في حوار مع الرحيم طالب : وافقت على تدريب الدفاع الجديدي تكريما لروح والدتي التي تتحدر من دكالة
في حوار  مع الرحيم طالب : وافقت على تدريب الدفاع الجديدي تكريما لروح والدتي التي تتحدر من دكالة

دعا عبد الرحيم طاليب جميع مكونات الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم قصد الالتفاف حول فريقهم لإنقاذه من النزول إلى القسم الثاني، و أكد في الحوار الآتي بأنه سيقوم بعمل مضاعف رفقة طاقمه التقني لإرجاع فارس دكالة إلى سكة الانتصارات لكن ذلك لن يتحقق بحسبه إلى بدعم من طرف الجميع، كما أبدى طاليب رغبته في إعادة ذكريات الزمن الجميل الذي تربطه بالفريق حين أشرف عليه في السنوات الماضية....


-        في البداية، عبد الرحيم طاليب كيف تم تعاقدك مع الدفاع الجديدي؟

-كان هناك اتصال مباشر من الرئيس عبد اللطيف مقتريض الذي عرض عليّ الإشراف على الإدارة التقنية لفارس دكالة حيث قبلت العرض دون أدنى تردد بحكم حبّي الكبير له خاصة و أنني ساهمت في إرجاعه إلى مكانه الطبيعي بقسم الصفوة، فضلا عن إحساسي بالانتماء لمنطقة دكالة التي تتحدر منها والدتي رحمة الله عليها.

 و كنت أحبذ لو جاء هذا الاتصال قبل الميركاتو الشتوي حتى تكون أمامي فرصة لانتداب لاعبين بإمكانهم سد بعض الثغرات الموجودة بالفريق، لكن أؤكد بأن الدفاع الجديدي يتوفر على ترسانة بشرية  جيدة ينقصها قليل من الثقة و الحظ الذي عاكسها في المباريات السابقة.

-        ألا يعتبر تعاقدك مع الدفاع الجديدي في هذه المرحلة بالمجازفة؟

-أبدا، فأنا لا اعتبرها مجازفة بقدر ما هي مسؤولية تتطلب مضاعفة الجهود في العمل خاصة و أن لدي تجارب عديدة في مثل هذه المواقف حيث سبق لي أن عشت نفس الظروف مع الوداد و المغرب الفاسيين و النهضة البركانية.

عموما، فالمدرب يجب أن يكون له روح المغامرة، فعندما اكتشفت حماس المكتب المسير و الجمهور الجديدي من أجل إنقاذ الفريق قبلت بتحمل المسؤولية لتحقيق إقلاع ذهني للاعبين، و من حسن حظنا أنه تم تأجيل مباراتنا ضد الوداد البيضاوي مما سيفسح المجال أمامي للتعرف أكثر على المجموعة طيلة 15 يوما قبل خوض أولى المباريات ضد أولمبيك آسفي برسم الجولة 19 من الدوري الاحترافي.

-        هل وضعت تصورا للعمل الذي ستقوم به من أجل إخراج فارس دكالة من أزمته؟

- سنشرع في عملنا ابتداء من يوم غد (يوم أمس الأربعاء) بواقع حصتين في اليوم، سيتم التركيز فيهما على ماهو بدني و ذهني بالدرجة الأولى، مع العمل على وضع نهج تاكتيكي يساير المؤهلات الفردية  للاعبين، و أؤكد من هذا المنبر أنه إذا حصل التفاف جميع المكونات حول الفريق فسيقول كلمته في غضون الأيام القليلة القادمة.

-        هل يمكن القول بأن طاليب يملك عصا سحرية  لإنقاذ الفريق؟

-الأمر لا يتعلق بوصفة أو عصا سحرية، فكرة القدم ليست بعلم مدقق و إنما هي تؤمن بالجدية في العمل والإحساس بالمسؤولية و بمشاركة جميع المكونات في تحقيق كتلة قادرة على النجاح.

لقد أسلفت الذكر بأنني تمكنت من إنقاذ فرق كانت تعيش ظروفا أسوأ من التي عليها فارس دكالة حاليا، و كل ما توفر لدينا كأساس لتحقيق النجاح هو التحدي سواء مني كمدرب أو لاعبين أو مسؤولين أو جمهور، لهذا فلا يمكن أن أفشل في نفس المهمة مع الدفاع الجديدي الذي أحبه بكل جوارحي إذ سأعمل بنسبة 200 في المائة لإرجاعه إلى السكة الصحيحة و طبعا بالدعم و المؤازرة التي انتظرها من جميع المكونات.

-        ما هي عقدة أهداف العقد الذي جمع طاليب بالدفاع الجديدي؟

-العقد يمتد لسنتين و نصف، 6 أشهر الأولى سنعمل بإذن الله و مشيئته من أجل البقاء ضمن قسم الكبار، و مباشرة بعد ذلك سنسطر أهدافا أخرى في إطار برنامج يمتد لسنتين سيتم التركيز فيه على تكوين فريق يتشكل أساسا من لاعبين من أبناء المدينة، حتى يصبح للجديدة فريقا ذا شخصية من الناحية البشرية و التقنية.

-        بحكم متابعتك للدفاع الجديدي، هل يمكنك مقارنة الفريق الحالي مع ذاك الذي أشرفت عليه خلال السنوات الماضية؟

-هناك فرق في التجربة، ففي السابق كان لدي لاعبين مجربين كرضا الرياحي و عبد الله لهوا و عادل صعصع و منير الضيفي، فهؤلاء أبناء الفريق كانت لهم روح قتالية رغم الضائقة المالية التي عانينا منها طيلة سنوات بسبب قلة الموارد المالية في غياب محتضن و مستشهرين آنذاك حيث كانت الرواتب الشهرية تتأخر كثيرا، بل و حتى عند مغادرتي للفريق تنازلت عن عدة رواتب تعبيرا عن حبي الصادق تجاهه، لكن قوتنا آنذاك كانت تتجلى في الجو العائلي الذي ألّف بيننا إذ أصبحنا كأسرة واحدة نعقد جلسات و لقاءات يومية في بيوت اللاعبين و أعضاء المكتب المسير، كما تجلت قوتنا في الاحترام المتبادل و الدور الكبير الذي كان يقوم به المايسترو رضا الرياحي فقد كان يشكل فريقا لوحده، و لعل ذلك هو الدور الذي يجب أن يضطلع به حاليا مجموعة من لاعبي الفريق و في مقدمتهم المخضرمين حدراف و العسكري لتحقيق النجاح.

-        كيف سيحاول طاليب طمأنة الجمهور الجديدي الذي بات يتخوف على مستقبل الفريق؟

- أقول للجمهور أنت هو اللاعب رقم 12، فإذا لم تساعدنا لم ننجح في مهمتنا، فالدفعة المعنوية خلال المقابلات و التداريب هي التي ستعطي أكلها، و اليد الواحدة لا تصفق، فرغم أننا سنشتغل كطاقم تقني صباح مساء داخل الملعب و صالات الرياضة و قاعات الدروس مع هؤلاء اللاعبين، فإذا لم تكن أنت أيها الجمهور الغيور بجانبنا في هذه الظروف فلا يمكن تحقق الهدف المنشود.

 لذا أطلب من الجمهور الجديدي الذي أكن له كامل الحب و التقدير عبر هذا المنبر مؤازرتنا كما عهدته  دائما حيث يكون بجانب فريقه في السراء و الضراء، ففارس دكالة يملك جمهورا في جميع أنحاء المغرب بل و حتى خارج أرض الوطن و قد اكتشفت ذلك من كثرة الاتصالات بي لمباركة التحاقي بالفريق و هو ما يشكل حافزا لي للعمل أكثر و سأبلغ هذه الرسالة للاعبين لتحفيزهم على العطاء، و مرة أخرى أقولها فإذا اتحد الجميع  فأظن بأن الفريق سيظل بدوري الدرجة الاولى.

-        ما سر اعتمادك على عناصر محلية في الطاقم التقني الذي سيقود معك سفينة الفريق؟

-  أولا لأنني لا أتوفر على طاقم تقني قار يرافقني كلما أشرفت على فريق ما، ثانيا فأنا أحبذ الاعتماد على الكفاءات المحلية لقربها من الفريق، و ثالثا فالعناصر التي وقع عليها الاختيار أعرفها جيدا فقد سبق للضرعاوي أن اشتغل معي كمعد بدني، و الكل يعلم أن الرياضة تتطلب مؤهلات متميزة على مستوى اللياقة البدينة و أنا أركز على هذا الجانب بشكل كبير لذلك فبمساعدتي له أظن أن الفريق سيتغير في ظرف 15 يوما، أما أيوب لاما فقد جاورني كحارس مرمى و أظن أنه نجح في مهمته كمدرب للحارس مع الدفاع الجديدي من خلال المؤهلات التي أبان عنها العسكري في المباريات السابقة،  أما بالنسبة لفضلي و أوصمان فهما يرتبطان بالفريق كمشرفين تقنيين لذلك فالاعتماد عليهما في هذه الفترة ضرورة ملحة لمساعدتي على معرفة الخبايا التقنية للفريق.

و عموما، لن يكون لدي مشكلا مع الطاقم لأن أفراده لن يقبلوا بالضرر لفريقهم حيث سيقدموا له خدمات  ستسجل لهم في سيرتهم، فالفريق إذا ضمن البقاء سيكونون هم كذلك عند حسن ظن الجمهور.


عن الاحداث المغربية

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة