المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة.. تدبيرالامتحانات الإشهادية والتعليم عن بُعد
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة.. تدبيرالامتحانات الإشهادية والتعليم عن بُعد


يعد تكثيف اللقاءات التكوينية المؤطٓرة من لدن خبراء ميدانيين أحدٓ أهم الطرق لاكتساب المهارات والكفايات اللازمة في أي مجال من المجالات. في هذا السياق يندرج المشروع الجهوي لتقاسم التجارب الميدانية مع كفاءات من مديريتي الجديدة وسيدي بنور، حيث تواصلت الحلقات التكوينية عن بعد في مسلك أطر الإدارة التربوية بمركز الجديدة يوم الجمعة 15 ماي 2020 باستضافة السيد عبد الله ناصر مدير مدرسة المتنبي، والسيد عماد الدين غزولي مدير م.م اولاد سعيد. 
اللقاء عرف حضورا وازنا للعديد من الأساتذة المكونين تتقدمهم منسقة المسلك الأستاذة مارية بؤنيس التي رحبت في كلمتها -نيابة عن جميع مكونات المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة- بالإطارين الإداريين ونوهت بجهودهما وانخراطهما في تأطير المتدربين بالمسلك، وبدوره جدد قيدوم المركز الأستاذ عبد الكريم بن قدور الشكر لهما وقدم سيرة ذاتية لكل واحد منهما.
تمحورت المداخلة الأولى التي قدمها المدير عماد الدين غزولي حول التدابير والإجراءات التي يجب اتخاذها لإنجاح الامتحانات الإشهادية بسلك الابتدائي، وبهذا الخصوص أكد في مستهل حديثه على أهمية هذا المحطة نظرا للمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق المدبر، الشيء الذي يتطلب اكتساب الكفاءة اللازمة على مستوى التشريعات والقوانين، والاطلاع الدائم على الدلائل المسطرية، فضلا عن السعي الدائم للاستفادة من التجارب الناجحة السابقة. بعد ذلك سرد مختلف المحطات المتعلقة بهذا الاستحقاق انطلاقا من الحصول على التكليف برئاسة مركز الامتحان مرورا بمختلف العمليات كاقتراح المواضيع، وإعداد القاعات والمحاضر والاستدعاءات، والتشوير، وتحيين الوثائق... وصولا إلى مرحلة التصحيح واستصدار النتائج، وقد شدد الأستاذ غزولي - أثناء كلامه - على ضرورة اتخاذ جميع التدابير لضمان تكافؤ الفرص بالنسبة لجميع المترشحين، والالتزام بالطابع السري لكل ما يتعلق بالامتحان. وفي الختام نبه لضرورة إعداد المترشحين وتأهيلهم نفسيا لهذا الاستحقاق حتى يجتازونه في أفضل الظروف.
في العرض الثاني الذي خصص لتدبير التعلم عن بُعد من خلال تجربة مدرسة المتنبي بالمديرية الإقليمية الجديدة، استعرض المدير المؤطر عبد الله ناصر مختلف الإجراءات المتخذة لضمان الاستمرارية البيداغوجية والتي بدأت منذ اليوم الموالي لتعليق الدراسة بسبب انتشار وباء "كورونا"، حيث تم سلك جميع السبل للتواصل مع السادة الأساتذة، وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والسلطة المحلية، والمربيات، وهذا التواصل أثمر تعاونا وتضافرا للجهود في اتجاه تذليل جميع الصعوبات المحتملة. وفي هذا السياق تم تأسيس مجموعات واتس آب لعبت المربيات عبرها دورا هاما في التواصل مع المتعلمين بحكم معرفتهن بالأحياء السكنية وأسر التلاميذ، كما تم تفعيل الأقسام الافتراضية، وإحداث فرق بمنصة Teams لعقد حصص تكوينية رقمية وكذا تقاسم التجارب والخبرات. ولتمكين جميع المتعلمات والمتعلمين من الاطلاع أو إعادة مشاهدة الموارد الرقمية تم استغلال قناة -كانت المؤسسة تخصصها لأنشطة الحياة المدرسية- لنشر روابطها. 
وقد أشاد السيد المدير بانخراط الأساتذة في هذا العمل الجبار الذي بدأ شيئا فشيئا يجد لنفسه موطئ قدم صلب في الاتجاه الصحيح والمفيد للمتعلمين، إذ تمكنت المؤسسة -مدرسة المتنبي- من إعداد 62 درسا رقميا متنوعا وأنشطة تفاعلية، زيادة على الاستمرار في تفعيل أنشطة الحياة المدرسية من خلال ضمان حد أدنى منها، وبهذا الصدد العديد من التلميذات و التلاميذ يشاركون عن بُعد في المسابقة التي تنظمها المؤسسة في تجويد القرآن الكريم.
وقبل إنهاء كلمته، أشار الأستاذ ناصر للصعوبات والإكراهات التي تفرض نفسها في عملية التعليم عن بُعد -وإن كانت لن تقف عائقا- ومن ضمنها عنصر الفجائية حيث لا أحد كان مستعدا ومتوقعا لهذا الوضع (الحجر الصحي وتوقيف الدراسة الحضورية)، وصعوبة التواصل مع جميع المتعلمين خاصة الذين لا يملكون منهم هواتف أو حواسيب... وتدخل في هذا الإطار أيضا قلة التجربة وصعوبة التمكن من التقنيات الحديثة في ظل الجهل بها، ومشاكل ضعف الصبيب... كما أن غياب مرجعيات قانونية ودلائل رسمية تؤطر هذه العملية فتح الباب أمام اجتهاد الإداريين، وهو اجتهاد محمود حرص على تنفيذ التعليمات الرسمية والبحث عن الطرق والسبل الكفيلة بتسهيل عملية الاستمرارية البيداغوجية.
فتح باب التفاعل مع الضيفين الكريمين فطرحت أسئلة عديدة لامست جوانب مختلفة من محاور اللقاء خاصة في شقها التطبيقي الميداني، وقد تناوب المديران السيد عبد الله ناصر  والسيد عماد الدين غزولي على أخذ الكلمة للإجابة عنها بشيء من التفصيل.
في الختام، ناب ثلة من الأطر الإدارية المتدربة عن فوج التجديد في تقديم الشكر للمؤطرين، وبدورها أبت الأستاذة المكونة خديجة راوف إلا أن توجه هي الأخرى التحية والتنويه لهما ولكل من يبذل جهدا في اتجاه تأطير المتدربين، كما أشرفت بمعية منسقة المسلك ذة. مارية بؤنيس على تسليم الضيفين (عن بُعد) شهادتين تقيريتين قبل أن يتدخل ذ. عبد الكريم بن قدور ليسدل الستار على اللقاء بكلمات شكر تمتد عبر الفضاء الافتراضي لتلامس أرواح الجميع. 

اللجنة الإعلامية بالمركز

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة