اساتذة جامعيون يطالبون وزير التعليم العالي بفتح تحقيق في مباراة توظيف بكلية الآداب بالجديدة
اساتذة جامعيون يطالبون وزير التعليم العالي بفتح تحقيق في مباراة توظيف بكلية الآداب بالجديدة


في رسالة مفتوحة موجهة إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار طالب عدد من الأساتذة الجامعيون بشعبة اللغة العربية بفتح تحقيق في مباراة توظيف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.  

وجاء في نص الرسالة :

الموضوع: استنكار بخصوص مباراة لتوظيف أستاذ التعليم العالي –مساعد.

 تحية واحتراما، وبعد،

السيد الوزير،
 يشرفنا أن نراسلكم بخصوص المنصب الذي أعلنت عنه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ضمن مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي مساعدين (دورة 24-10-2022)، للتعبير عن استنكارنا للصيغة التي تم بها الإعلان، ذلك أن تحويل منصب للشعبة يقتضي كما ينص على ذلك النظام الداخلي للشعبة والأعراف الجامعية، الامتثال لمساطير قانونية وتنظيمية لم تحترم البتة في خرق سافر للقانون.
    ونخبركم السيد الوزير، أننا اليوم نجد أنفسنا مجبرين على التوجه إليكم عبر المنابر الإعلامية المكتوبة والإلكترونية، لأننا استنفدنا كل الخطوات والإجراءات، حيث تحدثنا للمسؤولين المحليين وأثرنا انتباههم إلى التجاوزات القانونية والأخلاقية التي تتصل بهذه المباراة دون أن نجد الآذان الصاغية، وبذلك تتحمل إدارة الكلية كامل المسؤولية في التبعات العلمية والإدارية والأخلاقية لهذه المباراة. 
    السيد الوزير،
    يشرفنا أن نسوق لكم الحيثيات القانونية وحيثيات الشفافية الخاصة بمباراة التوظيف المذكورة أعلاه، وتهم جانبين:
الجانب الأول، ويتعلق بخروقات مسطرية وتنظيمية وتتمثل في:
تجاوز الجمع العام للشعبة، الذي يحددُ الخصاص بناء على معايير بيداغوجية لسد الحاجيات، وتعزيز التأطير كميا من حيث العدد ونوعيا من حيث التخصصات.
نثير، عنايتكم في سياق هذا الجانب، إلى أن أعضاء «مجلس التنسيق» بكلية الآداب قد اعترضوا على تقييد المنصب في «الأدب العربي الحديث» باعتباره تخصصا فضفاضا من جهة وسبيلا للالتفاف على هذا المنصب.
ونخبركم أن حاجيات الشعبة، كما حددت في اجتماعات سابقة والتي كانت محل إجماع، تتمثل في تعزيز هيئة التدريس بأساتذة في تخصص اللسانيات والسيميائيات ؛ علما أن الخصاص في هذين التخصصين سيصبح حادا بفعل مغادرة الأساتذة للشعبة في إطار التقاعد.
الجانب الثاني، ويتعلق بضمانات شفافية ومصداقية المباراة؛ ذلك أن تسمية المنصب بـِ «الأدب العربي الحديث» في ظل عدم استحضار الحاجات الحقيقية للشعبة وإغراقها بأساتذة متطوعين، تطرح أكثر من تساؤل إن لم يكن الغرض منها هو تمكين أحدهم من المنصب المذكور في وقت لاحق؛ في ضوء ما تقدم، فإن الإعلان عن المنصب بهذه التسمية يجعله عرضة لشبهة الفساد والتحايل وهدر للإمكانات المادية والمس بسمعة الكلية والجامعة وصورتها محليا ووطنيا.
ونحيطكم علما أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الالتفاف على المناصب الموجهة إلى الشعبة وتكييفها وفق ما لا يخدم حاجات الشعبة. وللتذكير، فقد سبق لنا أن راسلنا الوزارة الوصية بتاريخ 8/ 6/ 2021، بعد أن راسلنا كتابيا عمادة الكلية ورئاسة الجامعة ( 2/6/ 2021)، بخصوص تسمية المنصب المحول" أدب مغربي" الذي أعلنت عنه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ضمن مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي مساعدين(دورة 8-7-2021)؛ حيث عبرنا عن استنكارنا لهذه التسمية وخلفياتها ونبهنا إلى عدم حاجة الشعبة إلى هذا التخصص" أدب مغربي". ولتكونوا على بينة، فالأستاذ الذي حظي بهذا المنصب لم تسند له أية مادة لها علاقة بـِ " الأدب المغربي"، مما يفيد أن المناصب المستحدثة توجه إلى غايات لا تراعي حاجات الشعبة. ولكم أن تتأكدوا من صحة هذا الأمر.  
    
السيد الوزير،
    رغم هذه التحفظات التي أبداها أساتذة الشعبة، فإن الإجراءات والترتيبات لتنظيم المباراة مازالت جارية.
    السيد الوزير،
     أمام هذه الحيثيات التي تحيط بشروط هذه المباراة، في جانبها القانوني والأخلاقي، وبصفتكم الوصي عن القطاع، وفي ضوء تصدير دستور المملكة (2011) الذي ينصب على مبدأ تكافؤ الفرص، وفي ضوء خطب جلالة الملك المتعلقة بالتربية والتكوين، ومنها «إعادة الاعتبار وترسيخ الثقة في المدرسة العمومية المغربية، كمؤسسة للتنشئة الجماعية على قيم المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص» (خطاب العرش 2008)، وفي ضوء «المبادئ الأساسية» للميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي ينص في باب «حقوق وواجبات الأفراد والجماعات»، على «التزام الموضوعية والإنصاف في التقويمات والامتحانات، ومعاملة الجميع على قدم المساواة»، وفي ضوء البرنامج الحكومي( أكتوبر 2021 )الذي قدمه السيد رئيس الحكومة تطبيقا لأحكام الفصل 88 من الدستور، والذي يقضي في المحور الثالث منه  بضرورة  الحرص على "الشفافية وتكافؤ الفرص"، وفي ضوء الأمانة التي تطوق عنقكم بفعل القسم أمام جلالة الملك، نلتمس منكم السيد الوزير، التحري في هذه النازلة لمصلحة الكلية والجامعة.

وفي الأخير تقبلوا، السيد الوزير، فائق التقدير والاحترام.

مجموعة من أساتذة شعبة اللغة العربية،  كلية الآداب-  الجديدة.

هذا وتعذر على الجريدة سماع رأي إدارة كلية الآداب بالجديدة في الموضوع ويبقى حق الرد مكفول على صفحات الجريدة. 




















الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة