على هامش حفلة ''الشطيح والرديح'' بمسرح عفيفي على بعد أيام من شهر رمضان
على هامش حفلة ''الشطيح والرديح'' بمسرح عفيفي على بعد أيام من شهر رمضان

 

فشل جديد أبان عنه المجلس الجماعي لمدينة الجديدة، أمس الثلاثاء، خلال سماحه بالترخيص لجهة خاصة بتنظيم سهرة على خشبة مسرح محمد عفيفي، الذي يعدّ فضاءً أب الفنون والفن الملتزم الهادف.. مسرح عفيفي، الذي عرف انبعاثا جديدا قبل خمس سنوات بالتفاتة مولوية كريمة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحضور عدد من مسؤولي الإقليم وثلة من المثقفين والمبدعين والفنانين والرياضيين، على رأسهم أرملة المرحوم، السيدة كريمة عفيفي.

لكن ما شهده هذا الفضاء أمس كان وصمة عار على جببن كل الجديديين والمغاربة، إذ جرى تنظيم سهرة خاصة أحيتها "الشيخة تسونامي" بمعية فرقتها، التي ركحت ورقصت على أحد أعرق وأقدم مسارح المملكة؛ هزت جنبات مسرح عفيفي بصيحاتها وحولت محيطه إلى ما يشبه مهرجانا شعبيا أمام استياء فعاليات جمعوية وإعلامية ورياضية وثقافية، استنكرت الطريقة التي بات يدبر بها الترخيص لمسرح عفيفي لجمعيات المدينة التي تشتم من الطريقة المعتمدة رائحة الولاءات واعتماد معايير على المقاس، عوض اعتماد معايير منطقية قانونية مضبوطة مبنية على احترام فضاء هذا المسرح العتيق، الذي يعد ملكا لكل الجديديين، إذ تم ترميمه قبل سنوات بمئات الملاييين وتجديده بكيفية عصرية تليق بالمسارح الحديثة، مع الحفاظ على هويته التاريخية.

وصب السيد محمد الشاون، أحد نواب رئيس مجلس الجديدة، جام غضبه على باقي الأعضاء المشكلين للأغلبية المسيرة للمجلس المجلس الجماعي لبلدية الجديدة، متهما اياهم بمباركة هذا السهر الذي يسيء على الخصوص إلى المدينة وإلى المسرح، الأقدم وطنيا. ووصف الشاون، في تصريح صحافي أدلى به من داخل مسرح عفيفي، مجلس الجديدة بالفوضى والسيبة والتسيب والفساد، بترخيصه لجهة خاصة بتنظيم حفل شعبي صاخب للشيخة تسونامي.

لكل هذا، فالمجلس الجماعي مدعو إلى التعامل بتبصر مع المسؤولية الملقاة على عاتقه وتحملها دون تمييز أو محاباة أو اعتماد العاطفة أو القرابة، وعلى مصالحه ولجانه أن تراقب وتتابع كل الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات والجهات التي يتم الترخيص لها بتنظيم أنشطة وحفلات في القاعات العمومية التي تدخل في نفودها الترابي، لأن سكان الجديدة سئموا من العشوائية في التسيير وباتوا متعطشين للأنشطة الإشعاعية والثقافية والرياضية والاجتماعية ذات النفع على المدينة؛ فإذا بهم يتفاجؤون بـ"تسونامي" تدغدغ عواطفهم، ونحن على بعد أيام فقط من شهر رمضان الأبرك.


لحسن الهرز

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة