الامطار تعري هشاشة الطرقات بعاصمة دكالة وتفضح تدبير المجلس الجماعي لشؤون المدينة
الامطار تعري هشاشة الطرقات بعاصمة دكالة وتفضح تدبير المجلس الجماعي لشؤون المدينة


كشفت أمطار الخير الأخيرة التي شهدها المغرب خلال الأيام الماضية، عن هشاشة البنيات التحتية بمدينة الجديدة، التي تحولت العشرات من شوارعها وازقتها إلى "بؤر سوداء" تقلق راحة المواطنين، وخصوصا مستعملي السيارات.
ففي مجموعة من أحياء المدينة تحولت الشوارع والأزقة إلى "برك" مائية، بسبب الكثير من الحُفر التي توجد في هذه الأحياء، وهو ما تسبب في وقوع ارتباك ملحوظ على مستوى حركة السير والجولان.
وليست هذه المرة الأولى التي "تغرق" فيها شوارع وأزقة المدينة في المياه، بل اعتادت عاصمة دكالة على هذا الأمر، ويرجع ذلك، حسب مصادر الجريدة، إلى الطريقة التي يتم بها تعبيد الشوارع، حيث تتحول في ظرف أيام قليلة إلى حفر ومستنقعات لتجمع المياه.
وقد "عرّت" الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الأسبوع الجاري، عن واقع البنية التحتية بعدما تسببت في إغلاق مجموعة من الشوارع التي توجد في وضعية "جد مزرية"، خاصة على مستوى أحياء السعادة والمنار وشارع جبران خليل جبران ويبقى حي المطار أكبر المناطق السكنية تضررا خاصة بالشارعين الرئيسيين المؤديين الى المركز التجاري مرجان أحد أكبر الفضاءات التجارية بعاصمة دكالة و الذي يستقطب مئات السيارات بشكل يومي.
ولم يسلم وسط مدينة الجديدة من تضرر البنية التحتية فقد تحول شارع محمد الخامس، أكبر شوارع عاصمة دكالة، إلى مستنقعات وشقوق كثيرة باتت تعيق بشكل كبير حركة السير والجولان مما تسبب في اعطاب الكثير من العربات خاصة سيارات الأجرة الصغيرة.
وجدير بالذكر ان شارع محمد الخامس، الشريان الرئيسي للاقتصاد بمدينة الجديدة، والذي لم يخضع للإصلاح منذ أزيد من 25 سنة، حيث تعود آخر عملية تهيئة له الى سنة 1993، ابان الزيارة الملكية التاريخية للراحل الحسن الثاني لعاصمة دكالة في سنة 1994 ، ومنذ ذلك الحين لم يخضع الشارع لاي هيكلة، مما تسبب في تضرر البنية الطرقية والرصيف لهذا الشارع الحيوي الذي يضم مئات الشركات التجارية والمؤسسات العمومية والبنكية.
هذا وكان المجلس السابق بالمناسبة، قد أطلق في سنة 2014 مشروعا ضخما لاعادة هيكلة شوارع وسط المدينة بغلاف مالي يقدر بحوالي 7 ملايير سنتيم، لاعادة هيكلة ارصفة وطرقات أكبر الشوارع الرئيسية بوسط المدينة، من بينها شارع محمد الخامس وشارع المسيرة قبل أن تفاجىء ساكنة المدينة بتوقف هذا المشروع، كباقي المشاريع التي توقفت في ظروف غامضة، لم تسلم منهما حتى نافورتي الجديدة، وذلك مباشرة بعد تسلم الاستقلالي جمال بن ربيعة وحلفائه في حزب "البيجيدي" تدبير شؤون المدينة بعد الانتخابات الجماعية التي جرت في 2015.
هذا وفي الوقت الذي ينتظر فيه سكان المدينة تدخل مجلس المدينة على الاقل لتبليط الحفر  وإزالة المستنقعات، تتخوف فعاليات المجتمع المدني من تخلف المجلس عن وعوده السابقة عندما أعلن، قبل حوالي سنتين، في إحدى دورات المجلس السابقة، عن تخصيص ميزانية ضخمة بقيمة 2.2 مليار سنتيم لاصلاح طرقات عاصمة دكالة لكن دون أن نرى اي إصلاحات من هذه الوعود على أرض الواقع.
وجدير بالذكر أن مبلغ 2.2  مليار سنتيم الذي أعلن عنه المجلس هو مبلغ متحصل من الفائض الماضي الذي تمكن المجلس تحقيقه خلال سنة 2017 بقيمة بلغت حوالي 3.8 مليار سنتيم، حيث تسود تخوفات لدى متتبعي الشان العام المحلي من تخصيص هذا المبلغ لأهداف انتخابية او سياسية مع قرب إنهاء المجلس لولايته الانتخابية  والتي امضى منها حوالي 5 سنوات لحدود الان.
فهل يتدخل الماسكون بزمام امور تدبير شؤون المدينة، للكشف عن مصير هذا المبلغ المالي الضخم والذي وعدت أغلبية المجلس بتخصيصه لاصلاح الطرقات بالمدينة ؟

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة