في ظل ركود ثقافي وتجاري… جمعيات المجتمع المدني تحيي الحي البرتغالي بأنشطة تراثية وفنية تستلهم التوجيهات الملكية
يعيش الحي البرتغالي بمدينة الجديدة منذ فترة حالة من الركود الثقافي والتجاري ، أثرت سلباً على دينامية هذا الموقع التاريخي الذي يشكل أحد أبرز المعالم المصنفة ضمن تراث اليونسكو الإنساني.
وأمام هذا الواقع، تسعى جمعيات المجتمع المدني إلى كسر الجمود وبعث الحياة من جديد في هذا الفضاء التراثي، من خلال مبادرات نوعية تستلهم في جوهرها التوجيهات الملكية السامية التي دعا فيها جلالة الملك محمد السادس إلى العناية بالذاكرة الوطنية وصون الموروث التاريخي باعتباره ركيزة أساسية لبناء مغرب متوازن الهوية ومتكامل التنمية.
وفي هذا الإطار، نظمت جمعية الحي البرتغالي بشراكة مع جمعية فضاء الحوار للثقافة والتراث، نشاطين ثقافيين متكاملين شكّلا انطلاقة رمزية للموسم الثقافي الجديد.
فقد احتضن مقر الجمعية بعد زوال يوم الجمعة 10 أكتوبر الجاري محاضرة أطرها الخبير الدولي والجغرافي والمعماري الإيطالي روميو كرابيلي بعنوان «تراث اليونسكو بين المسؤوليات والتنمية المحلية».وخلال هذا اللقاء، تطرق المحاضر إلى المسار الكرونولوجي لتصنيف المواقع التاريخية، وما يتطلبه من التزامات ومسؤوليات، مبرزاً أهمية جعل التراث رافعة للتنمية المحلية، من خلال مشاريع تأهيلية تدمج البعد الثقافي بالاقتصادي والاجتماعي.
وفي اليوم الموالي، السبت 11 أكتوبر، تم افتتاح المعرض التشكيلي للفنان محمد بوسكسو تحت عنوان «أبواب من الذاكرة»، ضمّ حوالي أربعين عملاً فوتوغرافياً وتشكيلًا فنياً يوثق لأبواب تاريخية من مدن أطلسية كالجديدة وآزمور وآسفي والصويرة، حيث أعاد الفنان من خلالها صياغة الذاكرة البصرية للمكان بأسلوب فني معاصر.ويستمر المعرض إلى 25 أكتوبر الجاري، في مبادرة تهدف إلى جعل الحي البرتغالي مركز إشعاع ثقافي وفني، وإحياء الحركة السياحية والاقتصادية داخله.
بهذه الأنشطة، تؤكد الجمعيتان المنظمتان أن الرهان على الثقافة والتراث هو امتداد عملي للرؤية الملكية السامية الداعية إلى حماية الذاكرة الوطنية وتثمين الموروث الحضاري، وجعل الثقافة في صلب التنمية الترابية، بما يليق بتاريخ مدينة الجديدة وإشعاعها المتوسطي والإنساني
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة