هذه هي القصة الكاملة لعملية انقاد 6 بولونيين من موت محقق في عرض البحر قرب الجديدة
هذه هي القصة الكاملة لعملية انقاد 6 بولونيين من موت محقق في عرض البحر قرب الجديدة

كانت الساعة تشير الى حوالي الثالثة و8 دقائق، بعد زوال أمس الاحد، عندما تلقى برج المراقبة بميناء الجديدة، ببرقية انقاد عبر جهاز اللاسلكي، من طرف بحارة أجانب كانوا على متن باخرة عالقة داخل امواج البحر قرب سواحل الجديدة.

 

وكان أول ما تلقاه موظفو المندوبية الاقليمية للصيد البحري بالجديدة، داخل برج المراقبة الذي يعمل 24 ساعة يوميا، أن 6 سواح أجانب عالقون على متن مركبهم داخل أمواج البحر العاتية، مع فقدان اثنين من زملائهم بعد سقوطهما داخل المياه.

 

هذا ومباشرة بعد توصلهم بالبرقية تجند، طاقم باخرة الانقاد "دكالة" التابعة للمندوبية الاقليمية للصيد البحري، وتوجه مباشرة الى مكان الحادث، الذي يبعد حوالي 3 أميال من ميناء الجديدة، ولم يكن الا منطقة بحرية وعرة قبالة سيدي الضاوي، معروفة لدى بحارة الجديدة باسم "الجزيرة" أو منطقة "الروس"، وهي مليئة بالصخور البحرية والاحجار، وغالبا ما تتجنبها مراكب الصيد لخطورتها.

 

وفور وصول طاقم باخرة الانقاد "البرتقالية"، الى "الجزيرة" تمكنت من جر الباخرة الاجنبية وابعادها عن منطقة الخطر، ولم تكن الباخرة الا يختا سياحيا أجنبيا كان على متنه 6 اوربيين من جنسية بولونية. في هذه الأثناء، سيبلغ البولونيون، الذين كان من بينهم 4 جرحى، موظفي مندوبية الصيد البحري الذين كانوا على متن باخرة الأنقاد، بأن زميليهما مازالا عالقين فوق مياه البحر داخل "الجزيرة"، لكن ولخطورة المنطقة وعدم امكانية دخول باخرة "دكالة" لكبر حجمها، سيضطر رئيس مصلحة السلامة والوقاية بالمندوبية الاقليمية للصيد البحري، ولمعرفته الجيدة بالمنطقة، الى طلب الاستعانة بمركب صيد تقليدي، حيث خاطر بالدخول الى المنطقة ليتم اجلاء جثتين كانتا فوق مياه البحر، ونقلهما بعد ذلك الى مرسى الجديدة.

 

هذا ونقل مصدر مسؤول من داخل ميناء الجديدة، أن اليخت البولوني الذي كان في رحلة سياحية من جبل طارق في اتجاه جزر الكناري الاسبانية قرب السواحل الجنوبية للمغرب، قام بخطأ فادح لعدم الابلاغ عن وقوع عطل في محرك اليخت، عندما كان في طريقه الى جزر الكناري، حيث قرر قائد اليخت، وقتها، بتغيير الاتجاه الى ميناء مدينة الجديدة بواسطة شراع اليخت، دون ارسال أي برقية الى برج المراقبة، قبل أن يدخل اليخت الى منطقة بحرية خطيرة، وفي يوم كان عاصفيا وممطرا.

 

وحسب افادات البولونيين، فان كل شيء كان على ما يرام بعد تعطل المحرك، وبعد استعانتهم بالشراع للتوجه الى السواحل المغربية، كانت الامور تسير في الاتجاه الصحيح، رغم أن الجو كان ممطرا، وكانت رغبتهم في عدم ازعاج راحة موظفي الميناء، حيث كانوا يعتقدون أن الوصول اليه بات قريبا، قبل أن يقع ما وقع.

 

هذا وحكى قائد اليخت، كيف أن الامواج العاتية، في فترة الظهيرة، التي كانت تقذف باليخت يمينا وشمالا، قذفت في احدى اللحظات ب 3 أشخاص دفعة واحدة الى داخل مياه البحر من بينهم القائد نفسه، الذي حاول انقاد الضحيتين، لكنه لم يفلح في ذلك لقوة الامواج الكبيرة، وقرر أن ينجو بنفسه، لخبرته في السباحة ويعود الى اليخت، قبل أن يأتي المغاربة الذين أنقدوهم من موت محقق، وفي زمن لم تتعد فيه عملية الانقاد 30 دقيقة، حسب مصدر مقرب من مندوبية الصيد البحري بالجديدة.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة