شخص يُهَرّب من مستشفى الجديدة فتاة حاولت الانتحار بمبيد الفئران
شخص يُهَرّب من مستشفى الجديدة فتاة حاولت الانتحار بمبيد الفئران

 حاولت فتاة في مقتبل العمر وضع حد لحياتها، ليلة الثلاثاء 4 شتنبر 2018، بعاصمة دكالة، وضع حد لحياتها بتناول مبيد الفئران (raticide). إذ جرى حملها إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث أخضعتها الطبيبة المداومة لدى قسم المستعجلات، لغسل معدتها، بعد أن تبين أن أحدهم ناولها سائل الحليب، وبعدها، أعطيها "السيروم"، تهيؤا لوضعها تحت المراقبة في قاعة الملاحظة، بغية تتبع حالتها الصحية، درءا لأية تعقيدات طارئة، أو خطر قد يهدد حياتها.

وبالمناسبة، كان بمعية الفتاة التي حاولت الانتحار،  شخص يرجح أنه من أبناء حيها، ويقيم بجوار سكن أسرتها. وقد أشعرت الطبيبة المعالجة الأخير ب"رأيها الطبي المضاد" (contre-avis médical)،  كون الوضع الصحي للفتاة، متأزم، ويستحيل من ثمة مغادرتها المستشفى. حيث طلبت منه التوقيع على ذلك في سجل الإدارة. لكن كان له رأي آخر. إذ تحين الفرصة، لينتزعها في غفلة من الطاقم الطبي وحراس الأمن الخاص، من سرير العلاج بالقاعة اللصيقة بقسم المستعجلات، ويغادر بها لتوه المستشفى.

وهكذا، يكون هذا الشخص عرض للخطر حياة الفتاة التي كانت تخضع للعلاج والعناية الطبية، سيما أن السم الذي تناولته، لم يزل عن آخره من معدتها، ناهيك عن كون أحدهم كان ناولها سائل الحليب، قبل حملها إلى المستشفى. وتجدر الإشارة إلى أن تناول الحليب لا ينصح به قطعا الأطباء في حالة التسمم بالمبيدات، لكون هذه المادة (الحليب) تمتص السموم (absorption des toxines). ناهيك عن كون ما أقدم عليه هذا الشخص، يعتبر فعلا مخالفا للقانون.

وقد أشعرت في حينه المرضة العاملة بقسم المستعجلات، الشرطي بالزي الرسمي، المكلف بالحراسة داخل المستشفى، بكون مرافق الفتاة التي حاولت الانتحار، قد هربها، رغم حالتها الصحية.

 ومن المفترض  والمفروض أن يكون الشرطي ربط الاتصال هاتفيا بقاعة المواصلات المركزية بأمن الجديدة، وأشعرها بالنازلة، وأن الأخيرة (قاعة المواصلات)، تكون عممت برقية عبر  الجهاز اللاسلكي، بضرورة التدخل والانتقال إلى المستشفى.

إلى ذلك، فإن الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثالثة، التي كانت تؤمن وقتها، من الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء الماضي، وإلى غاية منتصف الليل، مهام المداومة، لم تنتقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفى، لفتح بحث قضائي في نازلة هرب الفتاة التي حاولت الانتحار، سيما أن إدارة المستشفى قد أدرجت في سجلاتها بياناتها الخاصة (هويتها، وتاريخ ازديادها، وعنوانها الشخصي..)، وسبب استقبالها في المستشفى.

هذا، ومن المنتظر أن يدخل وكيل الملك بابتدائية الجديدة، على الخط، ويصدر تعليماته النيابية إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، بفتح بحث قضائي، تحت إشرافه، لتحديد أسباب وظروف وملابسات محاولة الانتحار، التي أقدمت عليها الفتاة، وكذلك، بالاستماع في محضر قانوني، إلى الشخص الذي عمد إلى تهريبها من المستشفى، معرضا حياتها للخطر. حيث إن هذه الأفعال، وما قد يسفر عنه البحث القضائي من نتائج ومفاجئات، من شأنها أن تشكل جنحة يعاقب عليها القانون الجنائي.

إلى ذلك، فقد تزامنت الواقعة وزيارة لجنة تفتيش مديرية، حلت، الأربعاء 5 شتنبر 2018، بأمن الجديدة، همت الأمن العمومي، وتحديدا الهيئة الحضرية. حيث زارت اللجنة المركزية، التي أوفدتها المديرية العامة للأمن الوطني، قاعة المواصلات المركزية، والمستشفى الإقليمي، وبالضبط قسم المستعجلات، والجناح المخصص بالطابق العلوي، للسجناء، اللذين يؤمن حراستهما شرطيون بالزي الرسمي. كما قامت بجولات ميدانة للقطاع بالمدار الحضري للجديدة، بغاية الوقوف على التغطية الأمنية، وعلى انتشار الدوريات وسيارات النجدة، وعلى نقاط المراقبة الأمنية الثابتة والمتحركة، وعلى عمل الشرطة في الشارع العام.

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة