المسؤولون بأمن الجديدة يخالفون توجيهات الملك محمد السادس وحادثة سير تفضح حقيقتهم‎
المسؤولون بأمن الجديدة يخالفون توجيهات الملك محمد السادس وحادثة سير تفضح حقيقتهم‎

عرت حادثة سير وقعت فصولها، صباح اليوم السبت، بتراب إقليم الجديدة، عن حقيقة المسؤولين بأمن الجديدة، والذين بدوا بالواضح والملموس، أنهم يسبحون عكس تيار الإصلاح والاستراتيجية المديرية التي جاء بها عبد اللطيف الحموشي، وأنهم في واد، وأن الخطابات والشعارات  التي  ترفعها  المديرية العامة للأمن الوطني، والتي تستحضر التعليمات الملكية السامية، التي شدد عليها خطاب العرش الأخير،  (أنها) في واد.

هذا، فقد انطلقت، على الساعة السادسة من صباح اليوم السبت، عربة أمنية  من  نوع  "لاندروفير"، كان بالمناسبة الأمن الإقليمي يآسفي توصل بها مؤخرا، في إطار تعزيز حضائر المصالح الأمنية اللاممركزة،  وعلى متنها 3 موظفين من مجموعة التدخل السريع، تابعين للأمن الإقليمي بآسفي، من عاصمة عبدة (مدينة آسفي)، في مهمة خاصة إلى العاصمة الرباط، مرورا عبر الطريق السيارة، الرابطة بين مدن آسفي والجديدة والدارالبيضاء والمحمدية والرباط.

وعلى الساعة الثامنة صباحا، انقلبت السيارة الأمنية  بتراب إقليم الجديدة، على بعد 3 كيلومترات من مدينة أزمور، على إثر الضباب الكثيف الذي خيم على المنطقة.

وبالسرعة والنجاعة المطلوبتين، انتقلت دوريات من كوكبة الدراجات النارية، التابعة لسرية الدرك الملكي بالجديدة، من محطة الأداء بالطريق السيارة، ، إلى مسرح النازلة، حيث أجرت الضابطة القضائية  المعاينات والتحريات الميدانية، وانتدبت سيارة إسعاف أقلت الضحايا الثلاثة، الذين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، إلى المستشفى المحلي بأزمور.  وقد تلقوا الإسعافات الضرورية، قبل أن يحيلهم الطبيب المداوم، في غياب جهاز الأشعة السينية (الراديو)، على الساعة العاشرة صباحا، على المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، سيما أن إصابة أحدهم وصفت ب"الخطيرة".

وقد تكلفت بنقل الضحايا إلى مستشفى الجديدة، سيارة إسعاف من مصحة الصحة، التابعة لأمن الجديدة، عمل على إحضارها رئيس مفوضية الشرطة بأزمور، والمسؤول بمصلحة الأعمال الاجتماعية، ورئيس الهيئة الحضرية بها، والذين كانوا انتقلوا لتوهم، فور إشعارهم بحادثة السير التي خلفت 3 ضحايا أمنيين، إلى المستشفى المحلي بأزمور.

وبعد إخضاعهم للفحوصات الطبية، وتشخيص طبيعة إصاباتهم، وتحديد مدى خطورتها، بالأشعة السينية، وجد الضحايا صعوبة في أداء الفارق المستحق نقدا، بعد إدلائهم ببطاقات التغطية الصحية الخاصة بهم، نظرا لكونهم لم يكونوا يتوفرون في جيوبهم ولو على سنتيم واحد. وهي المسألة التي كان بالإمكان تداركها لو أن المسؤولين بأمن الجديدة، وفي طليعتهم عزيز بومهيدي، رئيس الأمن الإقليمي، وفهد بن ديدي، رئيس المصلحة الإدارية الإقليمية، انتقلوا إلى مستشفى الجديدة، ولو، على الأقل  للاطمئنان، من باب الإنسانية والأخلاق، على صحة الضحايا الذين ينتسبون إلى جهاز الأمن الوطني.

وفور علمه بحادثة السير التي تعرض لها ثلاثة من الأمنيين بال"جير"، أوفد والي الأمن محمد الأموي، رئيس الأمن الإقليمي لآسفي، فريقا أمنيا من 3 مسؤولين بالمصلحة الإدارية الإقليمية بأمن آسفي، إلى مدينة الجديدة، بغية مواكبة الضحايا في تلقيهم العلاجات الطبية، وفي جميع الإجراءات والتدابير التي يحتمها وضعهم الإداري والقضائي. 

وبالمناسبة، فقد وفر الفريق الأمني كل ما يحتاجه الضحايا الشرطيين من أكل (وجبة الغذاء)، وأدوية وتطبيب، وأداء ما بذمتهم إزاء إدارة المستشفى، من مستحقات مالية عن استعمال جهاز الأشعة السينية. ما مكنهم من مغادرة المستشفى، في حدود الساعة الرابعة ظهرا. وقد رافقهم من ثمة الفريق الأمني إلى مقر كوكبة الدراجات النارية بمحطة "البياج"، على الطريق السيارة الرابطة بين الجديدة والدارالبيضاء، والتي لم يغادروها إلا في حدود الساعة الثامنة مساءا، بعد أن استمعت إليهم الضابطة القضائية في محاضر قانونية، في موضوع حادثة شغل.

وعلمت الجريدة أن الفريق الأمني الذي حل، صباح اليوم السبت، بعاصمة دكالة،  يقضى بمعية الضحايا الأمنيين الثلاثة، هذه  الليلة،  في مدينة الجديدة. وقد تدبروا مرهم بأنفسهم، وبإمكانياتهم الخاصة ومن جيوبهم، لتناول وجبة العشاء، وقضاء المبيت.

إلى ذلك،  ظل والي الأمن محمد الأموي، رئيس الأمن الإقليمي بآسفي، ووالي جهة مراكش–آسفي، عبد الرحيم البجيوي، يتابعان عن كثب وأولا بأول، الحالة الصحية للضحايا الأمنيين الثلاثة.

هذا، فيما المسؤولون بأمن الجديدة، وعلى رأسهم رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة، عزيز بومهدي ورئيس المصلحة الإدارية الإقليمية بها، فهد بن ديدي،  الذي كانت لجنة تفتيش مركزية حلت بسببه بأمن الجديدة، علاقة بنازلة الغش التي شابت الامتحانات المهنية للولوج إلى معهد الشرطة، والذي تمت مكافأته بترقيته مؤخرا إلى منصب عميد،  والذي كانت شقيقته على رأس المصلحة الإدارية الإقليمية بأمن آسفي، قبل تنقيلها بدون مهمة إلى ولاية أمن مراكش، لم يكلفوا أنفسهم،  منذ أن أخذوا علما بحادثة السير، فور وقوعها على الساعة الثامنة صباحا، وإلى غاية كتابة هذه السطور، ولو عبر مكالمة هاتفية خاطفة، عناء الاطمئنان على صحة الضحايا، وتوفير شروط الراحة لهم، وتمكينهم  حتى من التغذية، وأداء المبلغ المالي  المترتب عن التشخيص بالأشعة السينية (الفارق الضئيل المتبقى، بعد احتساب التغطية الصحية). ولم يكلفوا حتى من ينوب عنهم ولو شكليا. ما اضطر رئيس الأمن الإقليمي بآسفي لإيفاد فريق أمني خاص.

ومن أجل استخلاص العبر، فإن 5 أمنيين من مجموعة التدخل السريع، التابعة للمنطقة الأمنية الإقليمية باليوسفية، كانوا تعرضوا، منذ  أقل من 10 أيام، لحادثة سير  بتراب إقليم سيدي بنور. حيث تكلف رئيس  الأمن الإقليمي بآسفي،  بنقل المصابين على متن سيارات إسعاف، إلى مدينة مراكش. ومن جهتهما، تكلف والي ولاية  أمن مراكش، سعيد العلوة، ووالي جهة مراك–آسفي، عبد الرحيم البجيوي، في تكريس للتوجيهات الملكية السامية، وللاستراتيجية المديرية التي جاء بها عبد اللطيف الحموشي، بعلاج الضحايا الأمنيين الخمسة، في المصحة الدولية بمدينة النخيل.

إلى ذلك،  فإن السلوكات والممارسات التي أبان عنها المسؤولون بأمن الجديدة، جراء حادثة السير التي خلفت 3 ضحايا من أمن آسفي، والتي عرت عن حقيقتهم،  لا تشرف جهاز الأمن الوطني، ومغرب الألفية الثالثة.

 فهؤلاء المسؤولون قد خالفوا، بغض النظر عما قد يقدمونه لاحقا من تبريرات وأعذار غير مقبولة،   الاستراتيجية المديرية التي اعتمدها عبد اللطيف الحموشي. كما أنهم  عاكسوا التوجيهات السامية، المضمنة في خطاب العرش لسنة 2016. هذا الخطاب الملكي الذي عممته المديرية العامة للأمن الوطني،  على شكل لوحة فنية كبيرة، على المصالح الأمنية المركزية واللاممركزة، بما فيها الأمن الإقليمي للجديدة.

 


الصورة : صحيفة اليوم 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة