الأسباب النفسية للإرهاب
الأسباب النفسية للإرهاب

نظم المجلس اللعلمي بالجديدة ندوة الوسطية والاعتدال والغلو ...وشاركت فيها بموضوع تحت عنوان الارهاب أسبابه ووسائله ووضحت الدوافع والاسباب النفسية والاقتصادية والاجتماعية ويسرني أن تنشروا الحزء من المساهمة في انتظار الجزء الثاني

الأسباب النفسية للإرهاب


1)حب الظهور والشهرة حيث لا يكون الشخص مؤهلًا فيبحث عما يؤهله باطلًا فيشعر ولو بالتخريب والقتل والتدمير .
2) الإحباط: أحد أسباب الخروج على النظام وعلى العادات والتقاليد هو الإحباط وشعور الشخص بخيبة أمل في نيل حقه أو الحصول على ما يصلحه ويشفي صدره فكثير من البلدان العربية هَمْشَت دور الجماعات عمومًا ولم تكترث بها بل عذبت وقتلت وشردت ومنعت وصول خيرها للناس مع زعمهم بحرية الرأي والتعبير ، وهذا يكون التحزبات السرية وردود الأفعال الغاضبة في صورة الإرهاب واعتناق الأفكار الهدامة1.
3) قد يكتسب الفرد الصفات النفسية من البيئة المحيطة به سواء في محيط الأسرة أو في محيط المجتمع فكل خلل في ذلك المحيط ينعكس على سلوك وتصرفات ذلك الفرد حتى تصبح جزءًا من تكوينه وتركيبه النفسي ، ويعد الفشل في الحياة الأسرية من أهم الأسباب المؤدية إلى جنوح الأفراد واكتسابهم بعض الصفات السيئة .

4) قد يكون سبب العنف والتطرف فشل من يتصف به في التعليم الذي يعد صمام الأمان في الضبط الاجتماعي ومحاربة الجنوح الفكري والأخلاقي لدى الفرد ، والفشل في الحياة يُكَّون لدى الإنسان شعورًا بالنقص وعدم تقبل المجتمع له . وقد يكون هذا الإحساس دافعًا للإنسان لإثبات وجوده من خلال مواقع أخرى فإن لم يتمكن دفعه ذلك إلى التطرف لأنه وسيلة سهلة لإثبات الذات حتى لو أدى به ذلك إلى ارتكاب جرائم إرهابية .
ولهذا فإننا كثيرًا ما نجد أن أغلب الملتحقين بالحركات الإرهابية من الفاشلين دراسيًا ، أو من أصحاب المهن المتدنية في المجتمع وغيرهم ممن لديهم الشعور بالدونية ويسعون لإثبات ذاتهم ، أو أشخاص لهم طموح شخصي .
5) من أسباب اللجوء إلى الإرهاب عند بعض الشباب الإخفاق الحياتي ، والفشل المعيشي ، وقد يكون إخفاقًا في الحياة العلمية أو المسيرة الاجتماعية ، أو النواحي الوظيفية ، أو التجارب العاطفية ، فيجد في هذه الطوائف الضالة ، والثلل التائهة ما يظن أنه يغطي فيه إخفاقه ، ويضيع فيه فشله ، ويستعيد به نجاحه .

الأسباب الاجتماعية


1) إن من أسباب نشوء الأفكار الضالة ظهور التناقض في حياة الناس وما يجدونه من مفارقات عجيبة بين ما يسمعون وما يشاهدون ، فهنالك تناقض كبير أحيانًا بين ما يقرؤه المرء وما يراه ، وما يتعلمه وما يعيشه ، وما يُقال وما يُعمل ، وما يدرَّس له وما يراه ، مما يحدث اختلالًا في التصورات ،وارتباكًا في الأفكار .
2) تفكك المجتمع وعدم ترابطه. لا يشعر الشخص أمام هذا المجتمع المفكك بالمسئولية تجاهه ولا الحرص عليه ولا الاهتمام به ولا مراعاة الآخرين فهذا يولد حالة من الشعور بالحرص الشديد على اقتناء كل جيد فيه وإن لم يكن حقه, وحين يمنع يتذمر ويزداد الأمر سوءًا ، لذلك المجتمع المترابط. والأسرة المتماسكة تحيط الأشخاص بشعور التماسك والتعاون ومن شذ منهم استطاعوا استواءه ورده عن الظلم لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . « انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا » 1 2 ، فنصرته ظالمًا بمنعه عن ظلمه والأسرة المتماسكة أقدر على ذلك .

3) الفراغ 3 : يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، (الصحة ، والفراغ »4 فهاتان نعمتان كثيرًا ما يغبن فيها الإنسان ، فإن الفراغ مفسدة للمرء وداء مهلك ومتلف للدين ونفسك إن لم تشغلها شغلتك ، فإن لم تشغل النفس بما ينفع شغلتك هي بما لا ينفع ، والفراغ النفسي والعقلي أرض خصبة لقبول كل فكر هدام وغلو وتطرف ، فتتغلل الأفكار وتغزو القلوب فتولد جذورًا يصعب قلعها إلا بالانشغال بالعمل الصالح والعلم النافع .
إن الفراغ والشباب... مفسدة للمرء أي مفسده
الفراغ سم قاتل ، وداء مهلك ، ومرض فتاك ، إنه مفسدة للعقل ، مهلكة للنفس ، متلفة للدين ، محضن للإرهاب .
من رحم الفراغ تولد الضلالة ، وفي أحضانه تنشأ البطالة ، وفي كنفه تعيش الشبه .
وهو عدو متربص تجب محاربته باستهلاك طاقات الشباب المتعددة وأرواحهم المتوقدة وتسخير مواهبهم لخدمة الحق وتشجيع طموحاتهم لصالح الأمة .
الأسباب الاقتصادية
1) إذا كان الإرهاب السياسي من أكثر صور الإرهاب شيوعًا وأشدها ضراوة وخطرًا وأكثرها دموية ، إلا أنه هناك الأسباب الاقتصادية بأخطارها المتراكمة والمتلاحقة’ لأن الاقتصاد من العوامل الرئيسة في خلق الاستقرار النفسي لدى الإنسان فكلما كان دخل الفرد مثلًا مضطربًا كان رضاه واستقراره غير ثابت, بل قد يتحول هذا الاضطراب وعدم الرضا إلى كراهية تقوده إلى نقمة على المجتمع . وهذا الحال من الإحباط يولد شعورًا سلبيًا تجاه المجتمع ، ومن آثاره عدم انتمائه لوطنه ونبذ الشعور بالمسئولية الوطنية ولهذا يتكون لديه شعورًا بالانتقام وقد يستثمر هذا الشعور بعض المغرضين والمثبطين فيزينون له قدرتهم على تحسين وضعه الاقتصادي دون النظر إلى عواقب ذلك وما يترتب عليها من مفاسد وأضرار .

2) البطالة: انتشار البطالة في المجتمع داء وبيل ، وأيما مجتمع تكثر فيه البطالة ويزيد فيه العاطلون ، وتنضب فيه فرص العمل ، فإن ذلك يفتح أبوابًا من الخطر على مصرعها ، من امتهان الإرهاب والجريمة والمخدرات والاعتداء والسرقة ، وما إلى ذلك. فعدم أخذ الحقوق كاملة وعدم توفير فرصة العمل فهذا يولد سخطًا عامًا يشمل كل من بيده الأمر قَرُب أو بُعد ، فالناس يحركهم الجوع والفقر والعوز’ ويسكتهم المال.لذلك قال عمر بن عبد العزيز لما أمره ولده أن يأخذ الناس على الحق ولا يبالي قال (....أني أتألفهم فأعطيهم وإن حملتهم على الدين جملة تركوه جملة) 1 فالبطالة من أقوى العوامل المساهمة في نبتة الإرهاب حيث ضيق العيش وصعوبته, وغلاء المعيشة وعدم تحسن دخل الفرد أحد العوامل التي تؤثر في إنشاء روح التذمر في الأمة فتسلط أمة على أمة فتغزوها وتأكل خيراتها فذلك يولد حالة من السخط تجاه من فعل ومن سمح بهذا .

الأسباب التربوية


من هذه الأسباب:
1) قلة القدوة الناصحة المخلصة التي تعود على الأمم بغرض النفع إرضاءً لله تبارك وتعالى وحبًا في دينهم وأوطانهم. وغياب القدوة يؤدي للتخبط وعدم وجود المرجعية الصالحة والأسوة الحسنة من عوامل التفكك والانحطاط والتخلف .
2) غياب التربية الحسنة والموجهة التي توجه الأفراد للأخلاق القيمة الحسنة .
3) نقص أو انعدام التربية الحقيقية الإيمانية القائمة على مرتكزات ودعائم قوية من نصوص الوحي ، واستبصار المصلحة العامة ودرء المفاسد الطارئة ، وقلة إدراك عبر التاريخ ودروس الزمان وسنن الحياة في واقع الناس.

أقول قولي هذا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة