جماعة ''بير ببوش'' بالجديدة : معاناة الفلاحين مع التحفيظ الجماعي للأراضي الفلاحية
جماعة ''بير ببوش'' بالجديدة : معاناة الفلاحين مع التحفيظ الجماعي  للأراضي الفلاحية

في إطار سياسة  القرب التي تنهجها الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطي بالزمامرة ، انطلقت عملية التحفيظ الجماعي المجاني للأراضي الفلاحية ، بتراب الجماعة الترابية سي احسين بن عبد الرحمان ( بئر ببوش)التابعة لقيادة اولاد حمدان دائرة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة. و تسعى الوكالة من خلال هذه العملية إلى رفع المعاناة عن الفلاحين الصغار وتقريب الإدارة منهم، وقد  سخرت لهذا الغرض شركة متخصصة في التحفيظ، تعتمد على مجموعة من الآليات والأشخاص .

 غير أن بعض مسؤولي هذه الشركة المكلفة بالتحفيظ الجماعي، يضربون بعرض الحائط كل أهداف الوكالة المذكورة أعلاه، حيث تتخبط عملية التحفيظ الجماعي للأراضي الفلاحية بتراب الجماعة المشار إليها سابقا، في عدة مشاكل، منها أن أغلب سكان  الجماعة، يعانون من تصرفات المسؤول الأول على فريق العمل الميداني ، حيث إن هذا المسؤول  لا يحسن معاملة الفلاحين ويتصرف معهم بعجرفة وتكبر و يمارس عليهم سطلة الأمر والرفض ،فهو الآمر بتحفيظ هذه البقعة والرافض للأخرى، و لا ينصت الى مشاكلهم المتعلقة بتحفيظ أراضيهم، بل ينهرهم  ويحتقرهم  و يرفض تساؤلاتهم ، ولا يقبل بالتعرضات التي يتقدم بها الفلاحون المتضررون، مما جعلهم في حيرة من أمرهم وهم يتساءلون عن مصير أراضيهم، و اصبحوا يشكون ويتخوفون على أن تحفظ بعض بقعهم الأرضية بأسماء فلاحين آخرين، وأمام رفض طلبات التعرض فضل أغلب الفلاحين عدم تحفيظ أراضيهم.

ومن معاناة الفلاحين مع هذا التحفيظ الجماعي ايا -  تحت اشراف هذا المسؤول الذي يعطي أوامره لبقية أفردا فريق العمل المرافق له -  أنهم لا يتسلمون بطائق التسجيل الخضراء ، ولا الحمراء المتعلقة بالتعرض، وما أثار انتباه الفلاحين أكثر هو  عدم وضع  الأحجار القانونية المخصصة لعملية التحفيظ، في أغلب البقع الأرضية، حيث يكتفي فريق العمل ، بأوامر المسؤول، بطلاء الأحجار العادية بالصباغة.

وعليه فإن مشاكل التحفيظ الجماعي للأراضي الفلاحية بالجماعة المذكورة أعلاه، قد أثرت بشكل كبير على  نفسية الفلاحين، نظرا لارتباطهم القوي بالأرض الفلاحية وعلاقتهم السيكولوجية و الاجتماعية والاقتصادية بمفهوم الأرض و ما يحمله من دلالات وايحاءات ومعاني في الثقافة الشعبية ، مما أصبح  يفرض على الجهات المسؤولية التدخل العاجل والضروري، لوضع حد لمعاناة هؤلاء الفلاحين والاستماع الى مشاكلهم وتقبل طلبات تعرضهم ، من أجل ضمان تحفيظ نزيه يحافظ على ممتلكاتهم ويضمن حقوقهم.

محمد الغوات

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة