لماذا تجاهلت رئاسة جامعة شعيب الدكالي مذكرة وزير التربية الوطنية؟
لماذا تجاهلت رئاسة جامعة شعيب الدكالي مذكرة وزير التربية الوطنية؟

وصلت رئاسة جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، مثلها في ذلك مثل باقي الجامعات المغربية، بمذكرة من وزير التربية والتكوين مؤرخة في 28 ماي 2018، في شأن ولوج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية برسم السنة الجامعية 2018-2019..

في هذه المذكرة يطلب السيد الوزير  من رؤساء الجامعات أن يبلغوا مجموعة من المعلومات (متضمنة في ملحق المذكرة) إلى تلامذة السنة الثانية من سلك الباكالوريا وحاملي الباكالوريا وتلامذة السنة الثانية من الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين والطلبة الراغبين في الالتحاق بالمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية.. 

من ضمن هذه المعلومات، ما جاء في محور "خصوصيات التكوين في هذه المؤسسات وأهدافه"، حيث جاء ما يلي:

تختص المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية في التكوين والبحث العلمي وخاصة تكوين المهندسين. وتهدف هذه المدارس إلى:

- تكوين مهندسي الدولة تكوينا نظريا وتطبيقيا يؤهلهم للتكيف مع متطلبات التنمية الإقتصادية والإجتماعية الوطنية والجهوية؛

- تنمية البحث العلمي  والتكنولوجي.

 

في نفس السياق، قدمت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة مشروع إجازة مهنية في التربية والتكوين.. وهو مشروع الهدف منه تكوين معلمين بالإبتدائي وأساتذة الإعدادي والثانوي، وهو ما يتعارض أولا مع مضمون المذكرة المشار إليها أعلاه، وثانيا مع الأهداف التي من أجلها تم إحداث هذه المدارس، والتي يمكن تلخيصها في ما يلي

"شبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية (ENSA) هي مجموعة من المدارس العمومية المغربية، تختص بالتكوين والبحث العلمي وتكوين مهندسين في ميدان العلوم والتكنولوجيا.

وتستغرق الدراسة بالمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية خمس سنوات تتوج بإحراز الطالب على دبلوم مهندس الدولة".

 

بناء على ما سبق، نطرح الأسئلة التالية:

1- كيف يمكن لمؤسسة أُنشِأت من أجل  تكوين وتخرّج مهندسي الدولة في العلوم والتكنولوجيا، أن تقوم بتكوين معلمين وأساتذة الإعدادي والثانوي؟

2- هل يستقيم أن تقوم مؤسسة جامعية فِي نفس الوقت بتكوين معلمين وأساتذة  وتنمي وتطور البحث العلمي والتكنولوجي؟

3- هل هذه الخطوة هي بداية إفراغ هذه المؤسسات من أهدافها ومهمتها الأساسية، والمتمثلة في تكوين وتخرّج مهندسي الدولة، وتنمية وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي؟

 

في الأخير، أريد أن أؤكد أن السيدات والسادة الأساتذة الباحثين بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة، زملائي وزميلاتي، هم الوحيدين الذين يحق لهم، عبر مجلس مؤسستهم، أن يتخذوا القرارات التي يَرَوْنها مناسبة في كل ما يتعلق بالشق البيداغوجي، ولكن في نفس الوقت أريد أن أذكر بأن هذه المدارس باتت مستهدفة في السنوات الأخيرة، ولعل  مرسوم الداودي، المرسوم الذي ينص على دمج كل من المدارس العليا للتكنولوجيا ،المدارس الوطنية للعلوم التطبيقة وكليات العلوم والتقنيات فيما يسمى بوليتيكنيك، لخير دليل على ذلك، لهذا فإن التنسيق بين مختلف المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بالمغرب (عددها 12)، أمر مستحب إن لم يكن ضروريا في مثل هذه المناسبات.

 

ذ. غريب عبدالحق

كلية العلوم بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة