بعد الفاجعة.. هل تلتفت مندوبية السجون إلى الضحايا من موظفيها بسجن الجديدة؟
بعد الفاجعة.. هل تلتفت مندوبية السجون إلى الضحايا من موظفيها بسجن الجديدة؟


قتيلان و5 جرحى من موظفي السجن المحلي بالجديدة، تابعين للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، جراء تعرضهم لحادثة سير مفجعة، وقعت فصولها الدموية، في حدود الساعة الخامسة من صبيحة اليوم الأحد، عند النقطة الكيلومترية 500+11 من الطريق الوطنية رقم: 7، إثر انقلاب السيارة الخفيفة من نوع "دوكر"، التي كانت تقلهم من عاصمة دكالة إلى مدينة مراكش.
الرحلة التي أراد القدر أن تصادف نهايتها التراجيدية ثاني يوم من عطلة نهاية الأسبوع (يوم الأحد)، لم تكن بغرض النزهة في مدينة النخيل، أو رحلة سياحية إلى المعالم والمآثر التاريخية، التي تزخر بها المدينة الحمراء. فالضحايا السبعة كانوا يعتزمون، بتنقلهم جماعة، اجتياز مباراة الكفاءة المهنية، التي تنظمها إدارتهم المركزية، المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في مدينة مراكش، التابعة لجهة مراكش–آسفي، الجهة غير الجهة التي ينتسبون إليها ترابيا، والتي هي، بحكم مقر عملهم في مدينة الجديدة، جهة الدارالبيضاء – سطات، حسب التقسيم الترابي الذي أقرته الجهوية المتقدمة، التي دخلت حيز التنفيذ سنة 2015. فالضحايا كانت آمالهم معقودة على الترقي إلى الدرجات العليا، ومن ثمة، تحسين وضعياتهم المهنية، وما يواكب ذلك من تجويد لأوضاعهم الاجتماعية والمعيشة.
فالضحايا السبعة مرخص لهم بالتنقل إلى مدينة مراكش، خارج منطقة عملهم بالجديدة، وفي يوم عطلة، الذي هو يوم الأحد (عطلة نهاية الأسبوع)، وهم بذلك يعتبرون، في نظر القانون،  في حالة ممارسة عملهم، وما يترتب عن ذلك من حقوق يخولها ويضمنها لهم القانون.
وحتى من باب أخلاقيات المهنة، ومن الجانب الأخلاقي، فيتحتم على المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي مازالت بالمناسبة لم تخرج ببلاغ، تنعي فيه وفاة موظفين من موظفيها، تغمضهما الله بواسع رحمته، وشافى زملائهما الخمسة، (يتحتم عليها) أن تشمل جميع الضحايا بالترقية المهنية التي كانوا يطمحون إليها، بما في ذلك القتيلين، مع احتسابها بشكل شرفي ومشرف، وبأثر ما بعد الوفاة (à titre posthume). وقد تكون هذه بادرة طيبة، قد تخفف وقع المصاب الجلل على أسر الضحايا المكلومة، ولن يمانعها لا الرأي العام، ولا المسؤولون في حكومة الثماني  ولا حتى زملاء الضحايا المترشحون، الذين اجتازوا بالفعل، اليوم الأحد، مباراة الكفاءة المهنية بمركش، في الوقت الذي كانت فيه سيارات الإسعاف تقل زملاءهم السبعة تباعا إلى قسم المستعجلات وقسم الإنعاشومستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة.
وبالمناسبة، ما الذي دهى المسؤولين عن إصدار بلاغ للرأي العام، ينعون فيه وفاة موظفي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.. اللهم إلا إذا كانوا في "عطلة نهاية الأسبوع"، الذي يصادف  يوم عطلة (endimanchés) ؟!

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة