البطالة تُخرج شباباً للاحتجاج بجماعة مولاي عبد الله
البطالة تُخرج شباباً للاحتجاج بجماعة مولاي عبد الله

تعيش جماعة مولاي عبد الله، القصية عن مدينة الجديدة ببضع كيلومترات، حالة احتقان تصاعدت حدّتها في الآونة الأخيرة، بعدما انتفضت فئة من شباب المنطقة لمطالبة القائمين على تدبير الشأن الجماعي بالجلوس إلى طاولة الحوار، المفضي إلى توفير فرص شغل للعاطلين، ومناقشة باقي النقاط المحدّدة في ملفهم المطلبي.

وعرف مقرّ الجماعة القروية مولاي عبد الله، في الأيام القليلة الماضية، تنظيم وقفة احتجاجية من طرف شباب بالمنطقة، مؤطَّرين ومؤازَرين بكلّ من جمعية "تيط للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية"، وجمعية "بلعوني للتنمية والأعمال الاجتماعية"، وجمعية "شباب أولاد الركراكي للأعمال الاجتماعية والبيئة"، وجمعية "التضامن لعمال الأوراش المغربية"، وجمعية "الخير للتعاون التنموي".

وتأتي احتجاجات أبناء المنطقة، حسب البلاغات التي أصدرتها الهيئات الجمعوية المذكورة في أوقات سابقة، على إثر ما وصفته بـ"الحوار غير الجاد، والتماطل الممنهج من طرف السلطة المحلية، ورئيس المجلس القروي بجماعة مولاي عبد الله، حول موضوع تشغيل أبناء المنطقة الذين يعانون من الفقر والتهميش والإقصاء".

ويلفت المحتجون، في كل مناسبة احتجاجية، إلى أن شباب المنطقة يعيشون أزمة بطالة خانقة، رغم أن جماعتهم تعدّ من بين أغنى الجماعات القروية على الصعيد الوطني، بتوفّرها على منطقة صناعية بالجرف الأصفر، كما يرفعون في احتجاجاتهم شعارات تشير إلى تردّي الأوضاع وهشاشة البنية التحتية بالمنطقة.

محمد رشوق، رئيس جمعية "تيط للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية" بمولاي عبد الله، أشار في تصريح لهسبريس إلى أن "شباب المنطقة يطالبون أولا بالتشغيل، ثمّ تشكيل لجنة من جمعيات المجتمع المدني والجماعة المحلية وعمالة الإقليم، على أن يتم إشراكها في عملية البت في طلبات الشركات الراغبة في إنجاز مشاريعها في المنطقة، حتى يتمّ تشغيل نسبة من أبناء المنطقة عوض الاقتصار على عمال من خارج الجماعة".

وأضاف المتحدث ذاته أن "المغاربة أبناء وطن واحد، لكن الأسبقية في التشغيل لأبناء المنطقة الذين انتُزعت أراضيهم بأثمنة بخسة، وبُنيت فوقها معامل صناعية كبرى، وتلقوا في أوقات سابقة وعودا بالعمل دون أن يتمّ الوفاء بها"، مشيرا إلى أن "المسؤولين الجماعيين يتعاملون مع الراغبين في الحوار بنوع من المماطلة والتهرب".

وفي المقابل، أوضح المهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد الله، أن "المطالبين بالتشغيل يحتجون أمام الجماعة المحلية على الرغم من أنها لا تتوفر على مناصب للشغل، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال الضغط على المكتب الشريف للشريف للفوسفاط أو باقي الشركات للاستجابة لمطالب شباب المنطقة وتشغيلهم".

وأضاف المتحدث ذاته، أنه استقبل، في مناسبات عديدة، ممثلين عن المطالبين بالشغل، وناقش معهم إمكانية تشكيل خلية للعمل على هذا الملف، "ولما تم عقد موعد جديد لمواصلة النقاش فضّل المعنيون بالأمر تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة"، مؤكّدا أنه "رغم كل هذا لازال باب الحوار مفتوحا في وجه شباب المنطقة من جهة، والشركات من جهة ثانية".

وقال المهدي الفاطمي: "المحتجون يقاربون الملف من باب الضغط وإجبار الشركات على الاستجابة لمطالبهم، في الوقت الذي نحاول إقناعهم بإمكانية تأهيلهم لسوق الشغل، سواء بالتكوين المفضي إلى الحصول على شواهد، أو من خلال مساعدتهم على إنشاء شركات صغيرة"، خاتما تصريحه بالتأكيد على أن "مختلف الجهات المعنية بالملف مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار".


هسبريس

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة