قائد قيادة اولاد احسين.. انعدام في التجربة و تقاعس في أداء المهام
قائد قيادة اولاد احسين.. انعدام في التجربة و تقاعس في أداء المهام

أرسى جلالة الملك محمد السادس في ظل العهد الجديد، المفهوم الحقيقي للأدوار المنوطة برجل السلطة المحلية في تجسيد الإحترام و الإمتثال للقانون و حفظ الأمن و النظام العام. و من أجل تيسير مهام رجل السلطة وُفّرت له كل الظروف و الوسائل المادية التي تساعده في ذلك، من بينها صفة ضابط الشرطة القضائية، التي من خلالها تمكنه من ضبط كل المخالفات للقوانين التي أصدرها المشرع المغربي.

و لعل إحداث المعهد الوطني للإدارة الترابية، قصد ضخ رجال سلطة أشداء في الجانب المعرفي و العملي، يُلزم لقبول الولوج الى هذا المعهد، الحصول على الأقل على دبلوم الإجازة أو الماستر، و من بين الامتيازات التي يحظى بها بعد التخرج أجر يقارب مليون و نصف سنيتم شهريا، ناهيك عن الامتيازات من السكن الوظيفي و سيارة الخدمة وغيرها، والأهم من كل ذلك أن المنصب يضمن مكانة اجتماعية جد محترمة، فالقائد يعتبر في التمثلات المغربية هو ذلك الرجل القوي الممثل الرسمي للمخزن و الحافظ لمكانته و هبته داخل نفوذه الترابي.

لكن للأسف، فقيادة أولاد احسين التابعة لعمالة اقليم الجديدة، أضحت اليوم تشكل الاستثناء بكل المقاييس، فهذه القيادة التي كانت في وقت سابق مندمجة مع قيادة جماعة مولاي عبدالله (قيادة اولاد بوعزيز)، و بعد قرار إحداثها قصد تقريب الإدارة من المواطن، و بغية تسريع وثيرة تنمية المنطقة، من خلال نهج سياسة تحترم في أبعادها مكانة و حقوق الإنسان، إلا أن تراكمات ست سنوات من العبث، أتت نتائجها بشكل عكسي، أخرجت عموم الساكنة في وقفات احتجاجية مختلفة،  أبانت عن ضعف و تقصير في أداء الأدوار المنوطة برجل السلطة المحلية.

فوزي من موظف بعمالة إقليم الجديدة إلى قائد قيادة اولاد احسين بقدرة قادر، بعدما كان يشغل القائد الحالي موظفا بسيطا داخل دهاليز عمالة إقليم الجديدة، مكلفا بحسابات الشيوخ و المقدمين، و بعد أقدمية في العمل الوظيفي و مع مناسبة إحداث القيادة، تم تكليفه بتدبير شؤونها في نوع من المخاطرة، حينها لم يكن يعلم السيد مصطفى لحرش الرئيس السابق لقسم الشؤون العامة بعمالة الجديدة، عن ما يخفيه المستقبل لهذه التزكية.

و في تذكير لكرونولوجيا الأحداث و الوقائع التي لا نعتقد أنها قد تختفي عن تقارير إخوتنا في مهنة المتاعب و إن كانوا يحملون هاجسا أمنيا أكثر، ف"القايد فوزي" عَمَّر لحدود الساعة لأزيد من ست سنوات على رأس هذه القيادة منذ تاريخ احداثها. و كان أول اختبار له هي محطة الاستفتاء الخاص بدستور فاتح يوليوز، إذ أبان عن فتور في تعبئة الساكنة من أجل التوجه نحو الصناديق لأداء الواجب و الحق الوطني من خلال التصويت. ف"فوزي" كان شبه غائب و لا يسمع له صوت في أرجاء الجماعة. يقول أحد الفاعلين الجمعويين أنه كنا نأمل أن يستقبلنا السيد القائد بحكم أنه ممثل لعامل إقليم الجديدة و لوزارة الداخلية، قصد التعاون مع المجتمع المدني في التعبئة للتصويت بنعم على الدستور، لكن التعاون، يضيف الفاعل الجمعوي، كان بارزا فقط بين مكونات الحقل الجمعوي و المنتخبين الذي أبانوا عن تعبئة واسعة وراء جلالة الملك محمد السادس، أما "القايد فوزي" قد كان وقتها منشغلا بتأثيث منزله الجديد. 

 ملف تدبير الاستحقاقات الجماعية و البرلمانية، لا يخفى أن دور رجل السلطة في تدبير هذا الملف الساخن يقتضي أن يتحلى بالحزم و الصرامة في التعامل مع جميع المتنافسين على مسافة واحدة، و أهم شيء هو إحترام الإرادة الشعبية و إختيارت الساكنة. و حسب أحد المترشحين السابقين، لم يود الكشف عن إسمه، أن "القايد فوزي" قرر المحاباة و التقرب من جهة على حساب جهة أخرى، أو التعامل بوجهين حسب كل ظرفية، فها هو مرة تجده مقرب من آل ولد موسى و طيب بنغانم و قبيلته، و مرة أخرى تجده بجوار آل المخير الذي لم يعمر الوئام بينهما طويلا، ليظل فوزي أبرز المناصرين لأحد أعيان الجماعة، في جل المحطات الموالية، خاصة من خلال القضية التي تفجرت و تابعها الرأي العام  والمتعلقة بتشييد ثانوية تأهيلية بتراب الجماعة، التي تعرف نسبة مرتفعة من الهدر المدرسي و بالخصوص لدى فئة الفتيات، القايد فوزي شاء أن يمارس الحياد السلبي في النهار، و لكن ما كان يعمله  في الليل لا يعلمه إلا هو و الآخر و ثالثهم الشيطان.

و تظل الطامة الكبرى و النقطة التي أفاضت الكأس، و لم يعد بعدها أي عذر أو تسامح هي أن تسقط روح بريئة، ضحية لتقاعس في أداء المهام و فرض هيبة وزارة الداخلية، خصوصا بعد تعالي مجموعة من الأصوات المنددة و المستنكرة للوضع، إذ أن شخصا يمكن أن نلقبه ب"بطل اولاد بوعزيز" استطاع فرض هيبته و مكانته بفتوة عضلاته و إخضاع العديد تحت سلطته، بعدما أضاعها من كان وزير الداخلية قد كلفه بالحرص عليها و صونها. شاب من ذوي السوابق العدلية و مخبر لبعض الأجهزة، قام بهدم و تخريب مملتكات الدولة في واضحة النهار، و أمام نافذة مكتب "القايد فوزي" بينما هو يحتسي شرابه المفضل "أتاي بالشيبة" مع الإسفنج المحلي، غير مكترث لما يقع بنفوذ تراب القيادة، تخريب طال ممتلكات الغير، كان من بينها جزار طاعن في السن (85 سنة)، استيقظ على هدم محله، إلا أن شكواه للقايد فوزي لم تجد صدى غير مطالبته بالصبر، ما جعل الاستنتاجات تحوم حول علاقة ما بين هذا البطل و القائد، لا سيما أن "البطل الخرافي" تربطه علاقة وطيدة مع أحد أعيان الجماعة، المقربين من القائد، حيث يحكي شهود عيان لإحدى الوقائع أن القايد اتصل بهذا الأخير ملتمسا إياه التدخل لثني البطل عن محاولة انتحار، ما تؤكده المكالمات الهاتفية و التسجيلات الصوتية التي يتوفر عليها البطل، ما جعل فوزي خائفا بأن يطاله قصاص يد البطل إن مسه بسوء، فهل ستسارع الجهات الوصية (وزارة الداخلية) باتخاذ اللازم و تعيين من هو كفؤ و أجدر لمسؤولية تمثيل أقوى جهاز بالدولة، بعد كل هذا أم أن بطلنا الخرافي أضحى رعبه يتعدى فوزي.

فحتى الحركة الانتقالية داخل إقليم الجديدة، التي كانت مقررة خلال الصيف الماضي، لم تجر في عهد العامل معاذ الجامعي لتتزايد التساؤلات حولها، لا سيما مع فراغ مهول لمراكز حساسة من حيث حجم المسؤولية، آخرها شغور منصب باشا مدينة الجديدة المحال على التقاعد، بالإضافة لرئيسي دائرتي الجديدة و أزمور ومنصب قائد اولاد عيسى، فالوضع الحالي أضحى يتطلب تدخلا عاجلا من قبل السيد وزير الداخلية.

 قائد القيادة هو ذلك الرجل المحترم ذو الهنددم اللائق و الأنيق، ليس ذلك من يحكي القصص و الحكايات لكل من زاره بمكتبه، و إلى حين كتابة قصة أخرى عن حكايات القايد فوزي تقبلوا فائق الإحترام و التقدير.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة