استياء من تحول مقبرة الرحمة بالجديدة الى مكان لا يليق بدفن أموات المسلمين
استياء من تحول مقبرة الرحمة بالجديدة الى مكان لا يليق بدفن أموات المسلمين

زرت البارحة مقبرة الرحمة بمدينة الجديدة في جنازة لدفن أحد الأقرباء، ففوجئت أن مشكل الاكتظاظ لازال مطروحا منذ سنوات...اكتظاظ في المدارس، اكتظاظ في المستشفيات، اكتظاظ في المقابر...لماذا يحدث هذا؟  ألا توجد أمكنة لدفن أموات المسلمين؟ يقوم الحفار بمشقة الأنفس بإحداث فراغات بين القبور لدفن الأموات، و لازال المجلس البلدي ينتظر افتتاح المقبرة الاقليمية "الريان" بجماعة مولاي عبد الله لدفن أموات المسلمين المحسوبين على عاصمة دكالة.

وفي انتظار البديل، أصبحت مقبرة الرحمة عبارة عن سكن عشوائي بعدما كانت سكنا اقتصاديا لموتى المسلمين، أما الموتى الذين لهم أقارب في السلطة القضائية أو الداخلية، فيتم دفنهم في الروضة الخاصة بسيدي محمد الشلح، و هي روضة تديرها جمعية خاصة، و تعتبر هذه الروضة الآن "بزون فيلا" يدفن فيها علية القوم، أما الغوغاء فتتزاحم بروضة الرحمة بعدما تزاحمت في روضة سيدي موسى...

ما نستغرب له هو كيف تسمى هذه الأمكنة "رواضي"، بينما المقابر الفرعونية في مصر تسمى "قرافة"، ربما على المصريين زيارة القرافة المغربية ليقفوا على المعنى الحقيقي للكلمة، فهي مقابر أو بالأحرى "مزابل" موتى المسلمين، بدون ممرات، بدون نظافة، و تشكل مأوى للمتشردين و شاربي الجنكا، أهكذا تُشيّد  و تُسيّر المقابر يا معشر المسلمين؟

ذهبت في رحلة إلى بولونيا، ثم أخذني أستاذ زميل لي في زيارة إلى مرقد أمه، فاندهشت لحديقة الأموات بطرقات و ممرات و أشجار وورود و كراسي، و نفر يمارس الرياضة و الجري على طرقات المقابر، ناهيك عن الرخام والفوانيس و الشموع التي تزينها، فقلت في نفسي: هذا قوم "كافر/مشرك"، لكنه يحترم مواطنيه أحياء وأموات !

نحن لا نريد زخرفة القبور، ولكن على الأقل نريد مقابر تليق بأموات المسلمين، تضعهم على قدم المساواة ...عار عليكم أن يدفن أموات النخبة في زون فيلا، و يدفن أموات باقي الشعب في السكن العشوائي، هل كُتبت على جبيننا أحياء وأموات أن نظل أغنياء وفقراء إلى الأبد؟ ويل لكم يا معشر المنافقين، أتضعون الفوارق الاجتماعية حتى في توزيع المراقد؟ هو يوم القيامة، يوم البعث، يوم السراط، أنتم على موعد مع رياح ربيع عربي جديد !؟

 

مواطن متضرر

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة