مؤسسة محمد السادس.. صرف منحة ''استحقاق'' لفائدة الطلبة المتفوقين بالجديدة إلى أجل غير مسمى !
مؤسسة محمد السادس.. صرف منحة ''استحقاق'' لفائدة الطلبة المتفوقين بالجديدة إلى أجل غير مسمى !

مازال الطلبة من أبناء نساء ورجال التعليم، المنخرطين في "مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين"، الذين تفوقوا  في انتزاع شهادة البكالوريا بأعلى المعدلات  وطنيا وجهويا، وبميزات مشرفة بإقليم الجديدة، برسم الموسم الدراسي: 2016 – 2017، (مازالوا) لم يستفيدوا، بعد انقضاء الأسدس الأول من موسم الدراسات العليا الجاري، من منحة "استحقاق" لحفز التفوق الدراسي. شأنهم في ذلك شأن زملائهم المعنيين بهذه المنحة، في باقي جهات المملكة.

منحة "استحقاق".. المستفيدون والاستفادة:

قبل الخوض في التأخر الحاصل في صرف منحة "استحقاق"، لا بد من عرض شروط ومسطرة الاستفادة من تلك المنحة، التي تبقى حكرا على ثلة من أبناء المنخرطات والمنخرطين في "مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين"، الذين يشترط فيهم أن يكونوا في وضعية قانونية وسليمة إزاء المؤسسة.

هذا، وكان الطلبة المتفوقون من أبناء المنخرطات والمنخرطين، تقدموا، عقب الإعلان عن نتائج امتحانات البكالوريا برسم السنة الدراسية: 2016 – 2017، بملفات الترشح للظفر بمنحة "استحقاق"، وفق الشروط والمعايير التي أعلنت عنها المؤسسة المانحة على موقعها الإلكتروني، عند افتتاح الترشيح للاستفادة من هذه المنحة، التي تخص المتفوقين في امتحانات البكالوريا، بمؤسسات التعليم العالي العمومية، أو بالجامعات الخاصة بالمغرب، التي تحدد مؤسسة محمد السادس لائحتها.

وقد قام الطلبة المستحقون بما يتعين من إجراءات، حددتها المؤسسة المانحة على موقعها الإلكتروني. وكان بالمناسبة للخلية الجهوية للمؤسسة بالجديدة، دور هام في مساعدتهم وتوجيههم ومواكبتهم في ملء ملفات الترشيح والاستفادة.. إلى حين إيداعها رفقة الوثائق المطلوبة، داخل الأجل المحدد، ال18 شتنبر 2017،  لدى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء–سطات، التي تتبع لنفوذها الترابي المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة.

هذا، وبعد استجماع ملفات الترشح، ومعالجتها على مستوى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين (12 أكاديمية بالمغرب)، بثت لجنة انتقاء المترشحين، مكونة من أساتذة، ومديرين مركزيين،  تحت إشراف رئيس جامعة، في الطلبات التي بلغت 2420 طلبا. حيث أعلنت لجنة الانتقاء عن نتائج  المستفيدين من منحة "استحقاق" (509 منحة)، بعد المصادقة عليها بتاريخ: 25 أكتوبر 2017. 

وتوزعت هذه المنحة ما بين المنحة الوطنية (101 منحة)، والمنحة الجهوية (408). وقد بلغ عدد المستفيدين، حسب الجنس، 342 طالبة (67 بالمائة)، و167 طالبا (33 بالمائة).

وكانت لجهة الدارالبيضاء–سطات حصة الأسد عدديا ونوعيا، بظفرها على 104 منحة توزعت ما بين الوطنية والجهوية، في شعب ومسالك العلوم التجريبية، والعلوم الرياضية A وB، والعلوم الاقتصادية والتدبير، والعلوم والتكنولوجيا. كما كان لطلبة الجديدة التميز، بظفرهم على 23 منحة "استحقاق"، 6 منها وطنية، و17 جهوية.

 إلى ذلك، كانت الاستفادة، بالنسبة للمنحة الوطنية، بناء على المعدلات الوطنية المحصل عليها في امتحانات نيل شهادة البكالوريا، حسب الشعب، بمبلغ 1200 درهم شهريا، لمدة 3 السنوات الأولى، و1800 درهم شهريا، لمدة السنتين الأخيرتين، مع إعانة جزافية في بداية كل سلك، تقدر ب2000 درهم. فيما كانت الاستفادة، بالنسبة للمنحة الجهوية، بناء على المعدلات الجهوية المحصل عليها في امتحانات البكالوريا، حسب الشعب، بمبلغ 1000 درهم شهريا، لمدة 3 سنوات.

وتؤدى المنحة طيلة فترة الاستفادة، عن 10 أشهر من كل سنة.

ومباشرة بعد الإعلان عن نتائج الاستفادة، كثفت الخلية الجهوية للمؤسسة بالجديدة، الاتصالات بالطلبة المستحقين، على عناوين بريدهم الإلكتروني، وعبر أرقام هواتفهم النقالة، لمواكبتهم في تعبئة  ملفات الاستفادة، وتحضير الوثائق المطلوبة، التي همت: ملء مطبوع  "التزام  الطالب(ة)"، متعلق بالاستفادة من منحة"استحقاق" لحفز التفوق الدراسي"، مصادق عليه من قبل السلطة المختصة، مرفق بنسخة أصلية أو مطابقة للأصل لشهادة التسجيل بإحدى مؤسسات التعليم العالي العمومي بالمغرب، ووثيقة من الوكالة البنكية التي يتوفر لديها الطالب على حساب بنكي، مضمن فيها مقتطف كامل للهوية البنكية (RIB)، الذي سيتم التوصل عبره بالمنحة. 

وبالنسبة للطلبة المستحقين الذين لم يكونوا يتوفرون، عند ملء ملفات الاستفادة، شهر أكتوبر 2017، على (RIB فقد طلب منهم المشرفون على الخلية الجهوية فتح حسابات بنكية لدى وكالات بنكية، دون تحديد أسمائها، أو فرض أية منها عليهم، بغية الحصول على (RIB)، وإرفاقه بمطبوع "التزام  الطالب(ة)".

وقد كان للطلبة الاختيار في إرسال ملفاتهم، إما عبر الخلية الجهوية بالجديدة، أو عبر البريد، أو إيداعها مباشرة بمقر مؤسسة محمد السادس بالرباط.

تأخر في صرف منحة "استحقاق":

مازال الطلبة المستحقون الدين يتابعون دراساتهم العليا، في الجامعات، والمعاهد والمدارس العليا،  لم تصرف لهم لحد الساعة منحة "استحقاق"، عن الأشهر الخمسة، برسم موسم  الدراسات العليا الجاري (2017 – 2018)، سيما أن الطلبة قد انتهوا من الأسدس الأول (S1)، الذي منهم من اجتازوا امتحاناته، شهر دجنبر 2017.

والجدير بالذكر أن الغلاف المالي المحصل عن منحة "استحقاق" بصنفيها (الوطنية والجهوية)،  يكون بلغ عن فترة الخمسة الأشهر الماضية (من شتنبر 2017، وإلى غاية متم شهر يناير 2018)، ما مجموعه: 1216000 درهم، منها 808000 درهم مخصصة للمنحة الوطنية، و408000 درهم للمنحة الجهوية.

تحميل المسؤولية للطلبة:

في اتصال هاتفي بمؤسسة محمد السادس بالرباط (مدته 7 دقائق و12 ثانية)، على الساعة التاسعة والثانية 02 من صباح الاثنين 05 فبراير 2018، حمل مسؤول سبب التأخر الحاصل في صرف منحة "استحقاق"، للطلبة أنفسهم، لكون بعضهم لم يدلوا في الوقت المحدد، بجميع الوثائق المطلوبة في ملف الاستفادة. وكان المسؤول بالمؤسسة المانحة يقصد بالتحديد الوثيقة المضمن فيها المقتطف الكامل للهوية البنكية (RIB)، الذي سيتم التوصل عبره بالمنحة.

من يتحمل حقا المسؤولية:

للإشارة، فإن الطلبة المعنيين بإقليم الجديدة، قد اتصل بهم المشرفون على الخلية الجهوية، فور الإعلان عن نتائج  الترشيح، وطلبوا منهم الإدلاء ضمن ملفات الاستفادة، بهوياتهم البنكية، بعد فتح حسابات لدى وكالات بنكية، دون فرض أية منها عليهم.

 وهذا ما قاموا به، عند ملء ملفات الاستفادة، التي ضمنوها، شهر أكتوبر الماضي، مقتطفات كاملة للهويات البنكية (RIB)، قبل أن يوافوا بها المؤسسة المانحة.

وأواسط شهر نونبر 2017، اتصل مسؤولون من "البنك المغربي للتجارة الخارجية" (BMCE BANK)، بالطلبة المستفيدين، عبر أرقام هاتفية، ضمنها: 74- 38 – 67 – 37 – 05 (رقم يخص وكالة بنكية بالرباط)، و1008100-080 (مركز خدمات الزبناءوعلى عناوين بريدهم الإلكتروني. حيث ألحوا عليهم  بفتح حسابات لدى الوكالة البنكية بالرباط، أو  عبر الموقع الإلكتروني للوكالة، بغية الحصول على الهويات البنكية من "BMCE"، حيث ستصرف منحهم، طيلة السنوات الثلاثة أو الخمسة المقبلة، حسب صنف المنحة، جهوية أو وطنية.

هذا، ونظمت مؤسسة محمد السادس، في ال29 نونبر 2017، بمدينة الدارالبيضاء، حفلا لتوزيع المنح على الدفعة الخامسة عشرة، دعت إلى حضوره الطلبة المستحقين بجهة الدارالبيضاء– سطات. ومما جاء في الدعوة التي توصلوا بها على عناوين بريدهم الإلكتروني: " (..) وذلك ليتم استكمال الإجراءات المسطرية المتعلقة بالمنحة السالفة الذكر، بعين المكان. هذا، ويتعين على الطلبة المعنيين الحضور إجباريا مصحوبين ببطائق التعريف الوطنية.".

وخلال الحفل، وزع مسؤولون من البنك المغربي للتجارة الخارجية، على الطلبة المتفوقين بالجهة، الراشدين منهم وغير الراشدين، مطبوعات تخص فتح حسابات بنكية لدى (BMCE بغية تحويل منحة "استحقاق".. مع تخصيصهم، حسب اتفاقية الشراكة المبرمة مع المؤسسة المانحة، بعدة امتيازات، ضمنها مجانية فتح الحسابات والحصول على البطائق البنكية، وعدم إجراء اقتطاعات لفائدة  ال(BMCE)، طيلة  السنوات الخمسة (المنحة الوطنية) أو الثلاثة (المنحة الجهوية)، المخصصة لصرف منحة "استحقاق".

وتبعا لاتفاقية الشراكة المبرمة، فقد تم  الاستغناء بشكل "بعدي" عن الهويات البنكية التي كان الطلبة أدلوا بها، شهر أكتوبر الماضي، ضمن ملفات الاستفادة، واستبدالها بهويات بنكية أخرى، بعد فتح حسابات بشكل "متأخر"، شهر نونبر ودجنبر الماضيين، لدى (BMCE BANK). وقد كان ذلك سببا في عدم استيفاء ملفات الاستفادة لجميع الوثائق المطلوبة. وهو أمر لا يتحمل  الطلبة قطعا أية مسؤولية فيه وعنه، وعما ترتب من تأخر في صرف منحة "استحقاق" المستحقة.. والتي مازالت لم تصرف بعد.. إلى أجل غير مسمى، أو حتى إشعار آخر !

استفسارات لدى الجهات البنكية:

للاستفسار عن سبب التأخر في صرف المنحة، كان للجريدة كذلك اتصال بمركز خدمات الزبناء / BMCE BANK، على رقم الهاتف: 1008100-080، حيث أحالتها مستخدمة بنكية، في غياب أية توضيحات، على مقر البنك المغربي للتجارة الخارجية بالدارالبيضاء، على الرقم الهاتفي: 92 – 04 – 20 – 22 – 05، والذي ظل، عند الاتصال عليه، يرن ولا من يجيب.

وعلمت الجريدة من مسؤولة، عند الالتحاق بوكالة ل(BMCE) بالجديدة، أن الوكالة لم تتوصل بأية تحويل للمنحة، وأنها ستصرفها، حسب تصريحها، فور التوصل بها من الجهة المعنية.  

إن ثمة تساؤلات تطرح نفسها بقوة:

1/ ما هو السبب   أو  السر في الاستغناء بشكل "متأخر" عن الهويات البنكية، التي أدلى بها الطلبة المستحقون، شهر أكتوبر الماضي، ضمن ملفات الاستفادة، التي وافوا بها المؤسسة المانحة.. ؟!

2/ ولماذا تم حمل الطلبة الممنوحين، بشكل لم يكن "اختياريا"، على فتح حسابات بنكية لدى وكالات ال(BMCE)، والإدلاء من ثمة بهويات بنكية من هذه الوكالات البنكية.. ؟!

3/  ولماذا تم التفعيل بشكل "بعدي" وليس "قبلي"، وبشكل "متأخر" لاتفاقية الشراكة المبرمة بين مؤسسة محمد السادس، والبنك المغربي للتجارة الخارجية.. ؟!

4/ ولماذا لم تعمد المؤسسة المانحة إلى تفعيل تلك الاتفاقية، بشكل "قبلي"، قبل ملء ملفات الاستفادة، أي  مباشرة عقب الإعلان عن نتائج المستحقين للمنحة، بعد المصادقة عليها من قبل لجنة انتقاء المترشحين، بتاريخ: 25 أكتوبر 2017.. ؟!

5/ ولمادا لم تصرف بعد للطلبة الذين أدلوا للمؤسسة المانحة، بملفاتهم متضمنة لجميع الوثائق المطلوبة، بما فيها الهويات البنكية الخاصة بالبنك المغربي للتجارة الخارجية، حتى بعد أن  حصلوا، منذ أزيد من شهر، على البطاقة البنكية (VISA JEUNES CAMPUS التي وفرتها لهم وكالات ال(BMCE BANK).. ؟!

7/ وهل يظل صرف منح الطلبة المستوفية ملفاتهم لجميع الوثائق والشروط المطلوبة، عالقا ومرهونا بملفات زملائهم، الذين يكونون تأخروا في الإدلاء بالوثائق المطلوبة.. ؟!

من هم  منخرطو مؤسسة محمد السادس؟:

هذا، وكانت الغاية المتوخاة من خلق "مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين"، في فاتح غشت 2001، تقديم خدمات اجتماعية لمنخرطيها، الذين حددهم القانون التنظيمي للمؤسسة، كالتالي:

موظفو وأعوان الدولة بقطاعات التربية والتكوين، والمعينين للقيام مهام تربوية أو إدارية (انخراط تلقائي)؛

متقاعدو قطاعات التربية والتكوين، المحالون على المعاش برسم: حد السن، والتقاعد النسبي، والمغادرة الطوعية، أو التقاعد الحتمي (بناء على طلبهم)؛

ذوو حقوق المنخرطين المتوفين، المستفيدين من المعاش (بناء على طلبهم)؛

موظفو قطاع التعليم الموجودين في وضعية إلحاق لدى الإدارات  أو الهيئات أو الإدارات العمومية (بناء على طلبهم)؛

ومن ثمة، فإن طلب الانخراط من حق هذه الفئة، وكذا، أسرهم (الزوج (ة)، والأبناء المتراوحة أعمارهم بين 4 و25 سنة، والأطفال المعاقين بدون حد السن)، الذين يستفيدون من جميع الخدمات التي تقدمها المؤسسة. 

إلى ذلك، فقد بلغ عدد موظفي التعليم بالمغرب، حسب مؤشرات التربية 2009 – 2017، ما مجموعه: 250039 موظفا، دون احتساب الموظفين العاملين لدى وزارة التربية الوطنية، ولدى التعليم العالي،  والذين قدرهم مصدر  مطلع، بحوالي 30000 موظفا.

ومن جهة أخرى، فقد بلغ عدد موظفي الدولة سنة 2012، وبناء على تقرير حول الموارد البشرية، أصدرته وزارة الاقتصاد والمالية، بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2013، ما مجموعه 883 ألف و916 موظفا، يحتل فيها قطاع التربية الوطنية المرتبة الأولى، ما مجموعه 293 ألف و663 موظفا، أي بنسبة 33 بالمائة (ثلث موظفي الدولة يشتغلون في قطاع التعليم).

انخراطات إجبارية وموارد مالية باهضة:

تتراوح واجبات الانخراط والاقتطاعات الإجبارية من أجور نساء ورجال التعليم، حسب الدرجات والسلالم، ما بين 20 و100 درهم. ويبلغ معدل الاقتطاع  80  درهم في السنة.

 ويبدأ الانخراط الإجباري بمجرد حصول الموظف المعني، على رقم التأجير، وإلى غاية الإحالة على التقاعد.

ويناهز مبلغ الاقتطاعات الإجمالية من أجور نساء ورجال التعليم: 22400000 درهم في السنة، أي حوالي  1866667 درهم في الشهر، وما يعادل 62222 درهم في اليوم.

مؤسسات "نموذج" في صرف المنح :

ثمة مؤسسات مواطنة تدعم الطلبة "المتفوقين" في امتحانات نيل شهادة البكالوريا، بتخصيصهم منحا تختلف تسمياتها ومبالغها المالية،  لمساعدتهم على تمويل دراساتهم العليا. منح من بينها ما يلي: 

منحة "التمييز" :

تخص مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط  (OCP)، والمؤسسة المغربية للطالب (FME)، بمنحة "التمييز" (l’Excellence)، ، كل موسم دراسي، الطلبة الحاصلين على أعلى المعدلات في البكالوريا، مع اعتبار ظروفهم الاجتماعية.

وكانت المؤسستان توصلتا، نهاية الموسم الدراسي الماضي، بعد فتح باب الترشيح، بملفات الطلبة،  وفق المعايير والشروط المنصوص عليها. وبعد معالجة تلك الملفات التي زادت عن 3000 ملف، تم الإعلان مباشرة عن نتائج المستحقين، الذين أدلوا بملفات الاستفادة، مرفقة بالوثائق اللازمة، ضمنها هوياتهم البنكية من وكالات بنكية مختلفة، فتحوا  لديها حسابات خاصة، دون تدخل من أية جهة خارجية،  لفرض أية وكالة بعينها عليهم. وهذا ما أتاح  صرف منحهم ابتداء من شهر شتنبر 2017.

 منحة "منحتي":

 استفاد من منحة "منحتي" (Minhaty)، 1881 طالبا  من أصل 2589 طالبا بإقليم الجديدة، تقدموا، شهري يونيو ويوليوز 2017، وفق مسطرة دقيقة وناجعة، بملفات ترشحهم إلى وزارة الداخلية، عبر  البوابة الإلكترونية "منحتي". حيث قامت مديرية أنظمة المعلومات والاتصال، التابعة لمديرية الدراسات والتحاليل لدى الوزارة،  بمعالجة تلك الملفات مركزيا، والتأكد من صحة المعلومات والبيانات المضمنة فيها، وكذا، بإجراء أبحاث ميدانية، تكلفت بها السلطات الإقليمية والمحلية بالجديدة (باشا الجديدة – قياد الملحقات الإدارية – قياد القيادات بالعالم القروي – أعوان السلطة من شيوخ ومقدمين..)، للتأكد ثانية وبشكل قطعي من صحتها، سيما في ما يتعلق بالدخل السنوي للأب أو ولي الأمر.

وقد حسمت وزارة الداخلية بدقة متناهية، وبسرعة ونجاعة،  في ملفات الترشيح لنيل منحة "منحتي"، والتي بلغ عددها 2589 ملفا، وأعلنت، بعد معالجتها والمداولة بشأنها من قبل  لجنة مختلطة (مشكلة من عمالة إقليم الجديدة، والمديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة)، عن نتائج المستحقين، الذين بلغ عددهم 1881 مستفيدا،  والذين تمكنوا بالمناسبة من صرف منحهم، شهر نونبر 2017، عن 3 أشهر الأولى من موسم الدراسات العليا الجاري، من الشباك الأوتوماتيكي، بواسطة بطاقة السحب الإلكترونية، التي تحمل اسم "بطاقة منحتي"، التي وفرها لهم البريد بنك.

أهمية صرف المنحة في وقتها:                                                     

إن الغاية المتوخاة من صرف منحة "استحقاق"، الذي يجب أن يتم في وقته، تكمن في حفز التفوق الدراسي لفائدة أبناء المنخرطات والمنخرطين المتفوقين في امتحانات البكالوريا، بمؤسسات التعليم العالي العمومية أو بالجامعات الخاصة بالمغرب، ومساعدتهم على تمويل دراساتهم العليا. ولعل هذا ما يتعين ترجمته على أرض الواقع، سيما أن  الأسدس الأول قد انقضى، وأن السواد الأعظم من الطلبة المعنيين، يتحدرون من أسر بسيطة، وأن أحد الوالدين موظف (رجل تعليم) يتقاضى راتبا شهريا محدودا،  وأنهم (الطلبة الممنوحين) يتابعون دراساتهم في جامعات ومعاهد ومدارس عليا، بجهات وأقاليم ومدن بعيدة، ومن ثمة، فإنهم في حاجة ماسة واستعجالية لتوفير الشروط والظروف المناسبة لمتابعة دراساتهم العليا، والتي لن تكون بالمجان، بما في ذلك اقتناء المقررات الدراسية، باهضة التكلفة، ناهيك عن مصاريف  الكراء والتغذية والتنقل (..)، والتي لا تستحمل البتة التأجيل بأية ذريعة كانت.

فإذن ما قيمة وأهمية وفائدة  المنحة، إن لم تصرف في وقتها..؟!

أو ليس تأخير صرفها، والاستفادة منها  في وقتها وفي الوقت المناسب.. شبيها بالدواء الذي يتناوله المريض، بعد فوات الأوان.. ؟!


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة