في مناوشات مع سكان دوار "كراوة أولاد حمان"، الكائن بتراب قيادة "أحد البخاتي" بدائرة "جمعة اسحيم"، بعد أن احتج الأهالي على الأضرار والخسائر الجسيمة التي تحلقها الأغنام التي تقدر بالآلاف بحقولهم وأراضيهم السقوية، وبمحاصيلهم الزراعية التي مازالوا لم يكتملوا جنبه بعد، كالشمندر  السكري.

وقد تطور الأمر، صباح أمس الاثنين، على إثر تعنت الرحل الذين يتعاطون للرعي وتربية المواشي، وخاصة قطعان الأغنام، التي استقدموها على متن العشرات من الشاحنات، وتحرصها ليل–نهار العشرات من العربات رباعية الدفع.  

وبعد أن ربط الرحل الاتصال فيما بينهم بواسطة الهواتف النقالة طلبا للدعم وتعزيز خندق المواجهات، كانت وجهة سيارات "كات كات" التي زاد عددها عن ال50، دوار "كراوة أولاد حمان"، في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الاثنين. حيث دخلوا في معركة حامية الوطيس مع الأهالي، وشنوا عليهم هجوما بالحجارة والمقالع والهراوات، من على متن العربات رباعية الدفع، ولاحقوهم حتى إلى عقر بيوتهم، وعاتوا في أبوابها ومنافذها خرابا ودمارا، وأصابوا بجروح متفاوتة الخطورة حوالي 40 مواطنا. اعتداءات شنيعة لم تسلم من ويلاتها حتى القوة العمومية، التي تعرضت للإهانة والسب، ولإصابات جسمانية بليغة، ضمنهم قائد الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز "جمعة اسحيم".

هذا، وقد استنفرت هذه الحرب التي أشعلها الرحل، وقطعان أغنامهم التي جاءوا بها من الأقاليم الجنوبية، حوالي 200 عنصر من الدرك الملكي، على رأسهم قائد القيادة الجهوية للدرك الملكي لآسفي وقائد سرية آسفي، و200 فرد من القوات المساعدة، ورئيس دائة "جمعة اسحيم"، وقائد قيادة "أحد البخاتي"، ناهيك عن الأجهزة الأمنية الموازية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحرب قد خلقت رعبا لدى سكان منطقة عبدة، والذين باتوا يخافون على حياتهم وسلامتهم الجسدية، وعلى ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية، ومحاصيلهم الفلاحية، مصدر عيشهم، التي يعولون على جنيها خلال فصل الصيف.

وحسب مصدر مطلع، فإن وقائع النازلة قد أخذ بها علما رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من خلال مكالمة هاتفية أجراها معه برلماني بالمنطقة، عن حزب العدالة والتنمية.

إلى ذلك، فيتعين على الدولة المغربية تقنين الرعي والمراعي، وأن  توقف الرحل عند حدهم، الذين أصبحوا يغزون منطقة عبدة، شهر ماي من كل سنة، وحتى قبل حلول فصل الصيف، وانطلاقة عمليات الحصاد، وان لا تبدي عجزها في  ردع المعتدين من هؤلاء الرحل، طبقا وتطبيقا للقانون، سيما أنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون، وكذا، حتى لا يتم الدوس، كما حصل على أرض الواقع، وبالواضح والملموس، على كرامة السلطات التي يهينونها، وكرامة الأهالي،  رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذين هم "مواطنون" ليس من الدرجة الثانية أو الثالثة، وإنما بكامل ما تحمل كلمة "المواطنة" من معان وتجسيد لثوابت الوطنية، التي يختزلها شعار المملكة: "الله – الوطن – الملك".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة