آزمور.. رسائل لم تصل
آزمور.. رسائل لم تصل


كان موعد الإنتخابات الجماعية الأخيرة محطة بارزة وحدثا مهما في تاريخ  مدينة أزمور، ففي هذا اليوم تحركت المدينة واستيقظت من سبات لازمها لعقود  وتحرك شبابها ومثقفيها مطالبين بالتغيير واستئصال ورم الفساد الذي نخر  جسدها الغض المتهالك بدون شفقة ولا رحمة، تغيير أنشدوه، بطريقة ديمقراطية  ونزيهة، عبر صناديق الإقتراع التي لم تدر لهم ظهرها ولم تقف حجر عثرة في  طريق أحلامهم، فجاء النصر وبعث الأزموريين بذلك رسائل واضحة ومفهومة،  مضمونها أنهم عازمون على النهوض بالمدينة وإخراجها من الظلمات إلى النور  والتصدي لكل من سولت له نفسه العبث بمصالحها واستنزاف خيراتها.. لكنها  للأسف رسائل لم تصل..

 رسائل لم تصل، لأن التحالف لم يبنى على أسس متينة بل بني على نوايا الإنتقام وتصدر الواجهة..

  رسائل لم تصل، لأن بعض بنات آوى لحقها ظلم في اقتسام الكعكة مع ذئاب  المجلس السابق فآثَرت الإستقواء بالحملان الصغيرة على أمل الانفراد بها  والهروب بالكعكة بعد أن تطرد الذئاب..

 رسائل لم تصل، لأن ثُغاءَ الحملان لا يخيف الذئاب..

 رسائل لم تصل، لأن هناك من يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي..

 رسائل لم تصل، لأن شبابا غِرّاً زج به في لعبة سياسية نواميسها لا تحمي السدج والمبتدئين..

 رسائل لم تصل، لأن بعضهم يستميت في الدفاع على اليسار وهو لا يعرف عنه إلا حمرة اللون..

 رسائل لم تصل، لأن بعض الجمعيات حسبت أن الإصلاح يَتأتَّى بأقامة الأفراح والليالي الملاح..

 رسائل لم تصل، لأن المؤامرة أقدم شماعة يعلق عليها الضعفاء فشلهم..

 رسائل لم تصل، لأن بعضهم أصبح يتحدث عن اليسار وكأنه ممن جلسوا يسار لويس السادس عشر في اجتماع ممثلي الطبقات قبل قرنين وربع..

 رسائل لم تصل، لأن في هذه المدينة وللأسف رسالة ضاع عنوانها وميزان اختل توازنه وكتاب بعثرت صفحاته ومصباح خفت نوره..

 رسائل لم تصل، لكن أن تصل الرسائل متأخرة خير من أن لاتصل..


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة