سابقة في التاريخ الثقافي لسيدي بنور.. أول معرض في فن الكاريكاتير
سابقة في التاريخ الثقافي لسيدي بنور.. أول معرض في فن الكاريكاتير

في سابقة في التاريخ الثقافي البنوري احتضنت اليوم 22يونيو 2016 جنبات المركز الثقافي  بالمدينة، المعرض الأول لفن الكاريكاتير، نظمه الكاريكاتريست العوني الشعوبي تحت شعار" فن الكاريكاتير نقد ساخر لقضايا المجتمع"  وذلك لعرض مجموعة من لوحاته الفنية الساخرة ، حيث تميز المعرض الذي أعطى انطلاقته الرسمية كل من الشاعر الطاهر لكنيزي و الخطاط عبد العزيز بالمجيب بحضور جمهور غفير من الساكنة البنورية من مختلف المشارب و الاعمار بالإضافة إلى قشدة المجتمع الثقافي و الجمعوي و الصحفي و النقابي و السياسي بالمدينة، وقد اعتبر الفنان العوني الشعوبي في كلمته الافتتاحية ، أن تنظيمه لهذا المعرض الأول هو تكريم لمدينته الأم التي ألهمته على اعتبار أنه  تلقى عروضا عدة لإقامة معارض في مدن مغربية أخرى، لم يرفضها ولكنه  أصر على أن تكون الانطلاقة من هنا من مدينته مسقط رأسه.

 المعرض الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام  ، عرف تنظيما محكما،  و طريقة احترافية في عرض اللوحات ، ما أضفى عليها بعدا جماليا أخاذا نال استحسان الزائرين الذين عبروا عن انبهارهم  بجمالية المعرض و غنى لوحاته وتعدد ما تطرحه من قضايا تلامس هموم المواطنين ، الامر الذي اكد بالملموس  الدور الكبير الذي يلعبه الكاريكاتير كأداة للتواصل بين الناس على اختلاف علومهم وأفكارهم ومشاربهم ولغاتهم وجنسياتهم, لما فيه من أهمية وجدية تعكس الحياة السياسية والاجتماعية بهدف إثارة قضايا مركزية ذات اهتمام مشترك.

ومعلوم أن فن الكاريكاتير من أكثر الفنون شعبية بين باقي الفنون الأخرى، فهو يحظى باهتمام واسع من قِبل القراء،و يرتبط بالصحافة رغم انتمائه بالوراثة للفنون التشكيلية، يعتمد على نظرة ثاقبة من قبل الفنان لقضايا مجتمعه يخرجها من نمطيتها و يختزلها في بعض مميزاتها التي يضخمها بشكل ساخر  ما يجعله مفهوما من الجميع، بصرف النظر عن الفئة الاجتماعية والمستوى الثقافي، كما أنه  يتميز بالبساطة في الطرح والعمق في التأثير الجماهيري. من هنا يستمد هذا الفن قوته كأداة صحفية ساخرة وناقدة في آن، لها القدرة على النقد، بما يفوق الكتابات الساخرة ، مهما كانت لاذعة و هذا يفسر العداء  التاريخي الذي يكنه الحكام و المستبدون عبر التاريخ لفناني الكاريكاتير، و الامثلة كثيرة لعل ابرزها عربيا ما تعرض  له الشهيد ناجي العلي.

و لربما هذا ما يوضح لنا سرَّ النجاح الباهر و التجاوب المنقطع النظير للجمهور البنوري مع المعرض  الذي حول جنبات قاعة العرض إلى عرس حقيقي، فأينما التفت وجدت نفرا من الناس يتجادلون أما م لوحة وكل يحاول أن يبدي ما اثارت في نفسه من تداعيات في جو تطبعه السخرية و الاستهزاء بقضايا سوداء تقض مضجع الجميع.، فاضحت القاعة كبرلمان شعبي يناقش قضايا الامة بحماسة وسخرية في الآن نفسه. ما أعطى الانطباع بأن الناس  استأنسوا بهذا الفن بسرعة مذهلة، و هذا ما سعى إليه المعرض ، فقد أكد لنا العوني الشعوبي في  معرض جوابه عن سؤالنا حول الغاية منه، أن هدفه الأول ، هو جعل الناس يُطَبِّعون مع هذا الفن، و ينفتحون عليه أكثر حتى يسهل على الفنان إبلاغ رسالته، وأظن أن هذا المعرض قد خطى خطوات كبيرة نحو  تحقيق هذا الهدف النبيل.       




الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة